نظمت دار البنان محاضرة مركزية ضمن فعاليات معرض الكتاب في بيروت،المحاضرة من إعداد وأداء الباحث التربوي د. سلطان ناصرالدين تناول فيها موضوع “أولادنا والإنترنت بين المشاكل والحلول “،مقدما مقاربة واقعية عملية مبنية على أبحاث ودراسات شارك في المحاضرة أهل وتربويون من كل لبنان، وقدم لها الأستاذ زاهي القادري.
وقال :” أبناؤنا يستحقّون الأجملَ، لأنَّهم زينةُ الحياة،ويستحقّون الأفضلَ لأنّهُمُ امتدادُ الزّمنِ الجميلِ الفضيل،ويستحّقون الأطيبَ لأنّهُمُ الغرسُ الثّـابتُ في ترابِ الرّوح،أبناؤنا يستحقّون الحياة، لأنّهُمُ البذارُ الطّـيّب، يربو في الأرضِ الطّـيّبة ، والبيئةِ الطّيّبة، لينبتوا نباتًا حسنًا وقد كفلناهُم وحُمِّلنا أمانتَهم”.
واضاف :”رحلةُ البذارِ تحتاجُ إلى أن نُحْسِنَ حملَ الرّسالةِ بوعيٍ وحكمةٍ وعزيمة، بصبرٍ وإيمانٍ وحبٍّ وأمل، لنحفظَ هذا الكيانَ الجميلَ ونرتقيَ به،لأنّ الإيمانَ يجعلُ كلَّ شيءٍ ممكنًا،والحبَّ يجعلُ كلَّ شيءٍ سهلاً،والأملَ يجعلُ كلَّ شيءٍ ناجحًا.
تابع :”وها هي الحياةُ تضعُنا اليومَ وجهًا لوجهٍ أمامَ تحدّياتِها، في ظلِّ الهجمةِ القاسيةِ لأدواتِ العصرِ المادّيّةِ ومنتجاتهِا التّكنولوجيّةِ، وقد صارت حاجةً وضرورةً لنا ولأولادِنا في إيقاعٍ حياتيٍّ سريعٍ يفرضُ نفسَه في الميادينِ كلِّها عامّة، وفي ميدانِ التّربيةِ بخاصّة، مقابلَ ضعفٍ قويٍّ لحضارةِ الرّوحِ والمعنى والخلق، ما يدفعُنا بقوّةٍ إلى تسليحِ أبنائِنا بما يقوّي أجهزةَ مناعتِهم، ويحصّنُها؛ لتستقبلَ غرابيلُهُمُ النّور، ومنِ امتلكَ قوّةَ النّورِ سما وارتقى، وامتلكَ القدرةَ على الاختيارِ الجميل”.
هي رسالةٌ حملَها أستاذُنا الدّكتور سلطان ناصرالدّين وفريقُ عملِهِ رسالةً للحياة، في تعليمِه، وتدريبِه، ومحاضراتِه، في مواكبتِه الدّائمةِ لكلِّ جديدٍ، وانفتاحِه على كلِّ تليد، فترجمَها قولاً وعملاً، فيما نشرتْهُ دار البنان من مؤلّفاتٍ تحاكي حركيّةَ الحياةِ الّتي تتحدّى الجمود، وجمالَها الّذي يحاكي حركةَ الإبداع، ولأولادِنا النّصيبُ الأكبُر فيها، بخطابٍ رؤيويٍّ جمعَ التّربيةَ والأدبَ، ليكونا فعلَ بناءٍ حضاريّ، ومقاومةٍ حضاريّة، بأروعِ وأرقى سلاح، سلاحِ الكلمةِ الطّيّبة.
وبدأ الدكتور سلطان بالقول :” نحن في هذه الأيّام، في خضمّ ثورة من وسائط التّواصل التّكنولوجيّة، أصبحت حقيقة، في بيوتنا ومدارسنا ومراكز أعمالنا، أصبحت جزءًا من حياتنا؛ هي تخيفنا، ولكن هل نتهرّب منها؟ هل نرفضها؟ هل نعيش بين أربعة جدران، نُصمّ آذاننا ونُغمض عيوننا؟ هل نوقف الزّمن ونتوهّم أنّها غير موجودة؟”.
إنّ سنّة الحياة الطّبيعيّة تحتّم علينا أن نماشِيَ الزّمن، وأن نواكب كلّ جديد، وأن نعيش مبدأ التّطوير، لأنّ التّطوير من ثمار العقل، والعقل من ميزات الإنسان، والإنسان هو خليفة الله على الأرض.
هذا جميل؛ لكنّنا نعيش الآن في عاصفة، بل في إعصار. ولا يخفى على أحد أنّ وسائط التّواصل الاجتماعيّ ولاسيّما الفيس بوك والوتس أب واليوتيوب تفعل فعلها في مجتمعاتنا.
ليست الإشكاليّة، الآن، إشكاليّة رصد إيجابيّات وسائط التّواصل الاجتماعيّ في مقابل رصد السّلبيّات، ووضعهما في الميزان؛ إنّما الإشكاليّة الّتي نقاربها تتعلّق بفلذات أكبادنا، بأولادنا؛ وأولادنا كما يقول أدونيس:”هم ربيع الزّمن، وآذار الحياة، والطّموح الّذي لا يُرَدُّ”. الإشكاليّة الّتي نقاربها تتجلّى في الأسئلة الآتية:
1- هل الإنترنت نعمة أم نقمة؟
2- ما مشكلات الإنترنت؟ وما الآثار السّلبيّة لسوء استخدامها؟
3- ما المقترحات العمليّة لاستخدام هذه الوساطة استخدامًا إيجابيًّا؟
أوّلاً- الإنترنت نعمة أم نقمة؟
الإنترنت هي شبكة اتّصالات عالميّة تسمح بتبادل المعلومات والرّسائل بين شبكات أصغر تتّصل من خلالها الحواسيب والأجهزة الأخرى حول العالم تبعًا لوحدات متّفق عليها.
الإنترنت وساطة تواصل. هي نعمة بانية إذا استخدمها الإنسان استخدامًا صحيحًا، وهي نقمة مدمّرة إذا أساء استخدامها.
فما هي الآثار السّلبيّة لسوء استخدام الإنترنت على البشر ولاسيّما على أولادنا؟
ثانيًا- مشكلات الإنترنت
إنّ سوء استخدام الإنترنت يولّد مشكلات عديدة ولاسيّما مع أولادنا. ولا نبالغ إذا قلنا إنّ استخدام الإنترنت يولّد مشكلات عديدة عند الكبار قبل الصّغار. وهذه المشكلات تتجلّى من عناوين أربعة، ولكلّ مشكلة نتائجها السّلبيّة: الهديّة الطّاغية، اللّهو، الإدمان، الموادّ السّامّة.
1- الهديّة الطّاغية: إنّ التّواصل عبر شبكة الإنترنت يتطلّب أدوات، منها الكمبيوتر والهاتف الذّكيّ وغيرهما. ولقد طغى الهاتف على أنواع الهدايا في مجتمعاتنا، في البيوت، وفي المناسبات، وحتّى في المدارس والجامعات. فالفائز الأوّل، مثلاً، له آي باد، أو جهاز هاتف بمواصفات عالية.
إنّ هذا النّوع من التّفكير الّذي يظهر بإجراء عمليّ يكرّس طغيان هذه الوسائط مع أنّها أصبحت حاجات يوميّة عاديّة، ولا يترك للعقل حرّيّة اتّخاذ قرار باختيار أنواع أخرى من الهدايا.
بل إنّه، أي العقل، إن اتّخذ قرارًا بتقديم هديّة غير هاتف ذكيّ فقد يُلام صاحبُه، وقد يكون موضعَ استهزاء.
2- اللّهو: إنّ النّسبة العالية من أولادنا يستخدمون وسائط التّواصل للّهو وتضييع الوقت: دردشات لا فائدة منها، ألعاب لا فائدة منها، بحث عبثيّ تحت عنوان طلب التّسلية. وهذا اللّهو سببه الأساسيّ الأهل، إذ إنّهم يضعون أمام أولادهم الهواتف، ويتركونهم غير مستعملين سلطتهم، وغير مدركين خطورة ما ينتج عن عملهم هذا.
ولهذا اللّهو نتائج غير محمودة تظهر في:
أ- التّراجع في النّشاط العقليّ والتّحصيل الأكاديميّ.
ب-اللاّمبالاة وقلّة المسؤوليّة.
ج- تبذير المال والوقت.
د- الشّعور بالملل.
3- الإدمان: نحن، في مجتمعاتنا، نعاني مشكلة الإدمان على الإنترنت.
وتشير الأبحاث الطّبّـيّة إلى أنّ الإدمان على الإنترنت يُضعف عمل هرمونات السّعادة: Endorphin، Dopamine Oxytocin ،Gaba، Serotonin ، فيشعر المدمن بالتّعب والخمول، والأرق والحرمان من النّوم، والوحدة، والإحباط، والاكتئاب، وفقدان للعلاقات الأسريّة والاجتماعيّة، ويزيد من هرمون الكورتيزول هرمون المشاعر السّيّئة.
4- الموادّ السّامّة: إنّ ما يتعرّض إليه أولادنا هو حرب مدمّرة، أين منهما الحرب الفتّاكة؟ نحن لا نبالغ في هذا الصّدد. ليس هناك أيّ حماية من أن يقع تحت أعين أولادنا مناظر عنيفة ومشاهد إباحيّة.
في دراسة أجراها باحثون في جامعة Cambridge في بريطانيا وجدوا أنّ دماغ الإنسان الّذي ينظر إلى المقاطع الإباحيّة تتلف أجزاء مهمّة منه.
إنّ المشاهد الإباحيّة تسبّب إرهاقًا لأنظمة عمل الدّماغ، وتشوّش عمليّات التّذكّر والتّعلّم، وتتلف جزءًا مهمًّا من الخلايا الدّماغيّة، وترهق أيضًا المنطقة الأماميّة من الدّماغ؛ وهذه المنطقة مهمّة في اتّخاذ القرارات، فتتأثّر قرارات الإنسان، وتضعف قدرته على التّحكّم بنفسه.
أولادنا هم ربيع الزّمن، ماذا نفعل لنحميهم من الإنترنت ومن اللّهو بأدواتها؟ ماذا نفعل لهم كي لا يصبحوا مدمنين على الإنترنت؟ ماذا نفعل لهم لحفظ أدمغتهم من الموادّ السّامّة المدمّرة؟
ثالثًا- المقترحات العمليّة
أمام هذا الكمّ من السّلبيّات المتأتّية من سوء استخدام الإنترنت، ماذا علينا أن نفعل؟ نحن أمام نظريّتين لتقديم حلول عمليّة: نظريّة القمع، ونظريّة العقلنة.
النّظريّة الأولى: القمع
يلجأ أهل ومربّون إلى القمع في معالجة موضوع استخدام وسائط التّواصل الحديثة من الإقفال التّامّ، والمراقبة الشّديدة، إلى الضّرب، وربّما إلى تكسير كلّ الوسائل المستعملة. وهذه التّدابير تكون ردّة فعل انفعاليّة على نتائج قد سبّبها سوء استخدام وسائط التّواصل، وقد سبّبها، في الأصل، غيابهم عن أولادهم وإهمالهم لهم والتّخلّي عن سلطتهم عليهم. وهذه النّظريّة ليست حلًّا للمشكلات المتأتّية من سوء استخدام الإنترنت.
النّظرية الثّانية: العقلنة
هذه النّظريّة تستند إلى خلفيّة فلسفيّة، وتُسَيَّل بإجراءات عمليّة؛ إذا التزمنا تنفيذها نكون أمام وسائط تواصل حديثة متجدّدة، لا نستخدمها إلاّ بما يفيد الإنسان ويرضي الخالق.
أ- في الخلفيّة الفلسفيّة
في الإنسان عقل وهوى. العقل هو قوّة بها يكون الإدراك والفهم والتّـفكير والاستدلال والتّجريد، وتمييز الحسن من القبيح، والخير من الشّرّ، والحقّ من الباطل. والعقل له قوّة تؤازره هي العاطفة.
والهوى هو ميل النّفس إلى الشّهوة وسدّ الحاجات. ويكون في الخير وفي الشّرّ.
والبنية السّليمة تكون أوّلاً للعقل، ويكون الهوى تحت سلطته، وتحت سلطة الهوى تكون الشّهوة والحاجة.
إذا كان للعقل بمؤازرة العاطفة الكلمة الفصل، وإذا كان هو السّيّد في موقعه استطاع أن يتحكّم بالهوى، فيسعى الإنسان، عندئذٍ، بطرق مشروعة لإشباع شهواته وتلبية حاجاته، فتكون المنفعة؛ وإذا تحكّم الهوى بالعقل، وأبعد سلطته، أو أضعفه فقد يلجأ الإنسان إلى طرق غير مشروعة لإشباع شهواته وتلبية حاجاته، فتكون الخسائر.
إنّ تقوية العقل تعني تقوية جهاز المناعة الفكريّ. وإنّ تقوية جهاز المناعة الفكريّ تعني انتصار العقل على الهوى ورعايته وترشيد قوّته؛ وهذا هو السّبيل الّذي يؤدّي بنا إلى استخدام أيّ شيء استخدامًا صحيحًا. فكيف يمكننا تقوية العقل وإبقاؤه في المرتبة العليا؟
ب- في المقترحات العمليّة:
هاكم مقترحات لإجراءات عمليّة لحلّ مشكلات: الهديّة الطّاغية، اللّهو، الإدمان، الموادّ السّامّة.
1- تعدّديّة الهدايا: لمواجهة فكرة الهديّة الطّاغية، لا بدّ من المبادرة إلى اعتماد التّعدّديّة في الهدايا؛ لا بأس من التّهادي بهواتف ذكيّة؛ ولكن ما المانع من التّهادي بلوحات فنّـيّة، بالورد، بالشّجر، بالكتب؟ ما المانع من التّهادي بدعوة لحضور مسرحيّة أو لزيارة منطقة جميلة؟ ما المانع من التّهادي بتذكرة سفر؟ ما المانع من التّهادي بقلم عليه اسم المُهدى إليه؟ ما المانع من التّهادي بلعبة فكريّة؟
إنّ تقييد العقل بنوع واحد من الهدايا وهو الهاتف الذّكيّ من شأنه أن يُعلي سلطة الهوى على العقل؛ وفي ذلك نتائج غير محمودة.
وإنّ تحرير العقل لاتّخاذ قرار باختيار هديّة مناسبة من شأنه أن يُعلي سلطة العقل على الهوى؛ وفي ذلك نتائج محمودة.
2- التّربية على التّفكير:
مشكلة اللّهو على وسائط التّواصل بكلّ نتائجها مشكلة سببها ترك أولادنا وإهمالهم فتتكوّن لديهم هذه العادة؛ لذا علينا، نحن الأهل والتّربويّين، أن نتعامل مع أولادنا بحبّ وحزم، فنقول لهم “نعم” إذا كانت “نعم” مجدية، ونقول لهم “لا” بلا خوف ولا تردّد إذا كانت “لا” مجدية. إنّ تلبية طلبات أولادنا تحت سلطة الهوى دون العقل من شأنها أن تخرّب. إنّ هذه العمليّة شرط ضروريّ للنّجاح في العمليّة الأخرى وهي التّربية على التّفكير.
إنّ ما يحفظ العقل بالمرتبة العليا هو تعويده على عادات التّفكير.
علينا أن نعمل بلا انقطاع لتدريب أولادنا وتعويدهم، ونشدّد على “التّعويد”، تعويدهم على عادات ترفع من العقل وتحفظه سيِّدًا. يقول أفلاطون:”للعادة على كلّ شيء سلطان”. وتعويدهم يكون من خلال تدريبهم الدّائم على:
1- التّفكير والتّفكّر: التّحليل، التّفكير النّاقد، إبداء الرّأي
2- وضع الخطط
3- تنظيم الوقت
4- الخدمة الاجتماعيّة والعمل التّطوّعيّ
5- العمل اليدويّ
6- الإنتاج
إنّ ما نقترحه من إجراءات سهلة التّنفيذ تبعد الإنسان عن اللّهو، وترفع لديه الأداء العقليّ للدّماغ، وتنمّي فيه المسؤوليّة، وقيمة تقدير المال وقيمة تقدير الوقت، وتبعد عنه الملل المدمّر، وتبعث فيه الهمّة والنّشاط والدّافعيّة.
3- تنشيط هرمونات السّعادة:
لقد بيّنّا أنّ الإدمان على الإنترنت يؤدّي إلى كسل أو خلل في هرمونات السّعادة: في هرمون الحبّ Oxytocin ، في هرمون التّحفيز Dopamine، في مضادّ الاكتئاب Serotonin ، في مسكّن الآلام ومكافح التّوتّر Endorphin، في مضادّ القلق Gaba.
وقد بيّنّا أيضًا أنّ نتائج ذلك تظهر تعبًا وخمولاً وقلقًا وأرقًا ووحدة وإحباطًا واكتئابًا وفقدانًا للعلاقات الأسريّة والاجتماعيّة. ولكي تعمل هرمونات السّعادة بنشاط وانتظام، نقدّم المقترحات الآتية، وهذه المقترحات كلّها مبنيّة على دراسات وأبحاث موثوقة:
1– التّقنين وتنظيم الوقت في استخدام وسائط التّواصل، وتحويل ذلك إلى عادة حسنة.
2- الدّعاء والصّلاة ومناجاة الخالق.
3- القراءة اليوميّة ولاسيّما في الكتب الورقيّة.
4- معانقة حبيب: ولد، زوجة، أمّ، أب، أخ، أخت.
5- قضاء وقت مع الأحبّة بدون وسائط تواصل.
6- مساعدة الآخرين ولاسيّما المحتاجين.
7- زيارة الأقارب والأصدقاء.
8- إجراء تمارين رياضيّة يوميّة، والمشي على التّراب، وممارسة هواية.
9- جعل الضّحك عادة يوميّة.
10- ممارسة رياضة التّأمّل.
11- تهنئة الذّات بالإنجازات.
12- التّعرّض لأشعّة الشّمس.
13- تناول أطعمة مثل الموز والأناناس والشّمندر.
14- إطعام حيوان أو طير.
15- سقاية شجرة أو وردة.
إنّ ما نقترحه من إجراءات تحرّر الإنسان من مرض الإدمان على الإنترنت، وتجعله سعيدًا نشيطًا فرحًا مرتاحًا مطمئنًّا، وتجعل عقله في المرتبة العليا، يرشّد عمل الهوى بما يعود عليه بالخير والمنفعة.
4- مكافحة الموادّ السّامّة:
إنّ السّمّ إذا دخل جسم الإنسان يفتك به، وقد يؤدّي إلى الموت. وإنّ سمّ الموادّ العنيفة والإباحيّة الّتي يتعرّض إليها أولادنا بلا حسيب أو رقيب تفتك بهم فتكًا.
ولمكافحة الموادّ السّامّة، نقترح الإجراءات الآتية:
1- تنشيط المقترحات الثّلاثة السّابقة: تعدّديّة الهدايا، التّربية على التّفكير، تنشيط هرمونات السّعادة.
2- تدريب أولادنا على تنمية القيم ولاسيّما القيم الرّوحيّة السّمحاء.
3- دعوة الأفراد والمؤسّسات التّربويّة والثّقافيّة إلى إعداد موادّ مفيدة وتحميلها على مواقع التّواصل، من أجل أن تكون منهلاً عذبًا مفيدًا لأولادنا.
4- العمل بكلّ جهد على صعيد البيوت والمدارس على حجب كلّ ما هو فاسد ومفسد عن أولادنا؛ وهو مُيَسَّر تكنولوجيًّا
5- دعوة الدّولة إلى حجب كلّ ما هو فاسد ومفسد عن أولادنا، وهو مُيَسَّر تكنولوجيًّا؛ إذ إنّ الأمن الفكريّ والسّلامة العقليّة لا يقلاّن شأنًا عن السّلامة الغذائيّة.
6- دعوة السّلطات التّشريعيّة إلى سنّ قوانين تنظّم التّواصل عبر وسائط التّواصل، وتحفظ للإنسان حقوقه، وتحميه من الاعتداءات.
7- دعوة الدّولة والمجتمع المدنيّ إلى إنشاء مراكز للمعالجة من إدمان الإنترنت أسوة بمراكز المعالجة من الإدمان على المخدّرات.
إنّ الموضوع الّذي نقاربه ليس موضوعًا كماليًّا أو ترفيًّا، هو موضوع يمسّ كلّ أسرة وكلّ مدرسة، هو موضوع يمسّ ثروتنا البشريّة، هو موضوع يمسّ أغلى ما عندنا؛ وإنّ معالجته تبدأ بكلمة أو بمحاضرة وتُـتابع بتضافر الجهود نيّاتٍ وقراراتٍ وأعمالاً تنفيذيّة.
الإنترت مخترع إنسانيّ؛ بالهوى دون العقل يملكنا، ويسيطر علينا، ويتحكّم بنا، ويسير بنا نحو الشّرّ، فيكون نقمة تحرقنا، وتحرق أولادنا؛ وبالعقل نملكه، ونسيطر عليه، ونتحكّم به، ونسير به نحو الخير، فيكون نعمة، تحيينا، وتحيي أولادنا ربيع الزّمن وآذار الحياة والطّموح الآتي.
المصدر: موقع المنار