قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانكلي، الخميس، إن بلاده تتوجس زيادة الخطر الإرهابي الناجم من كردستان العراق، مؤكدا أن أنقرة لا تستبعد أي خيار لدرء التهديدات الأمنية المحتملة.
وقال جانكلي للصحفيين في العاصمة الآذر بيجانية باكو التي يزورها حاليا “نتوقع زيادة ملحوظة في عدد أنصار حزب العمال الكردستاني (الذي تصنفه تركيا تنظيما إرهابيا) شمالي العراق بعد استفتاء انفصال كردستان.. فالمشكلة تكمن في تنامي الخطر الإرهابي هناك.. لا يمكننا تجاهل ذلك والبقاء غير مبالين به”.
وأشار وزير الدفاع إلى أن تركيا تدرس كل الخيارات للرد على التطورات الأخيرة، وأنها مستعدة لاتخاذ أية إجراءات قائلا: “لدينا حدود بطول 400 كيلومتر مع إقليم كردستان ونترقب عن كثب تطورات الوضع. ستتخذ تركيا كل ما يلزم لردع التهديدات الصادرة (من تلك المناطق)، وكل الخيارات مطروحة على الطاولة”.
وكان إقليم كردستان العراق قد أجرى الاثنين الماضي استفتاء في محافظات إقليم شمال العراق الأربع (أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة)، فضلا عن مناطق متنازع عليها بين الحكومة الاتحادية في بغداد والإقليم، على الانفصال عن العراق.
وأدانت بغداد ودول جوار العراق ومعظم عواصم العالم الاستفتاء، مؤكدة رفضها الاعتراف بنتيجته، التي أظهرت تأييدا كرديا قويا لفكرة قيام دولة مستقلة.
وأكد جانكلي على حق العراق في استعادة النظام الدستوري على كافة أراضي البلاد، بما في ذلك من خلال التعاون مع شركائه، ردا على الاستفتاء الذي وصفه بأنه مخالف للدستور ويفتقد أي أساس قانوني.
ووفق الوزير، فإن الاستفتاء ينذر بإغراق العالم في مواجهة جديدة بسبب هشاشة التوازن العرقي والسكاني والطائفي في المنطقة، الذي “سيؤدي أبسط إخلال به إلى الإخلال بالتوازن العالمي بأسره”.
وأعرب جانكلي عن قناعته بأن استفتاء كردستان سيؤدي إلى عمليات تطهير عرقي ضد الأقليات في الإقليم. وقال “منذ العام 2003 يتعرض التركمان للطرد من كركوك، هناك عملية تطهير عرقي، حيث يحل محلهم (التركمان) أفراد من القوميات الأخرى، تتاح لهم فرص العمل والتمويل. يجري ذلك بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية للمدينة لضمها لاحقا للأراضي التي شهدت الاستفتاء”.
وأضاف “كركوك لا تتبع المنطقة التي شملها الاستفتاء. كل الأقليات العرقية تواجه عمليات تشريد واستيعاب، وهو أمر مثير للاستياء ومرفوض”.
وفي سياق متصل، قال بكر بوزداج، نائب رئيس وزراء تركيا، الخميس، إن القوات المسلحة التركية أنهت تدريب مقاتلي البشمركة الكردية العراقية، وستتخذ خطوات أخرى ردا على استفتاء الاستقلال.
وقال بوزداج، وهو أيضا المتحدث باسم الحكومة في مقابلة مع قناة(تي.جي.ار.تي) إن تركيا عازمة على التعامل مع الحكومة المركزية في بغداد بعد استفتاء كردستان العراق على الاستقلال، مضيفا أن رئيسي وزراء البلدين سيعقدان اجتماعا في وقت قريب.
المصدر: وكالات