كرةُ نارٍ تحاصرُ بنيامين نتنياهو وتهزُّ كرسيَّ حكمِه، لن ينفعَ معها سياسةُ الهروبِ الى الامام، فالاصواتُ التي ترتفعُ اعتراضاً بل تمرداً على الحكومةِ من داخلِ الجيشِ يزدادُ صداها، واِن كان بِمُسَمَّى الاحتياط..
من البرِّ الى الجوِّ فالبحرِ تَكبُرُ العريضةُ المعترِضةُ التي تلتفُّ حولَ عُنُقِ بنيامين نتنياهو مطالبةً بوقفِ الحربِ التي يخوضُها على غزةَ لاسبابٍ شخصيةٍ لا استراتيجية كما يقولون . امّا قولُ نتنياهو المرتَبِكُ الى ابعدِ الحدودِ فهو أنهم زمرةٌ صغيرةٌ ضارةٌ تتحرَّكُ بتوجيهِ جمعياتٍ مموَّلةٍ من الخارجِ بهدفِ إسقاطِ الحكومة – كما قال ..
اذاً حربُ “ان جي اوز” كما يَستغبي نتنياهو جمهورَه محاولاً الشرحَ لهم انَ ما يَجري مؤامرةٌ خارجيةٌ على حكومتِه. فيما لا حاجةَ ولا اضطرارَ لكي يشرحَ لاحدٍ او يبررَ جرائمَه التي يرتكبُها بحقِ الفلسطينيينَ في عمومِ غزةَ والضفة، ما دامَ انَ الامةَ التي من المفترضِ انها وليةُ الدمِ في صمتٍ عميق، والراعي الاميركي عندَ دعمِه غيرِ المحدودِ لكلِّ الاجرامِ والتفلتِ الصهيوني من كلِّ القوانينِ الدوليةِ والانسانية..
والتفلتُ هذا منسحبٌ على لبنانَ انتهاكاً للسيادةِ واستهدافاً للمواطنين، فيما بعضُ اللبنانيين المتفلتين من كلِّ وطنيةٍ واخلاقٍ وانسانيةٍ يساندون الصهيونيَ بجوقةٍ اعلاميةٍ وسياسية، ويرفعون الشروطَ فوقَ الدولةِ ورئاسةِ الجمهورية، ويعلنون بكلِ وقاحةٍ رفضَ كلِّ محاولاتِ لمِّ الكلمةِ اللبنانيةِ لمواجهةِ التحدياتِ وابراءِ الجراحِ في منعطفٍ من عمرِ الوطن. امّا اعلامُهم البذيءُ فلم يَكتفِ بالشماتةِ والتحريض، بل تَطاولَ على المواقعِ الروحيةِ والكراماتِ الشخصيةِ ولم يَسلم المجلسُ الاسلاميُ الشيعيُ الاعلى ولا دارُ الافتاءِ الجعفري، فيما ادعياءُ حريةِ الرأيِ من وزاراتٍ معنيةٍ واجهزةٍ رقابيةٍ في صمتِ القبورِ، امامَ من يتلاعبون بالمواثيقِ والاعرافِ اللبنانيةِ، وحتى بالسلمِ الاهلي..
ولو كانَ الكلامُ البذيءُ هذا ضدَّ غيرِ هذهِ المقاماتِ الروحيةِ الوطنيةِ الصابرةِ الضَنِينَةِ بالوطنِ وسلمِه الاهلي على الدوام، لاحترقَ البلدُ بياناتٍ واستنكاراتٍ ونواحاً وعويلا ..
فالحكومةُ اليومَ مشغولةٌ بدراسةِ قانونِ هيكلةِ المصارف، والقضاءُ باستدعاءاتٍ جديدةٍ في تحقيقاتِ المرفأ، امّا المعروفون صوتاً وصورةً بالتحريضِ على تفجيرِ المرفأ- بل كلِّ البلد، فلهم الحريةُ والامان ..
المصدر: قناة المنار