أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة”النائب حسن فضل الله إلى أن “لبنان هو البلد الوحيد الذي استطاع بفترة قياسية أن يحرر أرضه من التكفيريين، وأن يفكك شبكات التخريب، وأن يمنع الاعتداء على أهله بالرغم من اضطراب المنطقة من حوله”، مشيرا إلى أن “هذا البلد اليوم يملك قيمة وقوة كبيرة على صغر مساحته، فهو لم يكتف بأنه حمى نفسه وأهله بفضل تضحيات شعبه ومقاومته وجيشه، وإنما أسهم إسهاما كبيرا في إسقاط المشروع التكفيري في سوريا والعراق والمنطقة، كما أسهم في دعم الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، فهذا البلد الذي كان ينظر إليه البعض أنه مكان للنزهة وللتسلية، ويمكن أن يسقط بأي معركة، أسهم بهذا الانجاز المتمثل بإسقاط داعش ودولتها، وكان له نصيب في هذا الإسهام مع البقية من الجيش السوري والروسي والعراقي والحشد الشعبي العراقي والجمهورية الإسلامية الإيرانية وكل الحلفاء الآخرين، الذين كنا معا شركاء في حماية كل المنطقة من هذا المشروع”.
وخلال احتفال تكريمي للاعلاميين والإعلاميات أقامته بلدية الخيام الجنوبية لإطلاق موقعها الإلكتروني، قال النائب فضل الله “إن البعض تعاطى مع لبنان في الأزمة الأخيرة التي حصلت على المستوى السياسي المرتبطة بما حصل مع رئيس الحكومة سعد الحريري، على أنه لقمة سائغة يمكن بقرار من هنا أو بقرار من هناك أن تتبدل الأوضاع والظروف، وتنقلب الصورة السياسية فيه، وذلك لأنهم لا يعرفون لبنان، فهناك أناس لا يعرفون التمييز بين الدولة والإمارة، ولكن لبنان أثبت في هذه التجربة أنه دولة قوية قادرة أن تدافع عن نفسها، لأن فيه بكل صراحة ووضوح وشفافية وصدق وإخلاص، رئيس مثل فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ولأن فيه رئيس مجلس نيابي مثل دولة الرئيس نبيه بري، ولأن فيه قوى سياسية لديها الكرامة الوطنية تتقدم على أي اعتبار آخر”، مؤكدا “أننا في حزب الله منذ اللحظة الأولى أيدنا ودعمنا وساهمنا وساعدنا في المقاربة التي اعتمدها فخامة الرئيس العماد ميشال عون”.
وأكد أن “المقاومة السياسية والدبلوماسية التي أبداها لبنان ردت الاعتداء الذي مورس عليه، وبالتالي فإن من يعتدي على بلدنا لا يحصل على مكتسبات، ولا نكافئه بأي انجاز، ولا نعطيه بدلا على اعتدائه، فنحن اكتفينا فقط برد الاعتداء، وبالمحافظة على سيادتنا وكرامتنا الوطنية واستقلالنا، واستعدنا بهذه المقاومة السياسية حرية قرارنا السيادي الوطني، فكما أن المقاومة المسلحة العسكرية استطاعت أن تحمي وتحرر البلد، استطاعت المقاومة السياسية والدبلوماسية أن تحرر القرار السياسي السيادي الوطني، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يفرض علينا لا إملاءات ولا شروط، ولا يحدد لنا طبيعة نظامنا السياسي، ولا حتى كيفية عملنا، فنحن في لبنان نستطيع من موقع اختلافاتنا وأحيانا من موقع صراعاتنا الداخلية أن نحدد ما نريد، ولا يستطيع أحد من الخارج أن يملي علينا إرادته”.
وشدد على “أننا أبدينا كل ارتياح لمآل التطورات السياسية، وأننا تجاوزنا مفاعيل وارتدادات هذا الاعتداء الذي تعرض له هذا البلد، لا سيما وأننا قد عدنا إلى مسارنا الطبيعي، وأبدينا كل استعداد وإيجابية للتعاون من أجل أن نتجاوز هذه المرحلة، ومددنا اليد من أجل بلدنا وسلمنا الأهلي واستقرارنا، وهذا الأمر هو أساسي في لبنان، ويجب أن نفتخر جميعا بما أنجزه لبنان من حماية لكرامته الوطنية ولسيادته، ومن إقرار الجميع بأننا أصبحنا في زمن لا يستطيع أي كان أن يتلاعب بهذا البلد، وبمعزل عن كل الاعتبارات، فالذي يريد أن يتحدث عن مظلة دولية وتدخل دولي ووساطات من هنا وهناك، وتراجع من هنا وهناك، فهذا شأنه، لأن الأساس هو الموقف الصلب لكل المخلصين في لبنان، باستثناء القلة القليلة التي راهنت على خيارات خائبة وخاسرة، وقد ارتدت خياراتها إليها، ولا تعلم كيف ستلملم خيبتها”.
وأشار النائب فضل الله الى أنه “ليس مستغربا أن تضخ هذه البلدة بالحياة الوطنية هذه الثلة من الإعلاميين والإعلاميات الذين أسهموا بحسب مواقعهم وأدوارهم في إغناء التجربة الإعلامية اللبنانية، لا سيما وأنها موطن من مواطن العلم في جبل عامل، ومنبر من منابر الشعر، ومعقل من معاقل المقاومة، وكذلك ضخت الخيام على مدى تاريخها علماء كبار وشعراء وأدباء وسياسيين ومناضلين، ودما عزيزا في كل مراحل المواجهة الوطنية مع التحديات، سواء كان التحدي بمواجهة العدو الإسرائيلي، أم اليوم في مواجهة العدو التكفيري، وتضخ أيضا الكلمة والصورة والصوت، ولنا في الصورة التاريخية هنا في سهل الخيام في عام 2006 خير دليل على موقع هذه المدينة في جبل عامل والجنوب، وعلى موقعها الوطني، وهي التي لها في كل موقعة تاريخية دم عزيز وموقف مشرف وتضحيات كبيرة، ولذلك فإن الخيام دائما حاضرة ولا نعرفها فقط من إسم معتقل الخيام، بالرغم من أنها اشتهرت في مرحلة الاحتلال بهذا الإسم، ولكنها هي من حواضر جبل عامل، بل هي من الحواضر اللبنانية الوطنية”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام