الإمام الخامنئي: الهدف من العقوبات هو تركيع نظام الجمهورية الاسلامية لتبعية الاستكبار – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الإمام الخامنئي: الهدف من العقوبات هو تركيع نظام الجمهورية الاسلامية لتبعية الاستكبار

الإمام الخامنئي

أكد الإمام السيد علي الخامنئي أنه لا يمكن الحديث عن القضايا الاقتصادية من دون الالتفات إلى الحظر الذي تفرضه أمريكا والأوروبيون، وقال: «بما يخص الهدف من فرض الحظر، يثير الغربيون كذباً قضايا مثل الأسلحة النووية وحقوق الإنسان ودعم الإرهاب».

وأشار الإمام الخامنئي في معرض شرحه لتناقضات الغربيين وذرائعهم الكاذبة إلى قضية غزة، قائلاً: «في نظرهم، إنّ الناس الذين يتعرّضون للقصف في غزة إرهابيون! بينما الحكومة الصهيونية الخبيثة والزائفة وعديمة الرحمة التي ارتكبت إبادة جماعية أدّت إلى مقتل ما يقرب من 40 ألف شخص في غضون ستة أشهر، بينهم بضعة آلاف من الأطفال، هي ليست إرهابيّةً!».

ولفت الإمام الخامنئي خلال لقائه جمع من العمال من جميع أنحاء البلاد، في حسينية الإمام الخميني (قده)، إلى أنّ الهدف الحقيقي لأعداء إيران هو جعل الجمهورية الإسلامية في ضائقة لإجبارها على اتّباع مسارات الاستعمار والاستكبار والاستسلام لغطرستهم، وأضاف: «لا يوجد حدّ لتوقعات الأمريكيين».

ومع الإشارة إلى خطاب له قبل بضع سنوات بخصوص الملف النووي، ومسألة «تحديد الأمريكيّين حدّ التراجع الإيراني في الملف النووي الذي يرضيهم»، قال سماحته: «إنهم ليسوا مستعدين أبداً لتحديد ذلك لأنهم يريدون المضي قدماً خطوة خطوة حتى يصلوا إلى تعطيل الصناعة النووية في إيران مثلما حصل من تفكيك للملف النووي لأحد البلدان في شمالي أفريقيا».

وجدّد الإمام الخامنئي التأكيد على الهدف الأساسي للأمريكيين من الحظر، أيْ تبعية الجمهورية الإسلامية وخضوعها التام في المجالين السياسي والاقتصادي: «إنهم يريدون أن تكون ثروات إيران وسمعتها وسياساتها في أيدي أمريكا مثل بعض الدول، لكن يستحيل للنظام الإسلاميّ والغيرة الإسلاميّة والشعب الإيراني العظيم والأصيل أن يستسلم لمثل هذه الغطرسة».

وأشار سماحته إلى أضرار الحصار على اقتصاد البلاد، ووصفه بأنه فرصة وسبب لازدهار المواهب والطاقات المحلية، وعدّ التقدم في تصنيع الأسلحة مثالاً على هذه الفرص مضيفاً: «هذا التقدّم الذي أثبت نفسه في قضية ما، جعل جميع الأعداء متعجبين من قدرة إيران الإسلامية في إنتاج هذا العدد الكبير من الأسلحة المتطورة في ظل ظروف الحظر».

وتابع الإمام الخامنئي: «إن شاء الله، سيتم أيضاً إنتاج أسلحة أكثر وأفضل وأكثر تقدّماً، وطبعاً التقدّم لا يقتصر على الأسلحة، فإيران رائدة ومتميزّة عالمياً في مختلف القطاعات الطبيّة والصناعية والهندسية».

وقال قائد الثورة الإسلامية: «إنّ السبب في عداوة المتغطرسين تجاه الشعب الإيراني، هو أن إيران المستقلة لا تخضع لوطأتهم وغير مستعدة لاتباع سياساتهم؛ السياسات التي باتت تدمّر سمعة أمريكا الممتدة إلى 200 عام، باعتراف بعض المحللين الغربيين».

كما أشار الإمام الخامنئي إلى أنّ «مسيرات وتظاهرات الشعوب نصرةً للفلسطينيين»، و«رفع أعلام فلسطين وحزب الله في شوارع أوروبا وأميركا»، و«اتهام جمهورية إيران الإسلامية بدعم الإرهاب بذريعة نصرة المظلومين في غزة» أدّت إلى فضح هؤلاء المتَهِمين، وأضاف: «اليوم، الشعب الإيراني ليس هو مَن يدعم فلسطين فحسب، بل كل الشعوب تدعمها».

وخلال هذا اللقاء، أشار الإمام الخامنئي إلى أن نظرة العالم المادّي تجاه العامل أدواتيّة، بينما نظرة الإسلام له مستمدّة من القيمة التي يوليها للعمل، واستنكر وصف أهالي غزة بالإرهابيين وهم الذين يجزّر بهم الكيان الصهيوني.

وأعرب الإمام الخامنئي، عن خالص شكره لجهد ونُبل وهمّة المجتمع العمّالي، معدّاً تقبيل النبي (ص) يد العامل أسمى تجليل للعمل والعمّال.

وفي معرض تبيينه نوع نظرة الإسلام إلى «العمل والعامل» قال «يُولي العالم المادي أهمية للعامل لمجرد كونه وسيلة لإنتاج الثروة، لكن الإسلام يُولي العامل قيمة ذاتية بسبب القيمة الأساسية التي يوليها للعمل؛ إذ إنّه وفق قول النبي الخاتم (ص): إنّ الله يحب كل من يؤدي عمله بنحو صحيح ومتقَن ومحكم».

وفي خطابه لمسؤولي البلاد والذي أشار فيه إلى أن المجتمع العمالي وعائلاتهم الموقرة أصبح عددهم يقارب نصف سكان البلاد؛ أكد قائلاً: «إذا تحسّن وضع المجتمع العمالي، فسيتحسّن وضع نصف الشعب على الأقل، وهذا أمر مهم للغاية».

المصدر: مواقع