بعد ثلاثة أشهر من طوفان الأقصى ومجريات الحرب في قطاع غزة وشمال فلسطين المحتلة وما بينهما من اسناد عراقي ويمني، لم يحقق كيان العدو أي انجاز عسكري يعتد به على الصعيد الميداني. فكل ما تم انجازه حتى اليوم في الشكل هو مسح مبانٍ سكنية وقتل أطفال ونساء وشيوخ فضلاً عن تهجير عشرات الآلاف من المواطنين.
وكل ما فعله العدو يمكن لأضعف دولة في العالم تنفيذه إن أعطيناها إمكاناته، وما فعلته ليس بفعل عظيم بالمقياس العسكري خصوصاً بالمعايير التي يتمتع بها العدو من خلال التفوق التكنولوجي والاستخباراتي فضلاً عن الدعم الامريكي والاوروبي والعالمي.
بعد أشهر ثلاث من القتال لا يزال الغباء الصهيوني على حاله من خلال عدم فهم من يواجهون، ما يجعلهم يفشلون في تحقيق أي من أهدافهم ويقرّبون من وقت زوال كيانهم.
وبرغم جسامة التضحيات وعنف العدو في التدمير وقتل الابرياء، وفي منطقة جغرافية محدودة لا تزال المقاومة الفلسطينية صاحبة الأرض، لها الكلمة الفصل في الميدان وكل هذا في ما أعلنه جيش العدو من خسائر، أما ما خفي فهو أعظم.
إذاً من يريد أن يقيس أو يراقب أو يحتسب من المتفوق في هذه المعركة حتى اليوم فيجب عليه أن يعتمد الخطوات التالية:
1 – فهم المقاتلين جيداً وعقيدتهم القتالية ولماذا يقاتلون؟ وما هي أفقهم في القتال
2 – مقارنة الإمكانات العسكرية (من عديد وعتاد) والامكانات اللوجستية والتكنولوجية والاستخباراتية
3 – الدعم المساند سياسياً والرأي العام الدولي (المجتمع الدولي والقرار الغربي)
4 – الظروف القتالية للمقاتل (طبيعة المكان جغرافياً) وإن كان مفتوحا على مناطق دعم وإسناد
وإذا ما قمنا بتطبيق الخطوات أعلاه فسنحصل على نتيجة واحدة تلخّص المشهد، وهي على النحو التالي:
إن عقيدة المقاومين الفلسطينيين هي الدفاع عن أرضهم المحتلة ومقدساتهم التي تم احتلالها من غرباء ويريدون سلخهم عنها. فضلا عن قتل أجدادهم وآبائهم وأولادهم وسجن بعضهم وتعذيبهم وتهجير آخرين الى داخل فلسطين وخارجها في مخيمات الشتات وحول العالم. أما أفق القتال فهي بلا حدود حتى النصر أو الشهادة فضلاً عن الصمود والصبر والتحمل وشهدنا الكثير من تلك المشاهدات خلال المعركة.
وبالامكانات العسكرية والتكنولوجية والمادية والاستخباراتية فلا مقارنة بين جيش العدو والمقاومة الفلسطينية، وكذلك الحال بالنسبة للوضع السياسي والدعم الغربي والدولي والمجتمع الدولي.
أما على صعيد الظروف القتالية فلا يخفى على أحد أن المقاوم الفلسطيني يقاتل في منطقة جغرافية محاصرة ومحدودة وضيقة وشاقة عسكرياً لانها منطقة مسطحة جغرافياً ولا أفق للدعم والإسناد بالمقاتلين والإمكانات حتى بالغذاء والوقود والدواء لا من البر ولا من البحر.
رغم كل ما تقدم وبظل إمكانات المقاومة التي لا تقارن مع العدو وبعد 3 أشهر من القتال المتواصل، لا تزال المقاومة تطلق صواريخها على المستوطنات وتطال عاصمة الكيان “تل أبي”، وتدمر دبابات وجرافات وآليات العدو المتقدمة في القطاع وكذلك قتل وجرح ضباطه وجنوده في الميدان، وحتى الآن يخرج المقاومون وصواريخهم من المناطق التي سبق وأن أعلن جيش الإحتلال عن فرض سيطرته عليها.
خلاصة القول واضحة بأن جيش العدو ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023 الى اليوم لم يحقق أي هدف عسكري ميداني يمكن احتسابه إنجازاً أو نصراً أو تقدماً ميدانياً رغم كل ما يملك من قدرات. وبعد أن تضع الحرب أوزارها سيتكشف حجم الخسائر التي مني بها العدو خلال المعركة وما لها من تبعات على كل الصعد والتي حتماً حفرت عميقاً في الكيان المؤقت.
المصدر: موقع المنار