مع مرور عام على عملية طوفان الأقصى التي انطلقت من غزة، دخلت الجمهورية الإسلامية على خط المواجهة، وبدأت الحرب البرية في جنوب لبنان، مع استمرار المواجهات البرية في شمال قطاع غزة، وعودة اطلاق الصواريخ من القطاع نحو تل أبيب.
في لبنان، بدأت المقاومة تستهدف مدينة حيفا مقابل استهداف الضاحية، وهذا مؤشر على ترتيب إداري وقيادي وتنسيق عملياتي، في حين تستمر بادخال مستوطنات جديدة لا تزال غير خالية من الغاصبين في الجليل في دائرة القصف الصاروخي.
هذا، و تواصل طائرات الاحتلال استهداف الأراضي اللبنانية خصوصاً في الجنوب، مع تراجع في القصف في منطقة البقاع، واستهداف في منطقة الجبل (كيفون، قماطية).
وعلى صعيد المواجهة البرية في جنوب لبنان، تواجه المقاومة الإسلامية في المنطقة الحدودية محاولات التوغل التي يقوم بها جيش الاحتلال الذي وصل إلى أطراف بعض القرى المتاخمة للشريط: يارون، كفركلا، مارون الراس، بليدا.
تتقدم قوات المشاة الصهيونية بعد عشرات الغارات والقصف المدفعي الكثيف على المناطق المحيطة بخطوط التقدم، لكنها تتعرض للكمائن والعبوات والقصف المدفعي، وتدفع ثمناً لكل تقدم، في حين أن العدو لا يزال يحاذر الزج بقوات المدرعات بانتظار تثبيت نقاط التأمين من خلال قوات المشاة، ليسمح للآليات بالتقدم، حيث يتوقع أن تتعرض لكمائن صواريخ مضادة للدبابات.
ويؤسس صمود المقاومين في الخط الأمامي تحت القصف المتواصل وتصديهم للتوغل الصهيوني للمرحلة المقبلة التي ستشهد استنزافاً كبيراً لجيش الاحتلال في العديد والدبابات.
ومن المتوقع استمرار المحاولات من قبل جيش الاحتلال على المستوى البري، ووصوله إلى نقاط داخل الأراضي اللبنانية، مع احتمال أن تكون تكلفة تلك المحاولات سبباً في إعادة النظر في استراتيجية الحرب على لبنان.
على صعيد المواجهة مع ايران، يتريث العدو الصهيوني في استهداف الجمهورية الإسلامية، نظراً للجهوزية الشاملة للقوات المسلحة الإيرانية للرد الفوري وبشكل مضاعف عن المرة الماضية، لكنه قد يلجأ العدو إلى خيار أمني واغتيال قيادي في إيران كبديل عن القصف المباشر للأراضي الإيرانية.
وشكل التدخل الإيراني المباشر في الحرب نقطة هامة في توازن القوى، حيث أوجد مظلة استراتيجية تدعم ساحات المواجهة في حال حصول تحولات أساسية في الحرب لغير صالح المقاومة.
أما الولايات المتحدة، فهي تدير المواجهة مع الجمهورية الإسلامية بشكل مباشر، وتحاول تنسيق الخطوات مع الكيان المؤقت للوصول إلى نتائج تخدم مصالح الكيان دون توريطه في رد ايراني مدمر.
ويبقى احتمال حصول تجربة نووية إيرانية مؤخراً محل بحث، وهو عامل مؤثر بشكل جوهري في الحرب الحالية.
المصدر: مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير