غليانٌ في مياهِ المتوسطِ بسببِ موجةِ الحرِّ رفعَ نسبةَ الملوحةِ الى حدودٍ غيرِ مسبوقة، وغليانٌ سياسيٌ عندَ شواطئِها رفعَ نسبةَ الازماتِ الى حدودِ الانفجارات..
واسرعُ الفتائلِ اشتعالاً تلكَ الاسرائيليةُ معَ اقرارِ الكنيست الصهيوني التعديلاتِ القضائية، فاَنقذَ بذلكَ بنيامين نتنياهو حكومتَه من الانفجارِ وفجَّرَ الشارعَ الصهيونيَ الذي بدا اقربَ ما يكونُ الى حربٍ اهلية..
تظاهراتٌ واحتجاجاتٌ وقطعٌ للطرقاتِ في العديدِ من المدنِ المحتلة، فيما تعملُ النقاباتُ العماليةُ على تحديدِ تحركاتِها المقبلةِ التي ربما تصلُ الى مخاصمةِ الحكومة. فيما حُكمُ بن غفير وسموترتش يزدادُ تثبيتاً على حسابِ وحدةِ مؤسساتِ كيانِهم وحتى جيشِه الذي فقدَ تماسكَه وهيبتَه كما فعاليتِه، بل اِنَ كيانَهم يلامسُ مرحلةَ الانقلابِ العسكري بحسَبِ القائدِ السابقِ للواء حرمون “موشيه نيدام” ..
هو حريقٌ أُضرِمَ في عمقِ المجتمعِ الصهيوني، لم يَسلَم منه العسكرُ ولن تسلمَ منه المنظومةُ السياسيةُ ولا الاقتصادية، واَوَّلُ المؤشراتِ الانهيارُ الحادُّ الذي اصابَ بورصةَ تل ابيب عصرَ اليوم..
في بورصاتِنا اللبنانيةِ هبوطٌ حادٌّ بالايجابية، معَ الوقتِ الذي يحاصرُ الجميع، فيما الاسهمُ الاكثرُ تداولاً هي حولَ حاكميةِ مصرفِ لبنان، حيثُ لم تَستطع اجتماعاتٌ معَ نوابِ الحاكم، النيابيةُ منها الاسبوعَ الماضي والحكوميةُ اليومَ، تحديدَ وجهتِهم وخياراتِهم بالتعاطي معَ هذه المسؤولية، على انَ رئيسَ الحكومةِ نجيب ميقاتي قد استمهَلَهم يومينِ اضافيينِ كما علمت المنار، عسى ان يتمَ ايجادُ صيغةٍ – قانونيةٍ سياسية – تساندُ فترةَ تولِّيهم إدارةَ المصرفِ المركزي، فاِمّا ان يَقبلوها او ان يَذهبوا الى خِياراتِهم التي يُلوِّحونَ بها، ومن بينِها – الاستقالة..
اما الخياراتُ الرئاسيةُ فمعلقةٌ على خشبةِ الانتظار، التي تطفو فوقَ مياهِنا السياسيةِ الملتهبة، والعينُ على الموفدِ الفرنسيِّ جان ايف لودريان القادمِ غداً الى بيروت، وما سيَحملُه من خُلاصاتِ اجتماعِ الدوحة الخماسي ..