اظهر الرد الايراني غير المسبوق على الكيان الصهيوني بعد العدوان على القنصلية الايرانية في دمشق ان المنطقة دخلت في مرحلة جديدة عنوانها المزيد من تكريس الجمهورية الاسلامية كقوة عظمى في المنطقة.. هي نفذت وعدها بالرد وبشكل دقيق وحاسم دون الالتفات لكمّ التحذيرات الصهيونية والغربية.. اما في طبيعة الرد فعنوانٌ اضافي للاقتدار رسمته المسيرات والصواريخ البالستية بتخطيها الدفاعات الاميركية والغربية والصهيونية لتصل الى اهدافها المحددة معلنة خطوطاً متقدمة من الردع وواضعة الكيان الصهيوني في حال اضافية من التضعضع والضعف.
كان التوعد الايراني بالرد قد ادخل المستوطنين في حالة ترقب هستيرية، ثم اتت مشاهد الصواريخ والمسيرات الايرانية وهي تخترق اجواء فلسطين المحتلة وتسقط على الاهداف لتجعل الكيان يقف في واقع من الصدمة والرعب والذل، يخطّ مرحلة تراجع استراتيجي كبير، ذلك رغم تأكيد طهران ان الرد هو محدد وعلى اهداف عسكرية معينة اصابتها ودمرتها وان اي رد صهيوني على ارض ايران سيلقى جوابا اشد واقسى .
بعدها كان التهديد الصهيوني بالرد على الرد، وبقي الارتباك الصهيوني لأيام الى ان جرى الاعلان عن تصدي دفاعات ايران بنجاح لاجسام طائرة فوق اصفهان واسقاطها دون ان يتبنى الكيان ذلك رسميا، وليرسم الحدث الجديد صورة اضافية من الضعف الصهيوني امام ايران سواء بعدم التبني او بتوكيل جماعات تابعة له بمحاولة الهجوم الفاشلة.
وخرجت تسريبات إعلامية من الكيان لصحف ومنصات عن أن العدو شن هجوماً داخل إيران وزعم إعلام العدو مهاجمة 9 أهداف في قاعدة جوية تابعة للحرس الثوري قريبة من موقع نووي إيراني في أصفهان لكن القيادة العسكرية الإيرانية نفت حدوث هجوم أجنبي أو تعرض أي من المنشآت الحيوية والحساسة لأي أضرار، وأكد قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي أن ما حصل هو إطلاق نار على مسيّرات صغيرة في أصفهان مشددا على يقظة القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية نافياً حدوث أي خسائر أو أضرار.
وتعليقا على ذلك اعتبرت صحيفة “الغارديان” إن ما حدث ينظر إليه كعلامة على ضعف نتنياهو فيما توالى التهكم على القيادة الصهيونية حتى وصف إيتمار بن غفير الأمر “بالمسخرة”.
الباحث في الشؤون الايرانية د. عباس قطايا اشار في حديث لقناة المنار ان الرسم البياني للقوة الاميركية يهبط وعندما نصل الى الرد الايراني نرى ان هذا المنحنى سقط بشكل سريع . ولفت ان حالة الضياع بعد ما حصل في اصفهان تؤكد انه حدث هشّ.
واشار قطايا ان المستوطن الصهيوني بات مقتنعا ان هناك خللا في موازين القوى.
الكاتب والباحث السياسي اسماعيل النجار اشار في حديث للمنار ان ايران في معركة مفتوحة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني معتبرا ان ما حصل في اصفهان هو عمل عبر خلايا نائمة وان اسرائيل فشلت في الاختبار ونجحت الجمهورية الاسلامية مجددا.
الكاتب والمحلل السياسي سعادة ارشيد لفت الى اشارة بعض الاعلام الغربي بان الضربة الفاشلة في اصفهان سببت نصرا اضافيا لايران بسبب تفاهتها ونتنياهو فشل في ان يظهر نفسه بمظهر القوي.
اذاً يجمع الكثير من الخبراء على ان الرد الايراني التاريخي على الكيان ثم التردد الصهيوني في كيفية الرد ثم الهجوم المحدود جدا سواء عبر الكيان او مجموعات تابعة له اكد ضعف الكيان وخشيته من مواجهة ايران.. بالخلاصة فإن كل ما يحصل منذ طوفان الاقصى الى تصدي المقاومين الفلسطينيين والفشل الصهيوني في غزة وعمليات المقاومة الاسلامية النوعية وقوى محور المقاومة اسقط المزيد من اعمدة الكيان المؤقت الذي بات يوما بعد يوم على سكة الضياع والزوال.
المصدر: موقع المنار