ليست المعركةُ مع فيروس كورونا منظورة الجغرافيا ، برغمِ السباقِ الحثيثِ بينَه وبينَ مختبراتِ العالمِ التي تبحثُ عما يفرملُه ويحدُّ من انتشارِه وخسائرِه..
الى حينِ العثورِ على العلاجِ المنشود ، تَكثُرُ الدعواتُ للتقيدِ بالوقايةِ والارشاداتِ والاجراءاتِ التي اَفلحت في عددٍ من البلدانِ باحتواءِ الفيروس ، بينما يحاولُ لبنانُ تطبيقَ ما امكنَه منها معَ اعلانِ ارتفاعِ عددِ المصابينَ الى عشَرة..
غداً، ينطلق البلد في دورةِ نشاطٍ مُربَكةٍ فوقَ اِرباكِها جراءَ الازمات.. بنشاطٍ محكومٍ لمعركةٍ فَرضت الى الانَ اقفالاً تامّاً للصروحِ التعليمية ، ولاسواقِ شعبيةِ اسبوعيةِ في بيروتَ والجنوبِ والبقاع ، وتُلحقُ الاداراتِ الرسميةَ بالتدابيرِ المفروضة ، وربما الاقفالِ ايضاً بحسبِ ما يطلب موظفوها.. ما يرصدُه اللبنانيونَ ارتفاعاً في مستوى التوعيةِ يَنقصُه الالتزام الكامل لدى المواطنينَ على اختلافِ اوضاعِهم الصحية، وتحديداً لدى المصابينَ المشخَّصين ، والذين خالطوهم منذُ اصابتِهم ، وايضاً لدى كلِّ من طُلِبَ منهُ عزلُ نفسِه في منزلِه فيما هو يَجُولُ في الشارعِ ويمارسُ حياتَه بشكلٍ طبيعي ، ليكونَ ناقلاً محتملاً لفيروس صامتٍ يتسللُ بخطرِه الى كلِّ المنازلِ ويفاقمُ الوضعَ سوءاً..
في الوضعِ السوري ، انقرة تغامر بخياراتِها في ادلب معَ اطلاقِها عمليةً عسكريةً جديدةً هناك… تعددت اسماءُ العملياتِ التركية ، ولكنَ غايتَها واحدةٌ في اعتباراتِ دمشق : احتلالُ ارضٍ لن يدوم ، ودعمُ مجموعاتٍ ارهابيةٍ زائلة، ووهمٌ بتحسينِ شروطٍ تفاوضيةٍ عبرَ الضغطِ الميداني والذهابِ بالخيارِ العسكري الى النهائياتِ الخاسرة.. وفقَ الميدان ، يمارسُ الجانبُ التركيُ الانَ استعراضاً في الاجواء ، واستقواءً على الارضِ امامَ وخلفَ الارهابيين ، في محاولةٍ لفرضِ منطقةٍ امنيةٍ يريدُها بشروطِه متجاهلاً دعواتٍ وُجهت اليه للتصرفِ بعقلانية، وحقنِ دماءِ جنودِه ، وحمايةِ مصالحِ الشعبينِ التركي والسوري.. وفي التاكيداتِ السورية ، فانَ ما تمارسُه انقرة لن يُغطيَ انجازاتٍ كبرى يحققُها الجيشُ وحلفاؤه على طريقِ تحريرِ الارضِ من الارهابِ وداعمِيه، واستعادةِ طرقاتٍ وشرايينَ دوليةٍ رئيسيةٍ في الشمال..