بعد لقاء الرئيس الامريكي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على هامش اجتماعات الامم المتحدة، جاءت مقابلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقناة “فوكس نيوز” لتعلن ان قطار التوقيع على اتفاق بين الكيان الصهيوني والسعودية قد انطلق، لتكون السعودية هي درة التاج، بحسب تصريح نتنياهو، الذي لطالما بحث عنه الكيان الصهيوني في ملف التطبيع حيث يعتبر الكيان ان التطبيع مع السعودية سيكون الدافع للكثير من الدول العربية والاسلامية نحو توقيع مماثل.
زيارات رسمية
اللقاءات والزيارات العلنية بين السعودية والكيان الصهيوني على المستوى الرسمي بدأت مع توجه وفد صهيوني مكون من تسعة موظفين إلى المملكة العربية السعودية لحضور اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو كمراقبين. وترأس الوفد رئيس سلطة الآثار وضم دبلوماسيين، بحسب مسؤول صهيوني.
وزير السياحة الصهيوني حاييم من كاتس من السعودية
وبعد الوفد الصهيوني، وصل وزير السياحة الصهيوني حاييم كاتس يوم الثلاثاء إلى السعودية لحضور مؤتمر للأمم المتحدة، ليصبح أول وزير يقود وفدا إلى المملكة، بحسب مكتبه ويقوم كاتس بزيارة تستغرق يومين إلى المملكة العربية السعودية لحضور حدث منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة الذي يتزامن مع يوم السياحة العالم.
وبحسب تقارير إعلامية عبرية، من المتوقع أن يزور وزير الاتصالات شلومو كرعي السعودية الأسبوع المقبل، وكذلك رئيس لجنة الشؤون الاقتصادية في الكنيست ديفيد بيتان. ومثل كاتس، كل من كرعي وبيتان عضوان في حزب الليكود الحاكم.
هذه الزيارات الرسمية كان قد سبقها خلال الفترة الماضية فتح ابواب السعويدة أمام الحاخامت الصهاينة بالاضافة لفتح الاجواء السعودية امام الطيران الصهيوني بالاضافة للسماح لاعلاميين سعوديين بزيارة الكيان الصهيوني.
تقاطع مصالح امريكي سعودي صهيوني
تتواصل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرياض الكيان الصهيوني لمحاولة التوسط في اتفاق تطبيع بين البلدين. حيث تظهر بشكل واضح المصلحة الاميركية من الاتفاق وخاصة على صعيد بايدن شخصيا، فاتفاق كهذا سيرفع نسبة الدعم الذي سيتلقاه من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بالاضافة الى انه سيضعه في موقع متقدم على منافسه المباشردونالد ترامب الذي وقعت “اتفاقيات ابراهام” في عهده حيث يعتبر التطبيع بين الكيان والسعودية أهم من “اتفاقيات ابراهام”.
ومن جهة السعودية ضمن هذا الإطار أيضًا فان مطالبها الحقيقة تتلخص في ثلاث عناوين رئيسية على رأسها البرنامج النووي السعودي حيث يسعى بن سلمان للحصول على برنامج نووي على اراضي المملكة وهو ما لم يحظى حتى الان بموافقة صهيونية، واما المطلب الثاني فهو إبرام اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة وهو ما سيجعل بن سلمان مطمئنا على عرشه، واخيرا وليس آخرا فهو صفقات أسلحة كبيرة تحصل من خلالها السعودية على نوعيات اسلحة متطورة رغم ان التجربة الاماراتية هي خير مثال، حيث اشارت الاعلامية الصهيونية ايالا حسون “عندما كان هناك اتفاق مع مصر نقل الاميركيين الى المصريين صفقات من السلاح والامتيازات وهذا لم يضر الامن الاسرائيلي بحجم سنتيمتر واحد وعندما تحدثوا عن اتفاقيات ابراهام كل العناوين تحدثت عن تسليم طائرات اف خمسة وثلاثين للامارت والجميع عارض، فأين هي الاف خمسة وثلاثين لدى الامارات “، واما الموضوع الفلسطيني فرغم التصريحات السعودية التي تقول انه من اولوياتها الا ان ما يحصل هو عكس ذلك، فالسعودية تطالب بتنازلات صهيونية للفلسطينيين ولكن تحاول بشكل متواز أن تدفع الفلسطينيين الى تخفيض سقف مطالبهم.
رفيف دروكر – محلل سياسي صهيوني
مطالب سعودية تصطدم بشكل دائما برفض صهيوني خاصة من اليمين المتطرف الذي يرفض ان يقدم اي تنازلات للسلطة الفلسطينية بل يحاول أن يجر الضفة الى حرب اهلية مع مطالبته الدائمة من جهاز امن السلطة بالوقوف في وجه المقاومة، واما مصالح نتنياهو من توقيع الاتفاق والذي اطلق عليه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو صفة الاتفاق التاريخي خلال خطابه في الامم المتحدة يوم الجمعة الماضي، حيث قال إن “إسرائيل على وشك تحقيق صفقة تاريخية مع المملكة العربية السعودية”، فتبدأ هذه المصالح مع تحقيق نتنياهو انجاز يفوق انجاز الحكومة السابقة بتوقيع اتفاقيات ابراهام مما سيخفف عنه الضغط الداخلي ولو نسبيا، كما ان اتفاقا كهذا سيكون ممهدا لدخول نتنياهو الى البيت الابيض وتحسين العلاقة مع بايدن، كما اشار خبراء ومعلقون في الكيان الى ان الاتفاق سيحقق “السلام” مع اهم دولة اسلامية في العالم وان توقيع سعودي للاتفاق سيفتح الباب امام انضمام العديد من الدول العربية والاسلامية من بينها اندونيسيا وماليزيا وبنغلادش ن كما ان التطبيع سيفتح واحدة من اكبر الاسواق الاقتصادية في العالم امام كيان العدو.
اين فلسطين
في وقت سابق من الأسبوع، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لقناة “فوكس نيوز” إن كل يوم نقترب من التطبيع مع الكيان الصهيوني، موضحا أن القضية الفلسطينية لا تزال عنصرا “مهما للغاية”، كلام ولي العهد السعودي يواجهه انتقاد وزير “الامن القومي” ايتمار بن غفير وتساؤله عن دلالات الاتفاق على الارض، مؤكدا أن “حزب قوة يهودية لن يسمح بسلام مقابل اراضي او سلام مقابل المس بسيادة دولة اسرائيل”. وهدد بن غفير بأن “اي تنازلات يتم تقديمها للفلسطينيين في اطار الاتفاق مع السعودية ستؤدي الى حل الحكومة”.
كما اشارت تقارير صهيونية من مصادر مطلعة الى ان “الموضوع الفلسطيني سيكون ثانويا في الاتفاق مع السعودية، فبن سلمان وبايدن سياسيان جيدان ومن ذوي الخبرة، ويعرفان جيدا الخط الفاصل بين الواقع والافكار الوهمية”. وذكر معلقون صهاينة ان هذه الصفقة ستلحق الضرر بالفلسطينيين لانه اذا جرى توقيعها فـ”سيرمون مجددا على قارعة الطريق ينزفون ويتركون لمواجهة مصيرهم عاجزين معزولين”. وفي سياق متصل رأى معلقون صهاينة ان الاردن ايضا سيتضرر من هذه الصفقة التي يمكن لها ان تمس بمصالحه الحيوية بشكل خطير، من خلال اعادة احياء فكرة ان الاردن هي فلسطين.
المصدر: موقع المنار