لطالما أثارت البقعة الحمراء العظيمة للمشتري، جاذبية الفلكيين، باعتبارها أضخم عواصف المجموعة الشمسية، وهي عبارة عن إعصار هائل ذي رياح شديدة القوة.
وقد تمكن العلماء، الآن، من الكشف عن حقيقة ما يحدث داخل العاصفة الضخمة، ووجدوا أن مركزها هادئ بشكل غريب، ففي حين أن الرياح تصل سرعتها إلى 450 كلم في الساعة عند حافة العاصفة، إلا أنها تصل إلى 25 كلم في الساعة، فقط في وسطها، وفقا للعلماء.
وتعد الزوبعة الضخمة البيضاوية الشكل التي يبلغ طولها 20 ألف كلم، واحدة من أكثر الظواهر الجوية شهرة في النظام الشمسي، وعلى الرغم من ذلك، لم يتمكن العلماء من فهم ما يدور في داخلها.
ووجدت الدراسة التي أجراها فريق دولي من العلماء بقيادة أغوستين سانشير لافيجا، أستاذ الفيزياء في جامعة الباسك، تنوعا غنيا للسحب داخل البقعة الحمراء العظيمة.
ووفقا للدراسة الجديدة فإن البقعة الشهيرة تحتوي على سحب تراكمية من العواصف العنقودية الناتجة عن تكثف بخار الأمونيا، وموجات جاذبية ضيقة شبيهة بتلك التي تتشكل على الأرض عندما تهب الرياح في قمم الجبال. ومع ذلك، يسود الهدوء في وسطها حيث تتحرك السحب بالتناوب في الاتجاه المعاكس بسرعة لا تتجاوز 25 كلم في الساعة.
ويقول العلماء: “هذه الظواهر محصورة في طبقة رقيقة لا تزيد سماكتها عن 50 كلم فقط، والتي تمثل سطح السحب في الموقع، بينما في الداخل، ربما تنخفض البقعة لعمق يصل إلى مئتي كلم”.
واعتمد العلماء على الصور التي التقطتها كاميرا “JunoCam” على متن تلسكوب جونو، خلال طيرانه القريب من المنطقة الحمراء العظيمة، وتظهر المنطقة الحمراء العظيمة، التي لوحظت للمرة الأولى قبل 150 سنة، من خلال التلسكوب بسبب لونها المحمر وسط الغيوم البيضاء المائلة للصفرة، المتناقضة مع بقية ألوان الكوكب.
وعلى الرغم من الدراسات العديدة التي أجريت على العاصفة، إلا أن طبيعتها تشكل تحديا كبيرا لأخصائيي الأرصاد الجوية الكوكبية.
المصدر: ديلي ميل