أكد مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي إسماعيل شرقي، أن التجهيزات جارية من أجل التحضير للقمة الأفريقية الروسية المقرر عقدها في خريف العام الجاري، مشيراً إلى أن العلاقات بين موسكو والاتحاد الأفريقي تاريخية. ورداً على سؤال لوكالة “سبوتنيك” حول الجهود الدولية خاصة الروسية والفرنسية لدعم التوصل لاتفاق السلام في أفريقيا الوسطى، في مؤتمر صحفي على هامش القمة الأفريقية “روسيا والسودان لعبا دورا كبير في تحقيق السلام في أفريقيا الوسطى”، مضيفا “نجهز للقمة الروسية الأفريقية المقبلة ونلقى كل الدعم من الحكومة الروسية”.
وتابع نريد أن “نبني أسس التعاون بيننا لان الطرفين سيربحان” مشددا على أن “العلاقات بين الاتحاد وموسكو تاريخية”. وختم شرقي كلامه قائلا “أود أن أعبر عن شكري وتقديري لدعم روسيا لنا”. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن، خلال مشاركته في قمة “بريكس” في جوهانسبرغ أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، أن روسيا أجرت نقاشاً مع القادة الأفارقة و”طرحنا مبادرة عقد قمة روسية أفريقية أولى، ومن المقرر انطلاقها في خريف 2019″.
فيما قال شرقي، في تصريحات للصحافيين على هامش المؤتمر، “الاتحاد الأفريقي لديه معايير محددة حول الهجرة لا يمكننا تجاوزها، لا يمكننا أن نقبل مهاجرين مسلحين، وهذه أمور مبدئية إزاء مسألة الهجرة، وليس من السهل أن نقول إننا وصلنا لتحقيق أهدافنا في موضوع الهجرة بنسبة 100 بالمئة، لكننا نعمل جاهدين لذلك”.
وعن ضمان حصول اللاجئين الأفارقة على حقوقهم في أوروبا، قال شرقي “نحن نفتح عيوننا على ذلك، ونتخذ كذلك الإجراءات المطلوبة لحفظ حقوقهم، وتعمل حكومات الدول التي تستقبل اللاجئين، وكذلك الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدعمنا على التأكد من استقبال هؤلاء الناس بشكل جيد، وأيضا أنهم يتلقون الطعام والشراب، وتمكينهم من العمل لإطعام أنفسهم، وهذه قضية شاملة”.
وبسؤاله عن جهود أفريقيا لمواجهة الأفكار المتطرفة، قال شرقي “الإرهاب أمر مصّدر إلى أفريقيا، منبعه كان من أفغانستان في القرن الماضي، ولذلك فإن تنظيم داعش (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) ليس من أفريقيا، وكذلك القاعدة، وغيرهم من المنظمات الإرهابية، ولذلك فإنه على الحكومات أن تعمل على إعطاء الشباب الأمل، والوظائف، لكي تتجنب تلقيهم للأفكار المتطرفة”.
وتابع مفوض السلم والأمن الأفريقي “المسؤولية تقع على عاتق الشباب والحكومات لإصلاح المجتمع، نحن بحاجة إلى تعامل شامل مع قضية الإرهاب، وليس فقط تعاملاً أمنياً وعسكرياً، بل أبعد من ذلك، وهذا هو التحدي”.
أما عن قضية تدفق الإرهابيين في دول الساحل، قال شرقي “الدول الخمس لديها تحد ذو أهمية قصوى نظرا للانتشار المتزايد لظاهرة الإرهاب وآثارها السيئة على المواطنين والممتلكات”، موضحا “لب الموضوع يأتي من تدمير ليبيا، وبالتالي هناك اليوم فرصة أن نعمل كاتحاد افريقي، وأمم متحدة يدا بيد لمحاولة الوصول لحل ينهي أنين وتعب ليس فقط الشعب الليبي بل كل جيرانه، وإيقاف هذا المد المتزايد من أسلحة متقدمة جدا لدول الساحل التي في كثير من الأحيان تضع إمكانيات هذه الدول في موقف أضعف، وأيضا تضافر جهود الإرهابيين مع كل شبكات تمويل المخدرات، والاتجار بالبشر، وكل هذا يجب أن نتعامل معه بحزم”.
وأضافي شرقي “لدينا مقاربة متكاملة وقعتها 11 دولة في الساحل، وهي آلية نواكشوط، التي جمعناها في بوركينافاسو العام الماضي، ونطالب الدول التي شاركت في مؤتمر بروكسل لمساعدة الدول الخمسة في الساحل، أن يكونوا على مستوى مسؤولياتهم، كي تتمكن هذه الدول من الدفاع عن نفسها”.
ولفت شرقي إلى أن “هناك ضروريات لبعث التنمية في هذه المناطق، إلى جانب إنهاء الفقر، وضعف آليات مؤسسات هذه الدول، وكذلك تأثيرات التغير المناخي الذي أضر بالموارد المائية، والغذائية للدول الأفريقية، وهو ما يؤثر على اقتصادها ومجتمعها”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية