ايران تنفي ما أعلنه ترامب عن “محادثات مباشرة”.. وإعلام العدو يتحدث عن “خيبة أمل وصدمة” – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

ايران تنفي ما أعلنه ترامب عن “محادثات مباشرة”.. وإعلام العدو يتحدث عن “خيبة أمل وصدمة”

ترامب - نتنياهو

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن “إجراء محادثات أميركية مباشرة مع إيران”، حسب قوله، في حين أكدت طهران أن المحادثات ستكون “غير مباشرة”. يأتي ذلك في وقت أعربت فيه مصادر العدو عن “خيبة أمل” من الإعلان المفاجئ لترامب.

وأثناء استقباله رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أمس الاثنين، أعلن ترامب أن اجتماعاً مهماً سيعقد يوم السبت المقبل على أعلى مستوى، زاعماً أن “نجاح هذه المفاوضات سيكون إيجابياً لإيران وإلا فستكون في خطر كبير”. وقال ترامب “إيران لا يمكن أن تملك سلاحاً نووياً، وإذا لم تنجح المحادثات، أعتقد أنه سيكون يوماً سيئاً للغاية بالنسبة لإيران”، مؤكداً أنه “لا واشنطن ولا “إسرائيل” ترغب في المشاركة في أي صدام ما دام تجنبه ممكناً”، حسب تعبيره.

ولم يحدد ترامب مكان إجراء المحادثات، لكنه أكد أنها لن تكون عبر وكلاء، بل على “أعلى مستوى تقريباً”.

طهران: المفاوضات غير مباشرة والكرة في ملعب أميركا

وبعد ساعات من تصريحات ترامب أكدت طهران أن المحادثات ستجرى السبت في سلطنة عُمان، مشددة على أنها “غير مباشرة”. وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة إكس أن “إيران والولايات المتحدة ستجتمعان في عُمان السبت لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى”، مضيفاً “إنها فرصة بقدر ما هي اختبار، الكرة في ملعب أميركا”.

هذا وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن المحادثات سيقودها عراقجي والمبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن “إيران منفتحة على تفاوض مباشر مع واشنطن إذا سارت المفاوضات غير المباشرة بشكل جيد”. وأوضح المسؤولون الإيرانيون أن طهران “تفهم المحادثات بشكل مختلف، إلى حد ما، عما وصفه ترامب”.

وأجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة خلال فترة الرئيس السابق جو بايدن، لكنها لم تحرز تقدماً يذكر. وكانت آخر مفاوضات مباشرة معروفة بين الجانبين في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي قاد جهود التوصل للاتفاق النووي بين طهران وقوى عالمية في عام 2015، وهو الاتفاق الذي انسحب منه ترامب لاحقاً.

صدمة اسرائيلية

من جانب آخر، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصادر سياسية زعمها أن العدو لم يكن يعلم مسبقاً بالاتفاق بين ترامب والإيرانيين بشأن مفاوضات بين الطرفين، وذكرت أن مصدراً في الوفد الصهيوني أكد أن الصدمة كانت واضحة على وجوه الوفد الإسرائيلي في واشنطن عقب الإعلان عن المفاوضات.

واعتبرت الصحيفة أن زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض كانت مخيبة للآمال بعد إعلان ترامب عن المفاوضات. وقال نتنياهو، الذي أبدى القليل من الدعم لعقد مفاوضات بين واشنطن وطهران، إنه |إذا كانت الدبلوماسية قادرة على منع طهران من امتلاك أسلحة نووية بشكل كامل، كما حدث في ليبيا، فإنني أعتقد أن هذا سيكون أمراً جيداً”، حسب قوله.

وعن كيفية تفاعل إعلام العدو مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن ونتائج هذه الزيارة، قال محرر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي إن “إعلان ترامب عن مفاوضات مع ايران تعتبر انتكاسة سياسية لنتنياهو، خصوصاً أنه لم يكن على علم بهذا الموضوع حسبما أكدت وسائل إعلام العدو في وقت سبق أن كان الخيار العسكري هو الأكثر ترجيحاً، وهو التوجه الذي يريده ويدعمه رئيس وزراء الكيان”.

وكان ترامب قد بعث الشهر الماضي برسالة إلى طهران يدعوها إلى إجراء مباحثات بشأن برنامجها النووي، محذّراً في الوقت نفسه من تعرضها إلى “القصف” في حال فشل التفاوض بين البلدين.

لكن الرد الايراني على  تهديدات ترامب كان واضحاً، إذ أعلن الإمام السيد علي الخامنئي بعدها أنه “لن نتفاوض تحت ضغط البلطجة”.وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن خامنئي قوله خلال اجتماع مع مسؤولين إيرانيين كبار إن العرض الذي تقدمت به واشنطن لبدء المفاوضات يهدف إلى “فرض توقعاتها”.

وأضاف أن “إصرار بعض الحكومات التي تمارس البلطجة على المفاوضات ليس لحل القضايا بل للهيمنة وفرض توقعاتها”، موضحاًُ أن بلاده لن تقبل أبدا مطالب كبح برنامجها الصاروخي. وقال أيضا “الموضوع لن يقتصر على الملف النووي إنما سيطرحون ملفات وتوقعات جديدة وسترفضها إيران”.

يُذكر أنه خلال ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد ترامب سياسة “الضغوط القصوى” على إيران، حيث أعلن بشكل أحادي انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي، وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها ضمن الاتفاق.

وعقب عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، عاود ترامب اعتماد سياسة “الضغوط القصوى” تجاه طهران، لكنه أكد في موازاة ذلك انفتاحه على الحوار معها لإبرام اتفاق نووي جديد.

اعلام العدو يصف زيارة نتانياهو الى واشنطن بالمخيبة للآمال

بعد لقاءٍ استمر قرابة نصف ساعة في البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأميركي أمام رئيس الوزراء الصهيوني عقد محادثات مع إيران يوم السبت المقبل، معبرًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق حول برنامجها النووي، ما شكّل صدمة للضيف الصهيوني الذي كان يعوّل على توجيه ضربة عسكرية أميركية لإيران في وقت قريب.

وعلى عكس ما كان عليه لقاؤهما الأول قبل نحو شهرين، بدا لقاء دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو محبطًا ومخيبًا للآمال. فقد اصطدم رئيس الوزراء الصهيوني، الذي استُدعي على عجل إلى البيت الأبيض، بحديث مضيفه عن محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي، في وقت كانت فيه تل أبيب تسعى إلى إشعال فتيل حرب مباشرة بين واشنطن وطهران.

وقال ترامب: “لدينا محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت، وستُعقد يوم السبت. لدينا اجتماع مهم جدًا، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع يتفقون على أن إبرام صفقة سيكون أفضل من الخيار الآخر الواضح، وهو ما لا أريد المشاركة فيه، وبصراحة، إسرائيل كذلك لا تريد المشاركة فيه إذا كان بإمكانها تجنّبه”.

في الشكل كما في المضمون، بدت علامات التجهم على محيا نتنياهو، الذي لم تُتح له الفرصة لإبداء رأيه في ما طرحه الرئيس الأميركي، الذي يفضّل التوصل إلى اتفاق مع إيران على حساب أي شيء آخر. وقد أعلن بشكل مفاجئ إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي كان مقررًا بعد اللقاء، واستُعيض عنه بإدخال عدد محدود من الصحافيين إلى المكتب البيضاوي، في وقت كان نتنياهو يخطط لعقد لقاء مطول مع الرئيس الأميركي لبحث كل الملفات المعقدة المطروحة على جدول الأعمال.

وعلى عكس لقائهما السابق، خرج نتنياهو من الاجتماع خالي الوفاض من أي إنجاز، لا سيما في ما يتعلق بالملف الإيراني الذي يُعد من أكبر التحديات لحكومته، في ظل الشحن المتواصل والمساعي الحثيثة لتوريط الولايات المتحدة في مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران لن تكون تل أبيب بمنأى عن تداعياتها.

أوساط العدو: نتنياهو مني بنكسة كبيرة

وفي كيان العدو، رأت أوساط صهيونية أن نتنياهو مُني بنكسة كبيرة مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذهاب إلى المفاوضات مع طهران، وأن هذه الخطوة أوصدت الباب حاليًا أمام خطط نتنياهو لدفع الولايات المتحدة إلى المواجهة العسكرية مع إيران.

وقد وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإعلانه عن ما وصفه بالمفاوضات المباشرة مع إيران، شريكه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في موقف صعب لا يُحسد عليه. فالخطوة الأميركية تمثل، بنظر الكثير من الخبراء الصهاينة، نسفًا لاستراتيجية نتنياهو في مقاربة الملف الإيراني، القائمة على المواجهة من خلال العقوبات والعمل العسكري. وهذا القرار الذي أعلنه ترامب بحضور نتنياهو في البيت الأبيض، شكّل إحراجًا كبيرًا للأخير، خصوصًا في ظل عدم قدرته على رفض ما يقترحه ترامب، خلافًا لما فعله في العام 2015 حين تصدى بشدة للاتفاق الذي وقعه باراك أوباما مع إيران.

وقال المحلل السياسي الصهيوني باراك ساري: “لقد كان لقاءً محرجًا، إن لم نقل مذلًّا؛ فالرئيس الأميركي دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية إليه، وأمام الكاميرات قال له وأبلغه أن الأميركيين سيبدؤون مفاوضات مباشرة مع إيران، ونتنياهو لم يكن على علم بذلك، بل علم بالأمر مثلك، وقد سمع به في المؤتمر الصحافي. فهذه هي الشريكة التي قال نتنياهو إننا على تنسيق كامل معها، الإدارة الأميركية. وقد استدعاه ترامب للحصول على نوع من المشروعية الإسرائيلية للإعلان عن بدء مفاوضات مباشرة مع إيران، ونتنياهو أدى دوره بما يشبه نبات الزينة، وتحدث بصعوبة، وظهر بصعوبة في اللقاء”.

واعتبر المراسل السياسي للقناة 12 الصهيونية، يارون أبراهام، أن “العنوان الرئيسي من هذا المؤتمر الصحافي بين نتنياهو وترامب هو أن الرئيس ترامب أعلن، ببث مباشر، وبحضور رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى جانبه، عن العودة إلى مفاوضات مباشرة مع إيران. ومن ناحية الحدث، فهذا ليس خبرًا جيدًا لإسرائيل، وترامب استغل فرصة المشهد مع نتنياهو ليبلغه ويبلغ العالم أن يوم السبت المقبل سيشهد بدء مفاوضات على مستوى رفيع مع إيران. وهذا خبر لم يكن رئيس الحكومة يريد سماعه بحضوره”.

وقد ألقى الخبراء الصهاينة الكثير من الشكوك حول جدوى زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، والتي لم تجلب أي إنجاز للكيان الصهيوني، سواء على مستوى استعادة الأسرى من قطاع غزة.

وقال منسق أنشطة الاحتلال السابق في الضفة الغربية، إيتان دانغوت: “كل رئيس حكومة يؤثر في أمرين أو ثلاثة في التاريخ، ويتركها خلفه كأمور جوهرية. ونتنياهو يقود القضية الإيرانية بحق، لكن برأيي هو في حالة انحدار وتدهور إن سارت الأمور كما هي الآن”.

واعتبر الوزير الصهيوني السابق إيتان كابل: “أريد أن أذكر أن هناك تسعة وخمسين مختطفًا في غزة، ونتذكر أن نتنياهو وعد قبل عام تمامًا بالحسم والنصر المطلق. والنقطة التي أريد الإشارة إليها بسيطة: لقد سافر نتنياهو إلى البيت الأبيض، فما هي الإنجازات التي عاد بها؟ أريد أن أتحمس، فنتنياهو لا يزال رئيس حكومتي، وأريد أن أتحمس مثلكم، وأريد أن أفهم ما الذي يراه اليمين ولا أراه. وأسأل: ماذا حقق نتنياهو من هذه الزيارة؟”.

وركزت الأوساط الصهيونية أيضًا على خيبة أمل نتنياهو، الذي لم يتمكن من تخفيض الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على تل أبيب، رغم أن أوساطه كانت قد علقت رهانًا كبيرًا على استجابة ترامب لهذا المطلب.

المصدر: مواقع إخبارية