ليست مقراتُ صناعاتِهم العسكريةِ فقط تحتَ النار، فكلُّ صُنَّاعِ سياستهمِ سيُحرقُهم الميدان. ورغمَ ما يزيدُ عن السنةِ والشهرِ من عمرِ عدوانِهم ومكابرتِهم، لا شيءَ استطاعوا ترجمتَه في سلالِ السياسة، بل ارتفعت الاصواتُ في اعلامِهم بما يعكسُ صوتَ مستوطنيهم وخبرائِهم – بانه اذا لم يلتقِ المسارُ السياسيُ بالمسارِ العسكري، فانَ مستوطني الشمالِ لن يعودوا ..
ولن يعودوا- حسمَها المقاومون – ما لم يَتوقفِ العدوانُ على وطنِنا واهلِنا وسيادتِنا، والرجالُ اوتادٌ في الارض، والجباهُ تلامسُ السماء، والقبضاتُ على الزِنادِ الذي يبعثُ برسائلِه اليومية، وجديدُها الاعلانُ عن استهدافِ مجاهدي المقاومةِ للمصنعِ التابعِ لمنظوماتِ الدفاعِ الجويِّ والصاروخي “ملام” جنوبَ تل ابيب، الذي يبعدُ أكثرَ من مئةٍ واثنينِ وثلاثينَ كيلومتراً عن الحدودِ اللبنانية..
فيما يومياتُ صفد كحيفا ومقرِ الصناعاتِ العسكريةِ في زوفولون، وقاعدةِ حيفا للتدريبِ الجوي، وقاعدةِ ميرون الجوية، التي وصلتها صواريخُ المقاومةِ محققةً اصاباتٍ اكيدة، كما لم تَسلم عمومُ المستوطناتِ عندَ الحافةِ اللبنانية، وما تحويهِ من تجمعاتٍ لجنودِ الجيشِ الصهيوني وآلياتِهم من الصواريخِ والمسيرات.
ولم تَسلم مُسيّراتُهم، فكانت هرمز 450 صيداً جديداً لرجالِ الدفاعِ الجويِّ في المقاومةِ الاسلامية، الذين لاحقوها بصواريخِهم واَسقطوها في دير سريان..
وفي ديارِهم اشتعلت نيرانُ الخلافاتِ التي تَستعِرُ معَ موجةِ الاقالات، فيما الثقةُ المفقودةُ بينَ شارعِهم وقادتِهم العسكريين تُؤرِّقُ المراقبين. فقد اَثبتت استطلاعاتُ رأيٍ صهيونيةٌ انَ أكثرَ من اثنينِ وستينَ بالمئةِ من المستوطنين لا يرَونَ أنَ وزيرَ حربِهم الجديدَ “يسرائيل كاتس” مؤهلٌ لمنصبِه، فيما من نصَّبَهُ يُصرُ على تزعيمِ نفسِه ملكاً جديداً للصهاينة، وكما قالَ مديرُ الاستخباراتِ السابقُ عاموس يدلين فاِنَ بنيامين نتنياهو لم يَتعلم من الماضي، وهو يفتحُ البابَ امامَ انقساماتٍ داخليةٍ قد تؤدي الى كارثةٍ امنية..
اما الكارثةُ التي ستحلُ بهؤلاء فيرتقبُها اهلُ المقاومة على ايد رجالِ الله، الذينَ يُذيقونَ الجنودَ الصهاينةَ اقسى الدروسِ في الميدان، حتى تساءلَ كبارُ محلليهم عن سببِ مضيِّ اربعينَ يوماً من الحربِ البريةِ دونَ ان يتمكنَ جيشُهم من احتلالِ ايٍ من القرى الامامية.
المصدر: قناة المنار