احيت بلدة بنهران في قضاء الكورة الذكرى السنوية لاستشهاد حسين محمد حسين في احتفال تأبيني في حسينية البلدة، شارك فيه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والمحامي رامي لطوف ممثلا النائب فايز غضن وتيار المردة والدكتور كريم منصور ممثلا النائب سليم سعادة وفد من حركة التوحيد الاسلامي، وحشد من العلماء واهالي البلدة والجوار.
رعد
واستهل النائب رعد بالاشارة الى ان “اللقاء بحضرة شهيد اختار ان ينظر الى الافق البعيد وهو وباقي الشهداء تطلعوا الى ما وراء الوجود فرأوا العالم الآخر العالم الذي فيه ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، العالم الذي يعيش فيه الانسان شخصيته العابدة لله الواثقة بنعيمه التي قدمت لدنياها كل ما يقربها الى الله ليس من اجل مكسب خاص ولا من اجل شان ذاتي ولا من اجل موقع سلطة ولا من اجل ثروة او جاه، وانما ليلزموا العبادة وليامنوا في بلادهم وليسترجعوا الكرامة الانسانية، وليستطعموا معنى التحرر بهذه الحياة الدنيا.
اضاف:”اما اعداء الشهداء فهم اعداء الحرية قاتلو ومستهدفو الشهداء هم مستهدفون للكرامة الانسانية، فالشهيد لا يقاتل الآخرين من اجل مطلب خاص وانما لأنهم يمنعون الناس من ان يعيشوا حريته وان يستشعر كرامته، وان يمتلك قراره. وعندما نستحضر هذا النموذج من الشباب من الفتيان ومن الرجال نشعر بان امتنا لا تزال تستبطن كل الخير وهي امة ارادها الله سبحانه وتعالى ان تكون شاهدة على الامم وان تكون خير امة اخرجت للناس بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، يقطع دابر الكافرين والظالمين الذين يعبثون بأمن الناس ويعتدون على كرامات الناس ويصرفون اموال الناس ويغزون الشعوب ويتسلطون على الدول وينهبون خيرات الامم حتى اذا مالأهم بعض قوم قالوا لهم تدفعون ثمن حمايتكم والا لا تبقون في كراسيكم اسبوعا او اسبوعين، كل شيء بالنسبة لاعداء الشهداء هو المادة هو الكبر والهيمنة والجبروت والطغيان. وعندما يكون اعداء الشهداء بمثل هذه الصفات نعرف ان الشهيد الذي ترك زوجته او ترك امه او ترك طفله انما فعل من اجل ان يحفظنا جميعا وان يرفع عنا جميعا وان نعيش امنين في بلادنا لنعرف كم هي عظيمة التضحية التي يقدمها”.
وتابع رعد قائلا:”لا يستطيع من هو مثلي ان يستفيض في الحديث عن الشهداء الذين نتعلم منهم الدروس في كل يوم وفي كل لحظة وعند كل محطة وعند كل مفترق، فهم لم يبخلوا علينا بشيء قدموا لنا وفي سبيل حفظ وجودنا كل وجودهم، فنحن نخلد شاعرا من شعراء بلدنا لأنه القى قصيدة عصماء او نخلد فنانا لأنه رسم لوحة لا مثيل لها، ان هذا الشاعر وهذا الرسام قدم بعض ابداعه وفنه وجهده ووقته اما الشهيد فقد قدم لنا كل وجوده”.
واردف النائب رعد : “لقد نظر الشهداء في شهادتهم الى الاستراتيجية التي تحمي ارض الامة، اخذوا باطراف الارض، حتى لا يقترب الخطر من الامة، اخذوا باطراف الارض زحفا زحفا وصفا صفا منهم من قضى ومنهم من نجا. والذين يعودون لا يفرحون بالعودة ولا يعزون بالشهداء لانهم يثقون بان الشهيد حي لا يعزى به، هذه هي المثل والقيم والاخلاق المفاهيم التي يريدون منها ان يرسموا حاضر الامة ومستقبلها”.
وسأل رعد : “لماذا هذه الهجمة على الملتزمين بخيار المقاومة في هذا العصر؟ ألأنهم حرروا ارضهم من معتد آثم عنصري مستوطن ينتهك المقدسات مقدسات المسلمين والمسيحيين ولا يقيموا وزنا لا لميثاق ولا لقيم لا لمثل ولا لحقوق ومع ذلك يلقى الدعم الدولي من قبل نفوذ الدول الكبرى ومن يدور في فلكها، فيعتدي ويحاصر من يلتزم بخيار المقاومة لأنه يريد للأمة ان تعيش كرامتها لانه يريد للناس ان يعيشوا حريتهم، فاعداء الحرية واعداء الكرامة الانسانية هم الذين يواجهون اصحاب الخيار المقاوم في امتنا، يريدون السيطرة على كل العالم، ولا يمكنهم ذلك الا اذا داسوا كرامات الناس، والا اذا استعبدوا الناس والا اذا صبغوا الناس بشخصيتهم وروحيتهم، هكذا يستبعدون الناس ويستعمرونهم ويحتلون بلادهم ويقررون مصير شعوبهم هذا ما يفعلونه في كل منطقتنا العربية وهذا ما يريدون ان يفعلوه بايران والعراق وليبيا وتونس ومصر وبالسعودية وبكل قطر من اقطار امتنا واصحاب الخيار المقاوم فينادون بملء الصوت تعالوا لنعرف طبيعة اعدائنا لنخطط للحفاظ على وجودنا والدفاع عن هويتنا وشخصيتنا ولنحفظ امتنا ونضع الخطط التي توفر الامن والاستقلالية والسيادة لهذه الامة تعالوا لنتعاون مع بعضنا البعض ولنتناسى خلافاتنا الجزئية الصغيرة ولنفكر بالاستراتيجية الكبرى التي تصوننا جميعا وتحفظنا، تعالوا نتخفف من ان نستنزف هنا او هناك بمشكل تافه ومشكل هناك اتفه ومشكل هنا مذهبي ومشكل هناك طائفي ومشكل هناك طبقي ومشكل هنالك بسبب او لآخر، كل هذه المشاكل من شأنها ان تشتت اهتماماتنا وان توزع جهودنا وان تعمق الازمة فينا وان تجعلنا نتآكل من داخلنا حتى لا نقوى على مواجهة العدو الذي يخطط لكي يبتلعنا جميعا. وصدقوا اننا ان لم نفعل ذلك ان لم نتوحد وفق رؤية سديدة تستطيع ان تشخص العدو الاستراتيجي لامتنا ان تضع سلم اولويات من اجل مواجهة التحديات الاولى فالاولى لا نستطيع ان نواجه العالم الذي نريد”.
وتابع : “من هنا ننتهز الفرصة ونحن في محضر تأبين شهيد لا نريد ان نستحضر المواجع فقط لفراقه وانما ان نتعلم من رؤيته ان نخطط لحاضرنا ومستقبلنا ان ننأى بأنفسنا عن ان نكون فريسة لاعدائنا ، لدينا قادة كبار ومنهم من نستحضرهم وقد غابوا عنا سماحة الامام موسى الصدر الذي تحل ذكراه في ايام قريبة ورفيقيه، لدينا قادة كبار شهداء واحياء يفعلون فعلهم في نفوسنا وفي ذاكرتنا وفي تاريخنا نستجلب وقفاتهم ولدينا فقهنا ولدينا مفاهيمنا لدينا اعظم تراث انساني تنزل علينا من السماء وحيا عبر رسول الله هذا التراث لا يجب ان نضيعه فنحن نملك تراثا قدمه لنا منذ ادم 124 الف نبي. لماذا يريد الصهيوني الاستعماري الغاء كل هذا التراث ليسحق انسانيتنا وليستولي على مقدراتنا وقدراتنا، علينا دائما ان نفكر بهذا المستوى وان ننظر الى الافق البعيد وان نستحضر الهم والاولويات الاساسية وعلينا ايضا ان نعالج مشاكلنا الجارية اليومية بالتي هي احسن”.
وقال رعد : “اولا تنظرون ايها الاعزاء كيف نشارك الآخرين ممن لا يجمعنا بهم اصلا رؤية استراتيجية في حكومة تتولى ادارة شؤون البلاد والعباد، ولماذا نشارك؟ نشارك حتى نخفف المشاكل الصغيرة وحتى لا نحمل الناس اعباء الصغائر، واحيانا الكثير من المسائل تتم على حسابنا وعلى حساب حصتنا لأن البلد للاسف البلد مبني على المحاصصات، ونقوم بكل ذلك لاننا نرى الخطر الاسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة الاميركية التي لا يناسبها على الاطلاق ان يكون هناك احرار في عالمنا العربي والاسلامي يقولون لا لسياساتهم الاستعمارية والاستكبارية الداعمة للعدو الاسرائيلي الذي تطلق يديه ليعبث ويثير الفتن ويعتدي، ولكن اذا ما قامت مقاومة في لبنان تمنع هذا العدو الاسرائيلي فتحبسه في قفص الردع ، فالاسرائيلي لماذا لا يعتدي على لبنان؟ التزاما بقيمه الاخلاقية؟ و بالموثيق الدولية ؟ ابدا، انتم تعرفون العدو الاسرائيلي يحاذر ان يعتدي على لبنان لأنه لم يثق بقدرته على تحقيق نصر على الاطلاق، وبمجرد ان يصبح عنده احتمال انه يستطيع ان يحقق نصرا فلا شيء يردعه عن الاعتداء.
لذلك مطلوب منا ان نبقى على جهوزيتنا التامة في كل الاوقات وفي كل الازمنة في السلم وفي الحرب وفي كل اللحظات، حتى لا يطمع العدو في غفلتنا عن سلاحنا فيشن عدوانا او حربا علينا. فاذا كان هاجس المقاومة ان ترد العدوان عن لبنان فاذا لماذا يهاجمنا الاميركان؟ لأننا نشكل سدا منيعا امام تحقيق هدف استراتيجي اسرائيلي هو هدف للاميركي نفسه. وعندما قاتلنا من اراد ان يعبث بمنطقتنا لم ننظلق لا من منطلق طائفي ولا من منطلق مذهبي بل انطلقنا من منطلق شرعي اخلاقي انساني نريد ان نحفظ انساننا بهذا الوطن ونريد ان نحفظ وحدة هذا الوطن ونريد ان ننأى ببلدنا عن ان يجزأ ويقسم تبعا لمشاريع اعدائنا وهدفهم.ونحن على مقربة من 25 آب يوم تحرير الجرود الشرقية للبنان اليوم الذي سجله التاريخ كانه يوم تحرير ثان للبنان”.
وختم :”طالما نحن متمسكون بقيم الشهداء ومتصلون برب الشهداء ومتوكلون على الله نملك هذه الرؤية لن يستطيع احد ان يهدد وجودنا باذن الله”.
الزعبي
كما كانت كلمة لرئيس مكتب الدعوة في حركة التوحيد الاسلامي الشيخ محمد الزعبي تناول فيها مفهوم الشهادة في الاسلام وشدد على دور القاومة والجمهورية الاسلامية في مقارعة الطغيان سلاحا بسلاح، مؤكدا اليوم ان الاسلام موجود عبر المقاومة وايران ليقدم نموذجا ان الاسلام قادر ان يواجه.
حسين
وتوقف عم الشهيد الشيخ يوسف حسين بدوره عند نبراس الشهداء وعند موقف الامام علي بن ابي طالب يوم اصروا عليه تولي الامارة، فاكد انها لا تعنيه الا باحقاق الحق وبإبطال الباطل وكذلك الشهداء الذين يحضر في مجلسهم من يحب النموذج الفكري بعشق الحق”.
وشكر ختاما القلوب التي حضرت الى بنهران مشددا “سنبقى على الحق وان للباطل جولة وللحق دولة ستنتصر”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام