منذ وقوع التفجير الإرهابي في الراشدين مستهدفاً الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ كانت قد أقلتهم قوافل أخرجتهم من الحصار لبلدتي كفريا والفوعة في الشمال السوري، وحتى الآن، ما تزال تبعات الانفجار تنزف جرحاً عميقا لدى عدد من الأمهات يأملون بعودة النور إليهم مع أطفال لم يقتلهم التفجير الإرهابي ولا أثر لهم حتى بين الأشلاء، إنما غيهم الاختطاف.
قرابة الأشهر الثلاثة مرت على التفجير الإرهابي، كثير من جراح هذا التفجير تركت أثراً كبيراً في نفوس الجميع حتى ممن لم يقعوا ضحايا مباشرين في منطقة الراشدين.
وسط كل معاناة الأهالي المهجرين من البلدتين، المنكوبين منهم في الراشدين، المترقبين فرصة فك الحصار في ريف إدلب، ما تزال قضية هي الأهم، عالقة في ملف هذا العمل الإرهابي.
موقع المنار استضاف الإعلامي لؤي الحاج حسن مدير المركز الدولي للأبحاث، وهو المتابع لقضية كفريا والفوعة متصلاً دائماً مع الأهالي المحاصرين وذويهم.
يقول الحاج حسن أن ما تم توثيقه حتى الآن 74 شخصاً من مختلف الأعمار مفقودين على إثر التفجير، وهؤلاء من تم أخذهم من موقع التفجيرين مكان وقوف الحافلات إلى الأراضي التي يسيطر عليها المسلحون بحجة إسعافهم في المشافي الميدانية ومنهم من تم أخذه إلى الأراضي التركية حسب ما استدعت خطورة الإصابات.
الأطفال من بين هؤلاء المفقودين والذين لم تثبت وفاتهم في أي من السجلات أو الاخبار ولا في وسائل الإعلام، حتى بين القوائم المقدمة من قبل طواقم الإسعاف لدى المجموعات المسلحة. جميعا يثبت أنهم مفقودون بانتظار عودتهم إلى عائلاتهم.
الاعلامي لؤي الحاج حسن يقول أن جميع النقاط من حدود الأتارب إلى حدود باب الهوى تم البحث فيها عن أثر المفقودين ولكن لا اشارات تدل على اماكن تواجدهم، وجميع المعلومات التي حصل عليها متابعو هذا الملف تشير إلى وجود المفقودين في تركيا وليس على الأراضي السورية.
المناشدات إلى المنظمات العاملة في المجال الانساني قد أطلقت بصرخة قوية من أهالي كفريا الفوعة. وخاصة للجنة الصليب الأحمر الدولي، حيث تم تزويد الجهات المعنية بكل صور وأسماء المفقودين البالغ عددهم شخص 74 وبينهم الأطفال 41 طفل حسب إحصائيات دقيقة أجريت بالتعاون مع الأهالي، والجهات الإحصائية.
يتابع محدثنا مشيراً إلى انقطاع المعونات عن أهالي البلدين الذين بقوا في الحصار، وذلك منذ ان حلت قضية الزبداني و مضايا، حيث لم يعد ارتباطهما بالبلدتين في ريف دمشق، محملاً الحاج حسن المسؤولية على عاتق الجهات الدولية التي كانت تعمل على هذا الملف.
كما يؤكد ان هناك تصريحات إعلامية صادرة عن وزارة المصالحة الوطنية، عن عمل دؤوب لحل مشكلة كفريا والفوعة بعد أن خرجت بعض المعلومات الإعلامية من جهات مختلفة تشير إلى نقل ارتباط كفريا والفوعة بملف مخيم اليرموك.
وينقل مدير المركز الدولي للأبحاث مطلب الأهالي بفتح ثغرة لإسعاف المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة، ومتابعة الحالات الإنسانية الصعبة فيهما، خاصة لكبار السن والأطفال ، حيث تنعدم أبسط مقومات الحياة الأساسية.
إلى هذا وينتظر السوريون من كفريا والفوعة أي بصيص أمل لمعرفة مصير المفقودين من أبنائهم، إضافة إلى تحسين أوضاع المحاصرين وإنقاذهم، وأيضا تحسين اوضاع الأهالي الذين تم نقلهم من الحصار إلى المدن الآمنة بإيجاد عمل لمن هم باتوا عاطلين عن العمل.
المصدر: موقع المنار