يطلقُ المعلقون الصهاينةُ على ما يجري في الشمالِ بأنه حربُ استنزافٍ فالمستوطناتُ خاليةٌ ومُسيّراتُ حزبِ الله وصلت الى عكا والصواريخُ الموجهةُ دمرت المزارعَ والمستوطنات.
ويصف الخبراء الصهاينة ما يجري في شمال فلسطين المحتلة بحرب استنزاف يعيشها الجيش الصهيوني مقابل حزب الله ويستشهدون في وصفهم على وقائع ميدانية لا سيما وصول المسيرات الى عكا ونجاح الصواريخ المضادة للدروع بايقاف عمل المزارع وتصريح معظم المستوطنين بعدم رغبتهم بالعودة الى الشمال.
وقال عوزي رابي، خبير صهيوني بشؤون الشرق الاوسط “ما نراه في الشمال هي حرب استنزاف ، حزب الله يصعد درجة في كل مرة مثل اطلاق الطائرات المسيرة نحو عكا ، وعندما تنظر الى الصورة الكاملة ستجد ان من يواجه المشكلة هي اسرائيل ، لاننا اذا لم نتمكن من اعادة السكان الى الشمال ، فإن هذا الامر خطير جدا بالنسبة لاسرائيل والسردية الصهيونية.”.
وقال ايتان دفيدي، رئيس مجلس مستوطنة مرغليوت “الصواريخ المضادة للدروع هي الامر الاكثر قسوة ، فهذا واقع غير ممكن ، نريد ان نفهم من الان وصاعدا ماذا سنفعل والى اين ستأخذنا دولة اسرائيل ، فقد تم تدمير الكثير من مزارعنا في مرغليوت ، وهذا يؤدي الى توقف الانتاج هنا بشكل كلي”.
ويتوقف المسؤولون والمحللون الصهاينة عند واقع الحال في الشمال، فالمستوطنات خالية الا من العسكريين المتحصنين في مواقعهم في وقت يجول مقاتلو حزب الله على الجانب الآخر من الحدود ويشاركون في تشييع الشهداء.
وقال دفيد ازولاي، رئيس بلدية المطلة “نحن نازحون عن ديارنا ، واليوم نحن نرى حزب الله قرب الحدود ، يبدو لي ان اسرائيل فقدت الشمال ، فقد ابقت الاف الجنود هناك ، وطلبت من المزارعين والسياح ان ينصرفوا والذين لجأوا الى اماكن بعيدة عن ديارهم في انحاء البلاد”.
واعتبر ايلان لوتين، مسؤول سابق في الشاباك “واقع سكان الشمال اليوم اسوأ من وضع سكان غلاف غزة ، وصحيح انه يحصل اطلاق صواريخ من قطاع غزة نحو الغلاف ، لكنهم امنون نسبيا ، لكن كل مزارع يصل الى مزرعته في الشمال معرض لخطر حقيقي ، فهناك اطلاق الصواريخ المضادة للدروع ،وعناصر حزب الله يظهرون بشكل واضح”.
كما رأى داني بيران، قائد سابق لقوات الاحتياط في جيش الاحتلال “اذا كانت اسرائيل ابقت ثمانين الف اسرائيلي نازحين عن منازلهم في الشمال لمدة ستة اشهر، ولم تعدهم اليها ، ولم تقم بحرب مقابل حزب الله ، فقد تخلينا عن سيادتنا”.
صواريخ ومسيرات حزب الله لا تضرب فقط مستوطنات الشمال بل تصيب الامن الغذائي الصهيوني بمقتل ، ولا يبدو بحسب الخبراء والمحللين الصهاينة أن الحكومة تمتلك خطة للتعافي بعد انتهاء الحرب ، فستوطنو الشمال متروكين لقدرهم ، ولن يتعافوا قريبا من كابوسهم الذين أسموه “حزب الله”.
المصدر: المنار