فور دخوله إلى البيت الأبيض،وقّع الرئيس الاميركي دونالد ترامب على أول مرسوم تنفيذي وكان ضد قانون التأمين الصحي المعروف باسم “أوباماكير”، الذي كان وعد خلال حملته الانتخابية بإلغائه.
وفي ثاني قراراته، وقع ترامب أمرا تنفيذيا تنسحب الولايات المتحدة بموجبه رسميا من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ “TPP”، التي تجمع 12 دولة.
وفي سلسلة القرارات “السريعة”، ينتظر أن يوقع الرئيس الأميركي،على أوامر تنفيذية عدة بينها وضع قيود على دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة وبعض حاملي التأشيرات من العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن.
وفي مسعاه لبناء الجدار مع المكسيك، قال ترامب في تغريدة كتبها “سنبني الجدار ضمن أشياء عديدة أخرى”.
الخبير في الشأن الأميركي الدكتور كامل وزنة إعتبر في حديث لموقعنا أن ” ترامب ينفذ ما وعد به في الحملة الإنتخابية من موضوع “أوباما كير” والمهاجرين غير الشرعيين والحائط مع المكسيك والتجارة العالمية باعتباره أن العولمة اصبحت عائقا امام الإقتصاد الأميركي بفقدان العديد من الوظائف في السنوات ل 15 الماضية”.
ولفت وزنة أنه “في عام 2035 نصف القوى العمالية ستكون من الروبوتات ،فاليوم المصانع في العالم لا توظف عاملين بغض النظر إن كانوا في الولايات المتحدة او المكسيك وغيرهما،واميركا فقدت مئات الآلاف من الوظائف و60 ألف مصنعا تم اغلاقه من عام 2000 حتى اليوم”.
اميركا لم تعد قادرة على قيادة العالم إقتصاديا
أما بالنسبة لإتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ “TPP” والتي تضم 12 دولة “أستراليا وبروناي وكندا وتشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا والبيرو وسنغافورة والولايات المتحدة وفيتنام”وألغتها اميركا تدل على انها لم تعد قادرة ان تقود العالم إقتصاديا، وتفتح المجال أمام الصين وتحررها من خلال البنك الآسيوي بأن تقول ل 57 دولة نحن نستطيع أن نبني منظومة إقتصادية ،وهذا قرار مريح للصين بالسيطرة على الإقتصاد في منطقة آسيا ،والإنطلاق لاحقا إلى العالم باعتبارها أول مصدّر في العالم ، وثاني أكبر إقتصاد بالقيمة الإسمية والاولى بالقيمة الشرائية” .
وأشار وزنة إلى أن اتفاقية الشراكة كانت تلغي الحدود وتخفّض الضرائب وتسهّل العمليات التجارية، وتوّحد قوانين لقطاعات ونوعية العمل .
وأضاف وزنة :”اميركا اليوم تستورد حوالي 25 % من صادرات الصين وهذا يؤمن بضائع رخيصة تعطي قوة شرائية للمستهلك الأميركي ،والتخلي عن ذلك يؤدي إلى إرتفاع في الأسعار والتضخم وأي محاولة انعزال ستضر كثيرا بالإقتصاد الأميركي لأنه قام على العولمة والذي حدث في العالم اليوم تخطى الإحتكار الإقتصادي الغربي” .
ورأى وزنة أن ترامب اليوم يدير الامور كبيع وشراء عقار والعالم غير مركّب هكذا فيحكمه مجموعة من الضغوطات والحسابات .
ترامب لا يستطيع توقيف التغيير الديموغرافي
في موضوع الحدود مع المسكيك قال وزنة:” ترامب يحاول الإنعزال للحفاظ على هوية أميركا لتبقى للبيض فقط ، فالأصوات الشعبية لهيلاري كلينتون كانت اعلى ب3 ميلون منه فلو تجنس 12 مليونا لكان حدث تغيير ديموغرافي وسياسي خاصة أن الفروقات كانت بسيطة،فثلث الشعب الأميركي هو من غير البيض أي حوالي 120 مليون من اسيا وافريقيا ولاتينيين، وترامب لا يستطيع توقيف هذا التغيير الديموغرافي وقد لا يستطيع الجمهوريون الحصول على السلطة مجددا بسبب هذا التغيير” .
وحجم التبادل التجاري السنوي بين المكسيك والولايات المتحدة هو 600 مليار دولار،وقد يكون هناك منفعة في مكان ما لاميركا ولكن الاسواق ستتضرر من الإنغلاق على المدى المتوسط والبعيد.
وبالنسبة للإعتراض الداخلي عليه قال وزنة إن هناك الكثير من المواضيع الشائكة في وجهه منها تعيينه عضوا في المحكمة العليا فهناك ادوات للديموقراطيين تمنع ذلك .
المصدر: موقع المنار