في ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام، تتسارع الخطى على دربه قاطعة مسافات الأزمان، حيث يبدأ مسير المسلمين بالغاً أشده عند ضحى يوم الذكرى، متجهين نحو الاماكن المقدسة بكل ما لديهم من قوة إيمان بعدالة أسمى قضية في التاريخ، وأكبر مظلومية رأتها البشرية.
لأنه ليس كمثل أي يوم عادي ولا يقل أهميةً عن يوم عاشوراء، المسلمون في سوريا من كل المناطق يولّون تدفقهم باتجاه مقام السيدة رقية (ع) في قلب العاصمة، ثم يتابعون مسيرهم الى مقام السيدة زينب (ع) قرب دمشق. ويكون سيرهم زحفاً باتجاه تلبية نداء الإمام أبي عبد الله الحسين (ع)، للشعور ولو بجزء مما عايشه من تعب ومعاناة أثناء دفاعه عن الحق.
في هذا اليوم، الجميع يشارك بما استطاع إليه من كرمٍ، ليقدم ما أمكنه من إعالة السائرين لساعات طوال، غير مكترثين بما تجابههم به شمس الصيف من حرّ، لا يجدونه ندّاً لنار حزنهم على شهداء عاشوراء وأولهم سبط رسول الله (ص) الإمام الحسين (ع).
المصدر: موقع المنار