تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيّمها لليوم الـ 65 على التوالي، ولليوم الـ 52 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات عسكرية، ومداهمات، وطردٍ للسكان من منازلهم.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية تجاه مخيم نور شمس شرق طولكرم، في إطار حملة اقتحامات متواصلة تستهدف المنطقة.
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أجبرت، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، أهالي منطقة جبل الصالحين داخل المخيم على مغادرة منازلهم قسرًا، وسط عمليات دهم وتفتيش واسعة طالت المنازل والمباني السكنية. كما أطلق الجنود النار في حارة المسلخ داخل المخيم، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات.
ويشهد مخيم نور شمس تصعيدًا مستمرًا من قِبل الاحتلال، الذي يُطبق حصاره عليه، تزامنًا مع اقتحامات للآليات والجرافات العسكرية وفرق المشاة لحاراته، وتحديدًا في المنشية والمسلخ، وسط مداهمات، وتخريب، وحرق للمنازل والبنية التحتية، وإجبار السكان على مغادرة منازلهم قسرًا، خاصة في جبلي النصر والصالحين.
وتواصل قوات الاحتلال حصارها لمخيم طولكرم وانتشارها المكثف في حاراته، التي باتت شبه فارغة من سكانها بعد تهجيرهم قسرًا من منازلهم، وخالية تمامًا من مظاهر الحياة. وشمل ذلك الحارات الواقعة على أطرافه، وآخرها حارتا الحدايدة والربايعة، مترافقًا مع تدمير كامل للبنية التحتية، وتخريب، وهدم، وحرقٍ للمنازل والمنشآت.
كما داهمت قوات الاحتلال، فجر اليوم الثلاثاء، منزل المواطن علي عودة في الحي الجنوبي للمدينة، وقامت بتفتيشه، وتخريبه، وتكسير محتوياته، دون ورود أنباء عن اعتقالات.
وفي سياق متصل، أقامت قوات الاحتلال حاجزًا عسكريًا طيّارًا على دوّار فرعون، المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم، وأخضعت مركبات المواطنين للتفتيش، ما تسبب في عرقلة حركة المرور. كما نشرت فرق المشاة بشكل كثيف في شوارع وأحياء المدينة، في إطار التضييق على المواطنين وتقييد حركتهم، خصوصًا خلال فترة العيد.
وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي باتجاه مركبة كانت تقودها امرأة أثناء مرورها في شارع جامعة القدس المفتوحة في الحي الشمالي، قبل أن يُجبرها على التوقف ويخضعها للاستجواب، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات أو اعتقالات.
وتقوم قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى بنصب حواجز على شارع نابلس، واعتراض حركة المركبات، ضمن سياسة التضييق على المواطنين، خصوصًا بعد إغلاقها مقاطع من هذا الشارع بسواتر ترابية في كلا الاتجاهين، بالتزامن مع استيلائها على عدد من المنازل فيه وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، مع تمركز آلياتها في محيطها.
وأسفر العدوان المتواصل على المدينة ومخيّمَيْها عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمَيْ طولكرم ونور شمس، إلى جانب عشرات العائلات من الحي الشمالي للمدينة، بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية.
كما تسبب العدوان في دمار شامل طال البنية التحتية والمنازل والمحالّ التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي، والحرق، والتخريب، والنهب، والسرقة. وقد دُمِّر 396 منزلًا بشكل كامل، و2573 منزلًا بشكل جزئي في مخيمَيْ طولكرم ونور شمس، إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
الاحتلال يواصل عدوانه على جنين لليوم الـ71 وسط دمارٍ واسع ونزوح الآلاف
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ71 على التوالي، وسط عمليات تجريفٍ واسعة، وهدمٍ للمنازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية، في إطار سياسة ممنهجة لتغيير معالم المخيم وفرض وقائع جديدة على الأرض.
وفي ثالث أيام عيد الفطر، كثّف الاحتلال من إرسال تعزيزاته العسكرية، حيث دفع بمزيدٍ من الآليات المدرعة إلى مدينة ومخيم جنين، مواصلاً شق الطرق وتوسيعها وهدم منازل المواطنين، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين.
وفي السياق، أكد رئيس بلدية جنين، محمد جرار، أن المدينة تواجه تحديات إنسانية غير مسبوقة، مع نزوح 21 ألف مواطن، مما يشكّل واقعًا جديدًا يزيد من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف: “هناك عشرات الآلاف من الفقراء الجدد الذين فقدوا أعمالهم، في ظل هروب رأس المال من المدينة، بينما يفرض الاحتلال حصارًا شاملاً على محافظة جنين، التي يقطنها نحو 360 ألف نسمة.”
وتشير التقديرات إلى أن 600 منزل تعرضت للدمار، بالإضافة إلى تدمير شبه كامل للبنية التحتية في المخيم، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية ويزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان.
وفي إطار عدوانه المستمر، اقتحمت قوات الاحتلال، أمس الاثنين، بلدة قباطية جنوب جنين، حيث فرضت حظر تجول من الساعة 5:30 فجرًا حتى 10 مساءً، كما تمركزت مدرعات الاحتلال في جبل الزكارنة، ونفذ الجنود حملات دهم وتفتيش لمنازل المواطنين، إضافة إلى عمليات اعتقال واحتجاز تعسفية.
هذا، وتشهد محافظة جنين ارتفاعًا ملحوظًا في وتيرة الاعتقالات، حيث تشن قوات الاحتلال حملات اعتقال شبه يومية، تستهدف المدنيين في المدينة والبلدات والقرى المجاورة.
وأدى العدوان المستمر إلى نزوح 21 ألف مواطن، توزعوا بين مدينة جنين وعدد من القرى المحيطة، فيما أسفر القصف والاقتحامات عن استشهاد 34 فلسطينيًا، وإصابة العشرات، واعتقال عدد كبير من الشبان.
المصدر: وكالة وفا