النارُ في تل ابيب.. وألسنةُ اللهبِ التي وَثَّقَتها مشاهدُ الامسِ واليومِ ليست عابرة.. فلا يُهدِّدَنَّ احدٌ ولا يُزايدنَ على اللبنانيين، ومن يَهتَمَّ لاطفاءِ تلكَ النارِ عليه اَنْ يُطفئَ اولاً الحقدَ والاجرامَ الصهيونيَ والعنجهيةَ المتفلتةَ من كلِّ الضوابطِ والحدود، المتمدِّدَةَ على منابرِ المزايداتِ الاستعراضيةِ بينَ قادةِ كيانِ العدو وكبارِ ضباطِه العالقينَ في وحولِ الخِيارات. واِن كان بنيامين نتنياهو قد اختارَ بالامسِ المفاوضاتِ تحتَ النارِ كما قال، فَلْيَلتفِتْ الى النارِ التي تُقلِّبُ جنودَه ومستوطنيهِ من ارضِ الجنوبِ اللبناني الى ما بعدَ بعدَ تل ابيب ..
ومعَ كلِّ قتلِهم للبنانيين والفلسطينيين بالبارودِ والحديدِ الاميركي، لم يَستطيعوا تغييرَ شيءٍ من مسارِ الميدان، ولا من عزمِ مقاوميه، ولا ثباتِ الاهلِ الصابرينَ المحتسبين، الذين يُردّدونَ معَ كلِّ رصاصةٍ ومُسيّرةٍ وصاروخٍ يُطلقُها ابناؤهم، اِننا ماضونَ على عهدِنا ، ولا يراهِنَنَّ احدٌ على الوقتِ لاِخضاعِنا، لا في الميدانِ ولا على طاولةِ المفاوضات ..
وللطاولةِ سيدُها الذي يجيدُ الاَداءَ والمواءَمةَ بينَ سيادةِ الوطنِ وسلامةِ اهلِه. وقد استقبل في عين التينة الموفدَ الرئاسيَّ الاميركيّ عاموس هوكشتاين، الذي افتتح جولتَهُ التفاوضيةَ بالكلام عن انه عادَ الى بيروتَ لأنَ هناك فرصةً حقيقيةً للوصولِ الى نهايةٍ للحربِ ولتسهيلِ اتخاذِ القرارِ بذلك..
ولانَ القرارَ عندَ الاسرائيليين كانَ تأكيدُ الرئيسِ نبيه بري انَ الوضعَ جيدٌ – مبدئياً، معتبراً انَ الضماناتِ فيما يخصُ الموقفَ الاسرائيليَ على عاتقِ الاميركي. وكشفَ الرئيسُ بري انَ هناكَ ممثلاً عنه وممثلاً عن الأميركيين لمناقشةِ بعضِ التفاصيلِ التقنيةِ وبتِّها قبلَ الانتقالِ إلى المرحلةِ التاليةِ التي ستكونُ مغادرةَ هوكشتاين إلى “إسرائيل”.
وحتى يعودَ هوكشتاينُهم بجديد، فانَ الجديدَ الجِديَ للميدان، وصواريخِه ومُسيّراتِه التي تتساقطُ على مختلفِ مناطقِ فلسطينَ المحتلة، وتؤلمُ الصهيونيَ بمستوطِنيهِ وتصيبُ مواقعَ جيشِه العسكريةَ الحساسة، كما في تل ابيب بالامس واليوم، وفي وحيفا وصفد وغيرِها ، حيثُ الاصاباتُ أكيدةٌ وكبيرة، واِنِ اعترفَ العدوُ فقط بمقتلِ جنديٍّ واصابةِ اربعةٍ آخرينَ بجراحٍ خطرة..
والخطورةُ تَعُمُّ قواتِهم التي تحاولُ التقدمَ عندَ محاورِ الجنوبِ اللبناني، وابرزُها الخيام ومارون الراس وشمع والبياضة، حيثُ اَتقنَ رجالُ اللهِ الاَداءَ مُحبِطينَ تقدُّماتِ العدوِ وقادةِ ميدانِه، ومُثبِّتِينَ بسواعدِهم واجسادِهم القرى العصيةَ على استباحاتِ الجنودِ الصهاينةِ ووَهْمِ انتصاراتِهم..
المصدر: قناة المنار