تصعيد كبير بين قطر والسعودية وقصف سياسي واعلامي من العيار الثقيل شاركت فيه اهم مؤسسات اعلامية صحفية وتلفزيونية من الطرف السعودي ، وتواكبه ترددات مشابهة على مواقع التواصل من فايسبوك وتويتر، وذلك بعد التصريحات التي نقلت عن امير قطر وهاجم فيها السعودية ضمنا وامتدح فيها ايران والعلاقات معها وقال فيها ان الخطر الحقيقي هو سلوك بعض الحكومات التي سببت الإرهاب بتبنيها لنسخة متطرفة من الإسلام لا تمثل حقيقته السمحة.
ورغم اعلان قناة الجزيرة فيما بعد ان موقع الوكالة القطرية تم اختراقه وبث هذه التصريحات، الا ان هذا لم يغير من امر تبادل القصف الاعلامي العنيف شيئا، ووصلت المفاعيل الى المدى السياسي والدبلوماسي قارب اعلان سحب سفراء.
واذا اطلعنا على بث قناة العربية وعلى موقعها الالكتروني نشهد هجوما شرسا واضحا على قطر واميرها من قبيل تقارير تقول ان قطر دعمت الجماعات المتشددة وكذلك تقارير تتناول التنافس الداخلي في قطر على الحكم.
يقول تقرير على موقع العربية: “يبدو أن السحر انقلب على الساحر من جديد في قطر، التي طالما شنت الحملات تلو الحملات على دول عدة، وأكثر الضحايا جيرانها. فهي تشعر اليوم، بحسب ما جاء على لسان أميرها، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمرارة ما تصفه بالحملات الظالمة، التي تستهدف ربطها بالإرهاب، مهدداً في حديثه الذي نقلته وكالة الأنباء القطرية مساء الثلاثاء بملاحقة القائمين على هذه الحملات من دول ومنظمات.”
يضيف: “قطر التي سخرت إمكاناتها لسنوات طويلة لتكون صوتاً للجماعات المتشددة، ومن بينها ، فكانت تنقل رسائلها بما فيها المشفرة إلى العالم، بالإضافة إلى إسهامها في خلط الأوراق في المنطقة، إثر الثورات قبل ستة أعوام، فوقفت إلى جانب جماعات متشددة وأخرى ذات ارتباطات بتنظيمات إسلامية مسلحة مساندة جماعة الاخوان المسلمين في الوصول إلى السلطة في كل من تونس وليبيا ومصر.كما يشار إلى أن قطر التي تحكمها سياسة شد الحبل بين الأمير الأب والأمير الابن رهنت قرارها ومواقفها بيد تنظيمات دولية وإقليمية، لها رؤيتها الخاصة للمصالح الوطنية والإقليمية، فدفعت بالمواقف القطرية لتغرد خارج السرب ولتخرق الوفاق خدمة لأجندات تنظيمات يدافع عنها الأمير في حديثه لوكالة الأنباء القطرية.وفي مصر، عملت قطر على دعم خطاب الجماعات المسلحة، واحتضنت عشرات المطلوبين والمحاكمين في قضايا الإرهاب”.
كما هاجمت وسائل إعلام سعودية اخرى وإماراتية، أمير قطر بسبب تصريحاته . وعنونت صحيفة المدينة السعودية : قطر تطعن جيرانها بخنجر إيران، وتعتبرها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة.
اما تحت عنوان “قطر تشق الصف.. وتنحاز لأعداء الأمة“، فقالت عكاظ السعودية «في تصريحات أثارت استهجان المراقبين، وُصفت بالمجازفة لما انضوت عليه من شقٍّ للصف العربي، عد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، إيران دولة إسلامية تمثل ثقلا إقليميا لا يمكن تجاهله ــ على حد قوله، محذرا مما أسماه التصعيد معها».
وابرزت عكاظ على صفحتها ما وصفته تناقضا في التصريحات القطرية بشأن سحب السفراء القطريين:
صحيفة الرياض السعودية عنونت: رغم “ممارساتها العدوانية” أمير قطر يعتبر إيران “قوة إسلامية كبرى”. واشارت الصحيفة الى ما ورد على وكالة الأنباء القطرية، أن «وزير الخارجية يعلن سحب سفراء قطر من السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، وطلب قطر مغادرة سفراء هذه الدولة خلال 24 ساعة”.
في هذا الوقت أفاد حساب وكالة الأنباء القطرية، عبر “تويتر”، بأن “وزير الخارجية يؤكد وجود مؤامرة لتشويه سمعة قطر من السعودية ومصر والإمارات والبحرين والكويت” على حد ذكر التغريدة.
من جانبه قال مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، إنه تم نشر تصريحات ملفقة لأمير قطر.
بدوره استغرب رئيس تحرير صحيفة “العرب” القطرية عبد الله العذبة إصرار بعض وسائل الإعلام على التعامل مع أخبار مفبركة “لبث الفتنة بين دول الخليج”.
وفي اطار التصعيد بين الطرفين حظرت السعودية والامارات وسائل اعلام ومواقع قطرية . و قالت الجزيرة على موقعها: حظرت هيئة تنظيم الاتصالات في دولة الإمارات العربية المتحدة الدخول إلى الموقع الإلكتروني الجزيرة نت. وقالت الهيئة في التنويه الذي يظهر للمستخدمين من داخل دولة الإمارات، إن محتويات الموقع تم تصنيفها ضمن المحتويات المحظورة التي لا تتطابق مع معايير هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية.
المصدر: موقع المنار