لبنانُ يُسابقُ كورونا كما الشائعاتِ التي تملأُ الفضاء، والحكومةُ تكافحُ باعمالٍ مُضنيةٍ رغمَ ضيقِ الامكانات، وكَثرةُ المُنَظِّرينَ من شتى الميادين. فيما منظمةُ الصِحةِ العالمية تؤكدُ اَنَ الوضعَ الوبائيَ في لبنان لا يزالُ في مرحلةِ الاحتواء.
لكنَ الواقعَ الذي وصلَ اليهِ العالَمُ ومن ضمنِهِ لبنان، يَفترِضُ اعلى درجاتِ المسؤولية، وتظافُرِ الجهودِ لمواجهةِ مستجِدٍ زادَ الازمةَ المستفحِلَةَ في كلِ مكان. والمطلوبُ لبنانياً عندَ هذا المنعطَف، استنفارُ الجهودِ الطبيةِ واللوجستية لدى الجميعِ لمساندةِ الدولةِ باجراءاتِها، بدلَ هروبِ البعضِ من ميدانِ المسؤوليةِ الى التنظيرِ والتجريحِ على الشاشاتِ التلفزيونية.. والمطلوبُ من المواطنينَ ان يكونوا أفعلَ المكافحينَ لهذا المرض، عبرَ التحلي بالمسؤوليةِ والتعاطي بجِدِيةٍ، لا بِذُعرٍ او استخفاف ..
اَقفَلَت المدارسُ والمعاهدُ والجامعاتُ ابوابَها ليلزَمَ طُلابُها البيوتَ وليبتعِدوا عن التجمعات، ويلتزِموا بما هوَ مطلوبٌ من اجراءات. وتوقَفَت الرِحلاتُ من الدولِ المصابةِ من أجلِ حصرِ المرض، لا تفعيلِهِ لبنانياً بعاداتٍ وموروثاتٍ اجتماعية، او نَمَطِ عيشٍ معتاد.. فاكثرُ ما تحتاجُهُ المرحلةُ هوَ التأني والانتباه..
وفيما العالَمُ يسعى إلى ايجادِ مضادٍ لهذا الفيروسِ القاتل، يواصلُ البعضُ لا سيما الولاياتُ المتحدةُ الاميركيةُ الاستغلالَ السياسيَ للواقعِ المأساوي، ويواصلُ كورونا التمدُدَ مخترِقاً حدودَ دُولٍ جديدة، او مُفَعِّلاً حضورَهُ في دولٍ كان قد وصلَها..
مالياً وصلَت فضيحةُ الاموالِ اللبنانيةِ المهربةِ الى عناوينِ أهمِّ الصحف السويسرية، وفيها كشفٌ لبعضِ الآلياتِ التي اعتُمِدَت لتهريبِ تلكَ الاموالِ الى البنوكِ السويسرية..
في سوريا لم يَنفَعِ الرئيسَ التركي رجب طيب اردوغان هروبُهُ الى الامامِ داعماً الجماعاتِ الارهابيةَ تحت مسمّى المِنطقةِ العازلة. فيما مَنطِقُه المأزومُ داخلياً وخارجياً زادَ من وَرطَتِه، فعادَ ليلعَبَ بوَرَقَةِ النازحينَ السوريينَ تُجاهَ الدولِ الاوروبيةِ لانتزاعِ الدعمِ منها، بعدَ أن نزفَ كثيراً في السياسةِ وفي الميدان..
المصدر: قناة المنار