أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن “الاتهامات والبيانات التي صدرت اخيرا عن منظمة “المؤتمر الإسلامي” ليس لها أي قيمة أو تأثير، ولن تغير شيئا من خياراتنا، ولن تستطيع أن تمنعنا من الاستمرار في مشروعنا، وستفشل كما فشلت العديد من الدول التي قامت بإجراءات عديدة تجاهنا، ووضعت كل إمكاناتها لمواجهتنا في الميدان، وأيضا ستفشل كما فشلت إسرائيل وأميركا من قبلهم على امتداد سنوات منذ عام 1982 إلى اليوم، حيث قاموا بحملات تضليل وتحريف وتشويه وتهمة إرهاب وحصار، وكانوا كلما شددوا من حصارهم، كنا ننفذ ونتمدد أكثر في العالمين العربي والإسلامي، وما هذه البيانات والاتهامات التي تصدر اليوم إلا دليل على يأس وتخبط وخيبة حكام السعودية ومن معهم”.
ولفت خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة برعشيت الجنوبية، إلى أنه “في أي دولة قد نجد فسادا، وقد نجد من تسول له نفسه أن يمد يده على المال العام، وأن يكتسب ثروات على حساب الشعب، وأن يستغل موقعه أو نفوذه من أجل أن يكدس الثروات، ولكن عندما يوجد الفساد لا بد من المحاسبة”.
وأضاف “في لبنان يعشعش الفساد على هذه الصورة التي نراها، لأن المحاسبة غائبة تماما، وردع المفسدين غير موجود فيه، وعندما لا يجد المفسد من يردعه يكمل ويشجع الآخرين، سيما وأنه لا يوجد هناك من أحد يحمي المال العام، وكذلك أمن البلد الذي كان مستباحا من قبل العدو، لأنهم لم يواجهوا هذه الاستباحه منذ الستينات إلى أن نشأت هذه المقاومة وتمكنت من وقف استباحة العدو البرية”.
واعتبر فضل الله أنه “عندما تكون الدولة غائبة، فهذا يسمح لكثيرين أن تسول لهم أنفسهم باستباحتها، وهذا الفساد بكل صوره، سواء من ملفات الإنترنت غير الشرعي أو الاتجار بالبشر أو قوى الأمن وكل هذه الملفات الأخرى، يهدد بنية الدولة والمجتمع والعائلة، فكما أن هناك فساد على مستوى مد اليد إلى المال العام، نجد أن هناك فساد على مستوى تقويض بنية المجتمع، مثل ظاهرة المخدرات وتفشيها في المجتمع من خلال غض النظر أو التساهل عن المجرمين الكبار، وفي حين أننا نقوم ببعض الجهد أحيانا من خلال تسليم من يروج للمخدرات، إلا أن الذين نسلمهم يدخلون من الباب ويخرجون من النافذة، وبالتالي، فإننا نحتاج إلى دولة وقضاء يحاسب، لأن الاستمرار في هذا المسار بات يهدد حتى العائلات والأفراد وكل المجتمع ومؤسسات الدولة وبنيانها وهيبتها، ولذلك فإن مطلبنا اليوم هو المحاسبة”.
وشدد على أن “صدقية القضاء اليوم هي على المحك في كل هذه القضايا، وعليه، فإن لم يكن هناك قضاء عادل وجريء وقوي يتخذ الأحكام التي تردع هؤلاء المفسدين، فإن هذا سيشجع الآخرين على الاستمرار في تقويض بنية دولتنا ومجتمعنا، ونحن بدورنا سنلاحق هذا الفساد في كل مسمياته وصوره من أجل أن نضع حدا له بالقدر المتيسر، وبإمكانياتنا في لبنان، لأننا لا يمكن أن نقيس قدرتنا على مواجهة العدو بالآليات الداخلية، فهناك اختلاف بينهما، لأنه في الداخل علينا اللجوء إلى القضاء ومؤسسات الدولة، كما أن هناك آليات دستورية لذلك، أما في الخارج فنواجه العدو بالقتال، ولذلك فإننا جميعا معنيون بأن نحث القضاء على القيام بمسؤولياته، لأننا وإن كنا نكشف بعض الفساد والمفسدين، إلا أن هؤلاء المفسدين إن لم يذهبوا إلى السجن ويحاسبوا ويردعوا وتستعاد أموال الدولة منهم، فذلك يعني أن الفساد سيتغلغل أكثر وأكثر”.
وختم “اننا اليوم في لبنان ننعم بالأمان والاستقرار كمواطنين وكقرى وبلدات ودولة ومؤسسات ووطن ومجتمع أمام ما نراه من اضطراب على امتداد منطقتنا، بفضل تضحيات المقاومة والدماء العزيزة التي قدمها شهداؤنا إلى جانب جهود الجيش الوطني الذي يقاتل على الحدود ليبقى لنا بلد اسمه لبنان، ودولة اسمها الدولة اللبنانية، وإلا لولا هذه التضحيات لكان بلدنا ممزقا ومفتتا تعيث فيه الجماعات التكفيرية فسادا وتخريبا وقتلا وتشريدا وتدميرا لكل مقومات الحياة، كما تفعل على امتداد عالمنا العربي والإسلامي”.