كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة بريطانية لعلم النفس مؤخر شملت 15 ألف شخص بفئة عمرية تتراوح بين 18-28 سنة يعيشون في بيئات مختلفة، أن الناس مع عدد أقل من الأصدقاء هم أكثر ذكاء وسعادة.
وشرح الباحثون فيها أن هناك فكرة تسمى بنظرية السافانا للسعادة، وتقول إن الإنسان ليس فقط مجموعة من الجينات، بل مجموعة من ذكريات الأجداد أيضا، إذ لا تزال الفطرة البشرية لكثير من السكان تميل بطبيعتها إلى الحياة البدائية التي تمتع بها أسلافنا، إذ أن الهدوء وقلة الاختلاط تجعل الناس أكثر سعادة.
من جانبها، ترى الباحثة بمعهد بروكينغز الأمريكي كارول غراهام، أن”الأذكياء يستغلون معظم أوقاتهم في تحقيق أهدافهم بعيدة المدى، ولذلك يتحمسون فقط للأنشطة التي تخدم أهدافهم وتقودهم إلى النتائج المرجوة”.
فالمثقفون والأشخاص الذين يمتلكون مستويات مرتفعة من الذكاء مقارنة بمتوسطي الذكاء، ينسجمون مع أنفسهم ولا يعتمدون في حياتهم على التواصل مع الآخرين، وإنما يحتاجون إلى التواصل الوثيق من وقت إلى آخر، وإن عقل الإنسان الذكي يعمل في اتجاه واحد، لذلك فإن العباقرة يفضلون الوحدة، وبالتالي فقلة من الناس يتفهمونهم ولديهم القدرة على تقبلهم.
وخلص الباحثون في الدراسة إلى أن “الأفراد الأكثر ذكاء هم في الواقع غير راضين عن الحياة الاجتماعية الصاخبة ومن حولهم الكثير من الأصدقاء، وأيا كان التفسير هذا لا يعني أن الناس الأذكياء لا يحبون وجود أصدقاء، لكن الدراسة عزت أنهم ربما لا يرغبون بوجود عدد كبير جدا، إذ أن الوحدة من شأنها أن تزيد التواصل الاجتماعي أكثر والتفاعل بطريقة أفضل عندهم لأنهم يكونون محاطين بمجموعة أصدقاء محددة تجعل التواصل معهم أفضل بكثير من هؤلاء الذين لديهم أصدقاء أكثر .
أما النتيجة الثانية من الدراسة، فكانت أن الناس يحتاجون دائما إلى التواصل المستمر مع أصدقاء من عقليات مشابهة، وكلما زادت المحادثات الحميمية كلما شعرنا بالسعادة.
بينما تأتي النتيجة الثالثة لتخبرنا بأن الأفراد ذوي نسبة الذكاء المرتفعة مستثنون من القاعدة الثانية، أي أنه كلما كنت ذكيا كلما قل احتياجك للتواصل المستمر مع الآخرين، وأن الحياة الصاخبة والاجتماعية لا ترضيك.
المصدر: مواقع