الإجهاد الغذائي هي مشكلة يعاني منها الأشخاص الذين يأكلون عادة استجابة للقلق أو التوتر أو المشاعر الأخرى، وهي الطريقة التي يحاولون من خلالها الهروب من الواقع أو إبعاد تفكيرهم عن المشكلة عن طريق زيادة وجبات الطعام بشكل كبير.
ومع التحدي الذي فرضه انتشار فيروس كورونا المستجد في العالم، وفرض الدول والحكومات الحجر الصحي الطوعي في المنازل، ازدادت حالات الإجهاد الغذائي في المجتمعات، نتيجة قضاء أوقات طويلة في المنزل وعدم الخروج منه.
وبحسب “سي إن إن” تفاقم حجم المشكلة في الفترات الأخيرة، ورافقها شعور دائم لدى الأفراد بالإجهاد والضعف نتيجة الأكل المستمر، وعدم القدرة عن التوقف في ظل قضاء فترات طويلة في المنازل وعدم قدرتهم على الخروج وممارسة أنشطتهم وأعمالهم.
كيفية السيطرة على الإجهاد الغذائي
أشار اختصاصي التغذية ومؤلف كتاب “اقرأه قبل تناوله… من القائمة (الطعام) إلى المائدة”، بوني توب ديكس، إلى طرق عدة للتحكم في الإجهاد الغذائي.
ونوه الاختصاصي إلى أنه في حال كانت هذه المرة الأولى التي تعاني فيها من الإجهاد الغذائي أو تعاني منها سابقا وازداد تواترها في الفترة الأخيرة، فهناك طرق عدة لإدارة وتخفيف الإجهاد الغذائي الذي تعاني منه.
تقليل محفزات القلق:
وبحسب أخصائية التغذية في مدينة نيويورك مارثا ماككيتريك، من الضروري جدا الابتعاد عن محفزات القلق، وعدم البحث عن الأشياء أو الأخبار التي تسبب التوتر الداخلي، لأنها تحفز على تناول الطعام بشكل مستمر، ومحاولة الابتعاد عنها وعن مصادرها قدر الإمكان.
عدم تأنيب النفس
ومن جهة أخرى يعتبر البعض أن الوقت الحالي ليس مناسبا للتفكير بأنماط الغذاء الصحي بقدر أهمية السيطرة على المشاعر وتخطي المحنة والتوتر، لذلك لا يجب القلق من زيادة معدلات الطعام.
وقال توب ديكس: “لا ينبغي لأحد أن يلوم نفسه على اتخاذ هذه الخيارات، هذا ليس الوقت المناسب لنظام غذائي صارم”.
لكن من جهة أخرى من المهم تنظيم أوقات وكميات الأطعمة المفضلة لديك حتى تشعر بالسيطرة وتتجنب الضغط وزيادة الوزن.
تناول الوجبات المصغرة
واحدة من أفضل الطرق للاستمتاع بالمأكولات المفضلة لديك مع تجنب الإفراط بتناول الطعام، هي تناول الوجبات الخفيفة والصغيرة.
وينصح الخبراء بوضع وجبات خفيفة مثل البسكويت المملح ورقائق البطاطس بأكياس صغيرة وجاهزة، مما يسمح لك بشكل طبيعي ولا إرادي بتجنب تناول الطعام بكميات كبيرة.
إعادة تنظيم المطبخ
من الضروري إبعاد المأكولات التي تتضمن سعرات حرارية عالية عن النظر، وإخفائها قدر الإمكان، أو حفظها في الثلاجة، وإخفاء الحلويات والمشروبات الغازية، وبدلا منها يمكنك وضع الفواكه على المائدة بشكل دائم، ووضع ما أمكن من الأطعمة الصحية أمام الأطفال، كالجزر المقطع على سبيل المثال.
اسأل نفسك إذا كنت جائعا
من الضروري قبل تناول أي طعام أن تسأل نفسك؛ هل أنا جائع بالفعل؟ أوضح توب ديكس أنه من الحكمة مغادرة المطبخ عند شعورك بعدم الرغبة بتناول الطعام، وأن الشعور بالرغبة في الطعام على الرغم من عدم الشعور الحقيقي بالجوع قد يعني أيضًا أنك تشعر بالقلق أو الملل. بدلا من ذلك يمكنك الاستحمام، أو الاتصال بصديق، أو القيام بنشاط ما.
خذ استراحة
يمكن أن يكون احتساء المشروبات مثل الشاي أو غيرها من المشروبات الساخنة، طريقة رائعة للسماح بمرور الرغبة الشديدة لتناول الطعام التي يسببها الإجهاد.
قال توب ديكس: “إن شرب الشاي العادي مع القليل من العسل يوفر شعورا سريعا بالشبع؛ فهو يجعلك تفكر قليلا قبل تناول وجبة خفيفة أو وجبة قد تكون غير ضرورية”.
تناول الوجبات التي تشغلك لفترة طويلة
اعتبر توب ديكس، أن تناول المأكولات التي تسبب انشغالا لفترة طويلة من شأنها أن تعطي شعور الشبع وتبعدك عن الوجبات الدسمة ذات السعرات الحرارية العالمية، فعلى سبيل المثال تناول وجبة من الفشار يستمر لفترة طويلة وسيكون مفيدا في مثل هذه الأوقات. “هذه الأطعمة تبقيك مشغولاً، لكنها لا تضيف الكثير من السعرات الحرارية إلى نظامك الغذائي”.
تبديل الأطعمة
إذا كنت تشعر بعدم القدرة على مقاومة الطعام، يفضل العمل على استبدال الوجبات الدسمة وذات السعرات الحرارية العالية بوجبات خفيفة تعطي شعور الشبع كوجبات دقيق الشوفان والتي تستخدم في كثير من الأحيان لهذا الغرض.
الرياضة المنزلية وتنظيم الوجبات
من أهم النصائح التي يعطيها توب ديكس لتخطي مشكلة الإجهاد الغذائي هي إشغال النفس بالرياضة المنزلية، ومحاولة تطبيقها بشكل دوري، لأنها تبعد التفكير عن الطعام وتشغل الذهن بالتمارين الرياضية الأخرى، بالإضافة إلى تحديد مواعيد الوجبات بشكل مسبق ومحاولة تنظيمها، وأخذ استراحة لمدة خمس دقائق قبل الطعام، والبحث عن مكان للجلوس بهدوء وممارسة التنفس العميق.
المصدر: سبوتنيك