كشف باحثون أن الغبار القمري أخطر بكثير مما كان يعتقد سابقا، ويمكن أن يكون مرتبطا بالمواد الكيميائية المرتبطة بسرطان الرئة.
وكتب الباحثون في دراستهم المقدمة في اجتماع الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي بالعاصمة، واشنطن، أن “الغبار القمري يمثل أحد المخاطر الكثيرة التي يتعين على البشر مواجهتها عند القيام بمهام على سطحه”.
ودرس دونالد هيندريكس، في جامعة ستوني بروك، عينات من الغبار القمري أحضرها رواد الفضاء. وغمر الباحثون معدن الأوليفين (الزبرجد الزيتوني) وحجر الأغويط (وهما مركبان حديديان عُثر عليهما على القمر)، في سائل يحاكي سائل الرئة البشري.
ووجد فريق البحث أن هذه المركبات تحتوي على بعض المعادن المعروفة بسرعة تفاعلها مع الخلايا البشرية، وتولد جزيئات الهيدروكسيل السامة التي سبق أن ارتبطت بسرطانات الرئة.
وبعد 15 دقيقة، أطلق المركبان ما يسمى بـ “hydroxyl” بنحو 9 مرات أكثر لكل لتر من السوائل مقارنة بـ “quartz”، وهو مركب شديد السمية.
وقال الباحثون إن “جسيمات الغبار المستنشقة التي تحتوي على الزبرجد الزيتوني، ضمن مراحل معدنية أخرى، تظل في الرئة البشرية لفترات أطول من الزمن، وبالتالي يمكن أن تكون لها آثار صحية طويلة الأمد. ومن المهم أن نفهم تأثيرات الغبار القمري التي يمكن أن تؤثر على رواد الفضاء، إذا ثبت أن طرق تخفيف تأثير الغبار غير كافية في المهمات المستقبلية. كما أن عملنا يعزز فهم الخصائص الكيميائية للتفاعل مع الغبار القمري، والتي يمكن أن تؤدي إلى التقدم الطبي في علاج أولئك الذين تعرضوا للغبار القمري”.
وتجدر الإشارة إلى أن خبراء سابقين حذروا رواد الفضاء، الذين قد يقضوا فترات طويلة على سطح القمر، من أنهم سيعانون على الأرجح من ضرر الحمض النووي الناتج عن تنفس الغبار.
ووجدت دراسة نشرها الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في وقت سابق من هذا العام، أن التربة القمرية سامة لخلايا الدماغ والرئة البشرية. وخلص الفريق إلى أن “التأثيرات المزمنة أو طويلة الأمد لمثل هذا التعرض للغبار، يمكن أن تكون مشكلة بالنسبة للبعثات المستقبلية”.
يذكر أن تربة القمر تتعرض باستمرار لإشعاعات الجسميات المشحونة من الطبقات العليا للشمس، التي تتدفق عبر الفضاء، ما يجعل التربة القمرية مشحونة كهربائيا.
المصدر: ديلي ميل