قد يشكل الزملاء السلبيون عقبة حقيقية بالنسبة لنا في أجواء المكتب، ليس فقط لأنه يمكنهم التأثير على إنتاجية العمل ومعنوياتنا اليومية، بل لأن مواقفهم قد تصبح معدية وتخترقنا نحن أيضاً.
تقول المدربة المهنية ماري ماكنتاير، مؤلفة كتاب “أسرار الفوز في سياسات المكتب”، إن المشاعر السلبية الدائمة في أجواء العمل “تستنزف طاقة الناس وتمتص الفرح من وجودهم في مكان العمل”.
ورغم أن التحكم بما يفعله الآخرون ليس أمراً ممكناً أو سهلاً، إلّا أنه يمكننا اتباع أساليب محددة من شأنها أن تمنع تغلغل السلبية إلينا وبالتالي التأثير على عملنا اليومي.
فيما يلي بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتجنب التأثر بالزملاء المتذمرين:
1. ابحث عن نمط متكرر: إذا كنت تعمل عن قرب مع أحد الأشخاص السلبيين المتذمرين، حاول العثور على مصدر المشكلة، وفقاً لنصيحة خبيرة مكان العمل لين تايلور، ومؤلفة كتاب “ترويض زميلك المستبد في المكتب”.
تقترح لين البحث عن أجوبة لأسئلة مثل: “هل يعانون من عدم الكفاءة، أو الشعور بالوحدة، أو الخوف، أو التعب؟ هل يتذمرون في وقت معين كل يوم؟”.
في الكثير من الأحيان عندما يخاف الناس من شيء ما، يلجؤون للشكوى والتذمر طريقة للتكيف مع وضعهم، ولذلك فإن العثور على السبب الجذري للمشكلة ومد يد المساعدة في تخفيف بعض هذه المخاوف، قد يساهم في الحد من التذمر.
2. لا تمنحهم الانتباه: يحتاج المتذمرون إلى جمهور يستمع إليهم، لذا إذا لم تمنحهم مجالاً للتعبير عن مشاكلهم، فسيبحثون عن مستمع آخر. يقول ماكنتاير إن السماح للمتذمرين بالتنفيس عن غضبهم “لن يساعدهم في التخلص من المشكلة، بل سيعززها”، ولذا يقترح تغيير مجرى الحديث للهروب من محادثة سلبية، فيمكن قول شيء مثل: “أنا أفهم أن هذا أمر محبط جداً، لكنني يجب أن أعود إلى العمل”.
ورغم أن المشاركة في التذمر قد يكون أمراً مغرياً في الكثير من الأحيان، إلّا أنه عليك أن تتذكر أن ذلك بمثابة إضافة الوقود إلى النار، وأنه سيزيد من فرص لجوء الشخص إليك في المرات المقبلة لإجراء مثل هذه المحادثات.
3. ضع حدوداً واضحة: إذا كنت تعمل عن قرب مع شخص كثير الشكاوى، فلا بد من وضع حدود واضحة. تقول هايلي كروفورد، مدربة مهنية معتمدة، إنه يمكنك إخبار الشخص المتذمر أنه ليس لديك سوى 30 دقيقة مثلاً، وعليك تنظيم وقتك بأفضل طريقة ممكنة، عندها يمكنك إخبارهم أنه لديك جدول أعمال منسق مسبقاً وعليك الالتزام به.
أما إذا دخل صاحب الشكوى إلى مكتبك للتذمر، فإن الطريقة الأفضل للحد من المحادثة هي الوقوف. كما يقترح ماكنتاير أن طريقة فعّالة هي الإفصاح عن قرار شخصي جديد اتخذته أنت، وهو أنك تعهدت لنفسك بعدم التذمر من العمل، وذلك لأنك تشعر أن الأمر يحد من فعّاليتك ويشتت تفكيرك.
4. شارك أفكارك بطريقة لطيفة: قد يكون من الصعب جداً إخبار شخص ما بأن شخصيته السلبية تؤثر على عملك. تقترح كروفورد إخبار الشخص أنك بحاجة إلى التحدث معه عن موضوع حساس، ومن ثم السؤال عما إذا كان منفتحاً لإجراء محادثة حول هذا الموضوع.
5. أطلع المدير على الأمر: إذا وصلت لمرحلة بت تفقد فيها السيطرة على الموضوع وأصبح يؤثر على إنتاجيتك، فكر في تصعيد الأمر إلى قائد الفريق. قد يكون الذهاب إلى مديرك في العمل سلاح ذو جدين، إذ أن ذلك قد يجعلك تبدو كأنك تحب التذمر أيضاً، لذا كن لطيفاً في أسلوبك، واعرض الأمر على أنه مشكلة عمل، بدلاً من مشكلة شخصية.
كما تنصح كروفورد في توفير الحلول عند عرض المشكلة، إذ أن ذلك سيجعلك تبدو لاعب فريق أفضل، مهتم في صحة وسعادة باقي أفراد الفريق.
المصدر: سي ان ان