يبحث العلماء اليابانيون في كيفية قيام نوعين محليين من الرخويات البحرية بإعادة نمو أجسادها بالكامل، حتى بعد انفصالها عن قلوبها.
ومن المعروف أن بعض الحيوانات قادرة على تجديد أطرافها، لكن العلماء يقولون إن قدرة حلزون “البُزّاق” كبيرة على إعادة نمو جسمه بالكامل انطلاقا من رأسه.
وتُظهر الرخويات البحرية اليابانية كيف يمكنها العيش على الرغم من فصل رأسها عن باقي أعضاء جسمها.
في الحالة النهائية لعملية التجدد، فإن الرؤوس الوحيدة لرخويات البحر لا تتحرك فحسب، بل تعيد نمو قلوب وأجسام جديدة بالكامل، وفقًا لدراسة نُشرت يوم (8 مارس 2021) في مجلة (Current Biology) العلمية.
الباحثة في علم الأحياء ساياكا ميتو تحبّ دراسة الرخويات البحرية اليابانية لأنها “صغيرة ولطيفة وغريبة حتى أنها تستطيع إجراء عملية البناء الضوئي لفترة وجيزة مثل نبات يستمد غذاءه من الشمس”.
تقول ميتو إن العملية كانت غير متوقعة تمامًا: “لقد كنا نربي Elysia marginata (الاسم العلمي لسلالة البزاقة البحرية) لدراسة فوائد التمثيل الضوئي وكيف يؤثر على سمة تاريخ حياة الرخويات البحرية. ثم، يومًا واحدًا بعدها تم العثور على الرخويات البحرية مقطوعة الرأس عن طريق الصدفة. احتفظنا بها كما هي، حتى بدأت عملية التجديد التي اكتشفناها. لذلك، أعتقد أنه من العدل أن نقول إن هذا كان مجرد صدفة”.
حتى أن إحدى البزاقات فقدت رأسها وأعادت تشكيل جسدها مرتين، وتوضح في هذا الصدد الباحثة ميتو: “عندما ربطت عنق إحدى الرخويات البحرية، التي لم تقطع جزءا من جسمها بمفردها، حدث الفتح الذاتي كما هو متوقع وتم تجديده. وقد أقنعتني بذلك من خلال قدرتها على الاستقلال الذاتي”.
يمكن أن ينمو أحد هذه الأنواع من الرخويات البحرية حتى يصل طوله إلى ست بوصات.
لا يستطيع الباحثون معرفة كيف يمكن لمثل هذا الحيوان الضخم نسبيًا أن يعيش بدون قلب يضخ الدم والمواد المغذية إلى الدماغ.
تقول يوسا: “يمكن لبعض الحيوانات أن تقطع أرجلها أو زوائدها أو ذيولها تلقائيًا، لكن لا يوجد حيوان آخر يمكنه فقد جسده بالكامل. لذلك نعتقد أن هذه هي الحالة النادرة جدا”.
عندما تأكل رخويات البحر نوعًا معينًا من الطحالب، يمكنها القيام بالتمثيل الضوئي لطعامها من ضوء الشمس والأكسجين، تمامًا مثل النبات، لمدة 10 أيام تقريبًا وفقًا للأستاذة يوسا.
ويعتقد الباحثون أن ما يحدث بعد قطع الرأس هو أن نوعا منها يتصرف مثل النبات، حيث يحول الظل الأخضر إلى طاقته من الأكسجين وضوء الشمس، وأن هذا النوع ربما طوّر القدرة على التجدد لمحاربة الطفيليات في الجسم.
وتضيف يوسا: “لذلك، فإن إحدى وظائف القلب هي تدوير الدم ونقل الأكسجين، وفي حالة البزاقة البحرية ذاتية الحركة، فقد لا تحتاج إلى القلب لهذا الغرض”.
ويقول العلماء إن الأمر المثير للاهتمام بشكل خاص هو أن هذه الرخويات البحرية أكثر تعقيدًا من الديدان المفلطحة أو الأنواع الأخرى التي تتجدد.
قد تساعدنا ظاهرة البزاقة البحرية هذه على فهم المزيد عن بيولوجيا الإنسان، ووفقًا ليوسا فإنه “من الصعب استخدام هذه المعلومات بشكل مباشر لأن البشر والرخويات البحرية تختلف كثيرًا عن بعضها البعض. ولكن يمكننا تعلم آليات التجديد من الرخويات البحرية وقد نستخدم هذه المعلومات في العلوم الطبية البشرية. ولكن الطريق طويلة جدا، ونحن بحاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم هذه الآليات بشكل أعمق”.
يتفق علماء الأحياء اليابانيون على أن هناك الكثير من البحث الذي يجب القيام به لتقديم الآراء لعلوم الطب البشري. لكن هناك أمل بحسبهم.
المصدر: يورو نيوز