قال بحث جديد يسلط الضوء على كيفية دخول المواد الاصطناعية والسامة في السلسلة الغذائية، إن رائحة البلاستيك العائم في البحر يمكن أن تجلب الأسماك لتشابهها مع رائحة غذائها.
ويزداد القلق بشأن تراكم البلاستيك في أنسجة الحياة البحرية، حيث يتحلل تدريجيا في البحر حتى يصبح صغيرا بما فيه الكفاية ليمر عبر الأمعاء في مجرى الدم وحتى الأنسجة العضلية.
وقدرت الأبحاث مؤخرا أن 6.3 مليار طن من النفايات البلاستيكية قد تراكمت منذ 1950، عندما بدأ استخدام البلاستيك بشكل كبير.
ووجد الباحثون من خلال الاختبارات التي قاموا بها على سمك الأنشوجة، السبب الرئيسي وراء جلب البلاستيك للأسماك، حيث تم اختبار استجابات الأسماك، التي تم صيدها، للرائحة الناتجة عن البلاستيك الذي ترك لمدة ثلاثة أسابيع في البحر، ومقارنته بـ”البلاستيك النظيف”.
ويقول الباحثون إن هذه الدراسة “هي أول دليل سلوكي على أن النفايات البلاستيكية قد تكون جذابة للأسماك”، حيث تبين خلال التجربة، أن رد فعلها على محلول الرائحة، كان مشابها له تجاه الغذاء الحقيقي.
وأضاف فريق البحث من جامعة كاليفورنيا بمدينة دافيس و”Aquarium of the Bay” في سان فرانسيسكو، أن الرائحة لا تنبعث من البلاستيك نفسه بل من كائنات بحرية دقيقة مثل الطحالب تستوطن جزئيات البلاستيك، حيث أن تراكمات المواد الكيميائية البلاستيكية قد استخدمت من قبل بعض الأسماك والطيور البحرية والسلاحف للعثور على الغذاء.
وبالإضافة إلى ذلك، يشير الباحثون إلى أن الجزئيات البلاستيكية تملك “إشارات بصرية مثل اللون والشكل، ما يجعلها تشبه فرائس الأسماك، وهو ما قد يكون السبب في التهام بعض أنواع الأسماك لأجزاء البلاستيك.
ومن المعروف أن البلاستيك ينتشر في أجزاء واسعة من البحار والمحيطات، وتلتهم أنواع كثيرة من الأسماك هذا المواد، وهو ما يمكن أن يتسبب في نفوقها، كما قد يؤدي إلى وصول مواد سامة إلى السلسلة الغذائية للإنسان، وشدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من البحوث بشأن الآثار السلبية للبلاستيك على السلسلة الغذائية البحرية.
وقال البروفيسور ريتشارد تومبسون، عالم الأحياء البحرية بجامعة بليموث، الذى درس التلوث البلاستيكي للبحر، إنه تم العثور على حوالي 700 نوع من الحياة البحرية في اتصال مع البلاستيك، وأضاف قائلا: “أعتقد أن هذا يدل على انتشار النفايات البلاستيكية، وكثرة اتصال الأنواع البحرية معها يمكن أن تؤدي إلى أضرار جسيمة وفي بعض الحالات إلى الموت”.
المصدر: روسيا اليوم