أعلنت ادارة كانتون بال الريفي شمال سويسرا تعليق اجراءات تجنيس كانت بدأت في كانون الثاني (يناير) الماضي لعائلة تلميذين سوريين مسلمين رفضا مصافحة معلمتهما لأسباب دينية. وأوضحت ادارة الكانتون ان نجلي إمام في بال يبلغان 14 و15 من العمر رفضا مصافحة معلمتهما كما هو معهود في المدارس السويسرية، بحجة ان الاسلام يمنع ملامسة رجل لإمرأة ليست من الأسرة. وأوضح أصغرهما انه علم بهذا الأمر من خلال مشاهدته خطبة على الانترنت.
وأعفت ادارة المدرسة التلميذين من مصافحة المعلمة، ما أثار احتجاجات شديدة في سويسرا، وأهمها لوزيرة الداخلية سيمونتا سوماروغا التي قالت إن «المصافحة جزء من ثقافتنا، ورفض التلميذين غير مقبول باسم حرية العقيدة». وأفاد اتحاد المنظمات الاسلامية السويسرية بأن «المصافحة بين رجل وامرأة أمر مقبول دينياً»، فيما طلبت سلطات الكانتون طلب خبرة قانونية ستعرف نتائجها نهاية الشهر الجاري او مطلع ايار (مايو).
على صعيد آخر، بدأت محاكمة لوتز باكمان، مؤسس حركة «المواطنين الاوروبيين ضد اسلمة الغرب» (بيغيدا) في دريسدن امس، بتهمة «التحريض على الكراهية» و«انتهاك كرامة لاجئي الحرب» عبر وصفهم في كتابات نشرها على صفحة «فايسبوك» في ايلول (سبتمبر) 2014، بأنهم «بهائم» و«حثالة»، وسط اندفاع قوي لليمين المتطرف على الصعيد الوطني. ويواجه باكمان (43 سنة) الذي دين سابقاً بتنفيذ عمليات سطو وارتكاب عنف والمتاجرة بالكوكايين، وسجن 14 شهراً بعد فراره الى جنوب أفريقيا، عقوبة سجن تتراوح بين ثلاثة اشهر الى خمس سنوات، علماً ان المحاكمة ستستمر حتى 10 ايار. ووضع باكمان نظارة سوداء لإخفاء وجهه من الكاميرات، بينما هتف عشرات من انصاره الذين شغلوا معظم الأماكن في قاعة المحكمة، لافتات «مركل (المستشارة الألمانية) امام المحكمة»، في مقابل ترديد متظاهرين معارضين للحركة «باكمان الى السجن». وبدأت الجلسة بتلاوة قرار الإحالة في قاعة غصت بالصحافيين ومتعاطفين من «بيغيدا» شغلوا جميع الأماكن.
وخلال التجمع الأسبوعي التقليدي للحركة في دريسدن ليل الاثنين، لم يذكر باكمان، وهو طاهٍ سابق أصبح مدير مكتب اتصالات، المحاكمة، لكنه سخر من الضجة التي اثيرت اخيراً حول تهديدات النيابة العامة ضد الكوميدي يان بورمان الذي كتب قصيدة ساخرة عن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. وقال متهكماً أمام آلاف المتظاهرين الذين طالبوا بطرد طالبي اللجوء واسقاط الحكومة منددين بـ «أكاذيب» الصحافة: «تخيلوا ماذا كان سيحدث لو كانت هذه القصيدة لي. لكانوا اوقفوني على المسرح، وحبسوني على ذمة التحقيق، وأخيراً أعدموني».
وانطلقت «بيغيدا» مع مئات الاشخاص في دريسدن في خريف 2014، ثم اكتسبت مؤيدين جدداً بسرعة، وبلغت الذروة اثر الاعتداءات ضد مجلة «شارلي ايبدو» الفرنسية الساخرة في كانون الثاني (يناير) 2015. لكن تقدم الحركة التي حاولت الانتشار في انحاء المانيا ودول مجاورة، توقف فجأة اثر نشر صحيفة «بيلد» صوراً لباكمان متنكراً كصورة الزعيم النازي أدولف هتلر. ثم انهارت ادارة الحركة مع تخلي معتدلين عنها. وعلى رغم انتعاش جزئي في الخريف الماضي مدفوعاً بالمخاوف من تدفق طالبي اللجوء الى المانيا، لم تستعد «بيغيدا» تألقها وبقيت محصورة غالباً في دريسدن، عاصمة ساكسونيا التي انضمت الى المانيا الشرقية الشيوعية السابقة. وبحثاً عن آفاق سياسية، حاولت الحركة التقرب من حزب «البديل لأجل المانيا» الشعبوي الذي دخل ثلاثة برلمانات اقليمية في آذار (مارس) الماضي، وينتهج خطاباً معادياً للأجانب في مناطق تشكل المانيا الشرقية سابقاً وليس في الغرب.
وظهرت مؤشرات عدة للتقارب، إذ اثارت النائبة عن الحزب بياتريكس فون ستورش، وهي من برلين، جدلاً الأحد بقولها ان «الاسلام لا يتوافق مع الدستور». وهي واجهت انتقادت داخلية وعلى المستوى الأوروبي، في حين رحبت «بيغيدا» بتصريحاتها مشيدة بـ «رسالة واضحة، اخيراً».
وكانت زعيمة حزب «البديل لأجل المانيا»، فروك بيتري، قالت في شباط (فبراير) الماضي ان «الشرطة تستطيع في اللحظة الأخيرة استخدام السلاح لحماية الحدود من تدفق المهاجرين»، كما طالبت بحوار مع باكمان. لكن مسؤول الحزب في منطقة بادن فورتمبيرغ (جنوب غرب) رفض كل تقارب مع بيغيدا، كما انه ينأى بنفسه من أكثر المواقف المعادية للإسلام داخل حزبه والتي ستناقش خلال مؤتمر تستضيفه شتوتغارت بعد اسبوعين.
المصدر: وكالات