أكد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير الاربعاء أنه تصرف بما فيه “افضل مصلحة” لبريطانيا، بعد توجيه تقرير لجنة التحقيق في حرب العراق انتقادات قاسية له لكيفية ادارته اجتياح هذا البلد عام 2003. وقال في بيان اصدره مكتبه “سواء وافق اشخاص او عارضوا قراري دخول الحرب ضد صدام حسين، لقد اتخذته بحسن نية وبما رأيت أن فيه افضل مصلحة للبلاد”.
كلام بلير تزامن مع اعلان رئيس لجنة التحقيق البريطانية في حرب العراق جون تشيلكوت بأن غزو بريطانيا للعراق كان خطأ، يتحمل آثاره العالم حتى اليوم. وقال تشيلكوت “غزو بريطانيا للعراق كان خطأ، ونتائج ذاك القرار الحكومي نعاني منه حتى اليوم، ولقد قيل لرئيس الحكومة بلير قبل الغزو عن زيادة الخطر من قبل القاعدة على بريطانيا”، مؤكدا أن بريطانيا لم تقم بتقييم تداعيات التدخل في العراق قبل اتخاذ قرارها بالمشاركة في الحرب ضد نظام صدام حسين.
وقال تشيلكوت، في كلمة اليوم أمام حشد جماهيري في قصر وستمنستر متحدثا عن التقرير بشأن مشاركة المملكة المتحدة بالحرب في العراق، والذي استغرق إعداداه 7 سنوات ” القرارات القانونية لشن الحرب لم تكن كافية”. وأعلن رئيس لجنة التحقيق، أن غزو بريطانيا للعراق دون دعم أغلبية أعضاء مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، قوض هيبة المجلس الأممي. كما أكد رئيس اللجنة المختصة بالتحقيق في مشاركة بريطانيا في الحملة العسكرية على العراق خلال فترة 2006 – 2009، أنه لم تكن هناك أسس قانونية كافية لتدخل بريطانيا في العراق، وأنه لم يتم تقدير تداعيات ذلك بشكل كاف، موضحاً أن “تقييم مخاطر أسلحة الدمار الشامل العراقية كان على أساس ثقة لم يتم تبريرها”.
وأشار رئيس اللجنة إلى أن “الظروف التي اتخذ فيها القرار حول وجود قاعدة قانونية للأعمال العسكرية كانت بعيدة عن المقبول”، لافتا الى أن الحملة البريطانية في العراق انتهت بعيدا عن تحقيق نجاحها. وفي السياق، أعلن تشيلكوت، أن إمكانيات الحل السلمي للقضية العراقية، لم تكن مستنفذة قبل غزو بريطانيا لهذا البلد. وأشار التقرير إلى أن نحو 45 ألف جندي بريطاني شاركوا في الحرب على العراق بين عامي 2003 و2009، كما لقي 179 منهم حتفهم. ويشار إلى أن التحقيقات لإعداد هذا التقرير استمرت 7 سنوات. وبدأت اللجنة عملها في عام 2009 وكان من المنتظر عرض نتائج عملها بعد إجراء الانتخابات البرلمانية، التي عقد في مايو / أيار 2015، لكن عرض نتائج التقرير كان يؤجل دائما.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية