أحيت بلدة الشهابية، ذكرى مرور ثلاثة أيام على استشهاد وسيلة الحاج أحمد بيضون، إثر العدوان الذي استهدف الضاحية الجنوبية، بحضور عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين، إلى جانب عائلة الشهيدة وفاعليات وشخصيات ولفيف من العلماء وعوائل الشهداء وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
افتتح الحفل بآيات من القرآن الكريم، وتخلله تلاوة للسيرة الحسينية، فيما ألقى النائب عز الدين كلمة “حزب الله”، تقدم فيها بالعزاء لذوي الشهيدة وأهالي البلدة ولذوي بقية الشهداء في هذا العدوان، متمنياً “الشفاء للجرحى الذين بلغوا العشرات في جريمة موصوفة تشكل اعتداءً على المدنيين”، مؤكداً أن “رد حزب الله والمقاومة آت إن شاء الله”.
واعتبر “أننا أمام حدثين كبيرين، الأول حصل في ضاحية العاصمة اللبنانية بيروت، فيما حصل الثاني في عاصمة دولة إسلامية في طهران، وتمثلا باغتيال قائدين كبيرين ومهمّين في طريق القدس ولأجل القدس، وهو ما يضعنا جميعاً في لبنان وسوريا والعراق واليمين والمنطقة بأكملها أمام مرحلة جديدة من الصراع الذي اختاره العدو بتغطية أميركية وبقرار أميركي”.
وقال: “ما حصل هو عدوان وليس رد فعل، واعتداء موصوف وجريمة موصوفة بكل المعايير، وهو اعتداء على سيادة بلدين وعلى المدنيين، ويأتي في سياق الجرائم التي يقوم بها العدو في غزة، وإن ما قبل اغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر والشهيد القائد اسماعيل هنية ليس كما بعده بالنسبة الينا، لأن العدو اختار أن يفتح الباب على مصراعيه”.
ولفت عز الدين إلى أن “هذه الجرائم جاءت بعد خطاب نتنياهو في الكونغرس الاميركي وبعد ان صفق له صناع القرار والتشريع في الولايات المتحدة، وهو ما أشعره بالزهو وبالتغطية الكاملة لكل ما فعله من إجرام وما سيفعله في المستقبل، فقام بضرب الضاحية والعراق والجمهورية الإسلامية”.
وأضاف: “بناء على ذلك، نحن أصبحنا اليوم محورين حقيقيين كبيرين، محور المقاومة بما يضم من دول وقوى مقاومة وقوى سياسية وشعبية، في مواجهة محور الشر والعدوان والهيمنة والتسلط والسيطرة على هذه الامة والمنطقة ومقدراتها وثرواتها ونهبها والانتفاع بها، وهو محور أميركي غربي صهيوني عربي، لأن هناك من أعلن موالاة هذا المحور وأعلن مشاركته عملياً وميدانياً في الضربة الايرانية السابقة -التي استهدفت الكيان بعد اعتدائه على القنصلية الإيرانية في دمشق- وهو يجدد اليوم نفسه في أي محاولة للرد الايراني القادم حتماً”.
وشدد النائب عز الدين على أن “ما يقوم به نتنياهو قد يُشعره لأيام وساعات أو اسابيع بنشوة النصر الموهوم، إلا أنه لن يمنحه القدرة على تغيير اي توازن قائم في الميدان، بل سيعود عاجلاً أو آجلاً إلى ما كان يعيشه قبل التاسع والعشرين من تموز، من مآزق داخلية، وتضعضع في صفوف الجيش، وعدم القدرة على البقاء في غزة أو تحقيق الشعور بالأمن والثقة، وبالتالي فإن ما حصل لم يغير شيئاً في المعادلات، والمقاومة ما زالت هي الأقوى ميدانياً لكونها ما زالت تصطاد الجنود والضباط وتكمن لهم وتمنع العدو من السيطرة على أي مكان في قطاع غزة، وما زالت تطلق الصواريخ”.
ورأى أن “نتنياهو ما زال يبحث عن نصر وهمي يقنع به الرأي العام الداخلي ويحاول من خلاله الخروج من المآزق التي يعيشها دون أن يستطيع تحقيق ذلك في الوقت الذي يدرك الكيان لأول مرة في تاريخه أن أصل بقائه ووجوده بات في حالة خطر وتهديد حقيقي، وأن المقاومة تسير اليوم في المسار الصحيح والخط والنهج الذي يوصل إلى استعادة جميع الحقوق كاملة دون التنازل عن ذرة تراب أو قطرة ماء، وهي عندما تصبح في المسار الصحيح، فذلك يعني أنها في مسار تحرير الأرض”.
وختم عزالدين: “أننا نعيش اليوم في كنف قيادة حكيمة وشجاعة جديرة بالنصر ولا تخاف، دخلنا معها عصر الإنتصارات بعد أن ولّى زمن الهزائم، وإن ما حصل في هذه الأيام الأخيرة لن يفت من عضضنا على الإطلاق، لأن كل مسيرة لا يستشهد قادة منها يجب أن تتساءل، وأن هذا العدو مهما فعل ومهما دعمه الاميركي بسلاح وطائرات وقنابل لن يستطيع أن يعطيه جرعات معنوية أو إرادة قتال وصمود وصبر للمواجهة في الميدان، وأن علينا أن نطمئن بأن المستقبل هو لهذه المقاومة، وأن النصر سيكون حليف من ضحى وقدم الدماء والشهداء”.
المصدر: موقع المنار