أعلن القائد العام للحرس الثوري الايراني اللواء حسين سلامي، أن “يوم القدس العالمي هو هدية من الإمام الخميني الراحل، الذي وضع القدس وفلسطين في أولوية اهتمام العالم الإسلامي”، مؤكداً أن “الأحداث الأخيرة على الساحة الفلسطينية بينت حجم المقاومة الباسلة في مواجهة الاحتلال”.
ونظّمت اللجنة الفلسطينية لـ”يوم القدس العالمي” الخميس، مهرجاناً مركزياً بمناسبة “يوم القدس العالمي”، بعنوان “بسيف القدس نمضي”، وذلك في ملعب فلسطين في مدينة غزة.
ووجّه قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، الذي تحدّث للمرة الأولى في مهرجانٍ جماهيري في فلسطين المحتلة، “تحية إلى الشعب (الفلسطيني) العزيز والمقاوم والصامد والصائم في فلسطين”، موجهاً “سلامه إلى كل شعب فلسطين في الضفة وغزة والقدس، حيث يوجد المرابطون في ساحة النضال في الأقصى”.
ووجه سلامي “تحية إلى الشهداء الأبرار، الذين تسطع فلسطين بهم، لاسيما الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وفتحي الشقاقي والمجاهد رمضان عبد الله شلح والآلاف غيرهم”. وأوضح سلامي أنّ “يوم القدس العالمي هو هدية من الإمام الخميني الراحل، الذي وضع القدس وفلسطين في أولوية اهتمام العالم الإسلامي”، مضيفاً أنّ “يوم القدس العالمي وحّد الأمة الإسلامية خلف قضية فلسطين، والإمام الخامنئي رفع راية دعم فلسطين وشكّل قوة القدس، التي تحولت إلى مدافع رئيسي عن هذه القضية”.
وأشار إلى أنّ “الأحداث الأخيرة في الساحة الفلسطينية بينت حجم وحشية الكيان الإسرائيلي وقوة المقاومة الباسلة”، مشيراً إلى أنّ “مجاهدي المقاومة حوّلوا الأمة إلى أمة صامدة ومقتدرة ومغيّرة للمعادلات وميزان القوى في المنطقة”.
وأكد سلامي أنّ “الشعب الفلسطيني المقاوم، والذي واجه الاعتداءات الوحشية، تحوّل إلى ذروة المقاومة والصمود، وهو الشعب الذي غيّر المعادلات، ويمتلك اليوم السيف، وقد تمكّن من المحافظة على مقاومته على الرغم من كل معاناته”.
كما أكد أنّ المقاومة أثبتت أنّ كل مفاوضات التسوية، مثل كامب ديفيد وأوسلو وشرم الشيخ وغيرها، لم ولن تؤدي أبداً إلى تحرير فلسطين، وما هي إلاّ “خدعة”. وأوضح سلامي أنّ “اتفاقيات التسوية هي مؤامرة هدفت إلى إعاقة الجهاد، وإضعاف قوى المقاومة، وشراء الوقت وحرف الوعي”، مشيراً إلى أنّ “الشعب الفلسطيني أدرك أن تحقيق أهدافه لا يتم إلّا عبر طريق الجهاد”.
هذا ووجّه التحية إلى المجاهدين “الذين تمكّنوا من اجتيار الحواجز الأمنية المحصَّنة لهذا الكيان، والذين حطّموا المنظومة الأمنية الصهيونية”، مؤكداً أنّ “الشهيد رعد حازم استطاع وحده أن يعبر العوائق الأمنية المحصَّنة بكل شجاعة وصلابة، وأن يهدد الأمن الصهيوني، وهو من الأبطال الذين غيّروا المعادلات”.
وقال سلامي إنّ “الشهيد حازم تمكّن وحده من تحدي كل قوى الجيش الصهيوني وهزيمتها بإرادته الصلبة، وسطّر وسجّل إنجازاً مضيئاً بارزاً في ساحة النضال الفلسطيني، وفي تاريخ كل الشعوب المسلمة”.
وأكد أنّ “عملية الشهيد حازم أثبتت مجدداً أنّ هذا الكيان هو أوهن من بيت العنكبوت، وهو يعاني هشاشة في دعائمه الأساسية، وبات أقرب إلى الانهيار، وعليه الرحيل”، مشيراً إلى أنّ “هذا الكيان بات يواجه تحديات أساسية اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية واستخبارية”.
وكشف سلامي أنّ “الكيان الإسرائيلي يحاول إظهار قوّته، لكنه يقترب من الغروب والاضمحلال”، مضيفاً أنّ “الكيان الصهيوني لا يستطيع استعادة مكانته، لأنّ فلسطين باتت اليوم مقتدرة وقريبة من النصر، وشمس نصرها بدأت تبزغ”.
وعن معركة “سيف القدس”، قال إنّ “هذه المعركة أثبتت أن هذا السيف حقيقي وواقعي، حتى أنّ القبة الحديدية لم تتمكن من اعتراض صواريخ المقاومة”.
وبشأن تطبيع الدول مع الكيان الصهيوني، أكد سلامي أنّ “الأنظمة الرجعية في العالم والمنطقة تريد الاتكاء، بعضها على بعض، من خلال التطبيع مع قادة الصهاينة”، شارحاً للمطبِّعين أنّ “هذا البيت العنكبوتي لا يستطيع أن يكون متَّكَأً لكم، وهو حقاً سينهار ويتهالك”. وقال سلامي للفلسطينيين وفصائل المقاومة إنّ “سبيل التحرير هو الجهاد، الذي يحتاج إلى الاتحاد، وإدراك أننا ركاب سفينة واحدة، والنصر في متناول اليد، من خلال الوحدة والتآلف في صفوف المسلمين”.
وأعلن أنّ “اعتداءات هذا الكيان لن تبقى من دون رد، ومنظومته الأمنية انهارت بمجاهد واحد، وهو ما يثبت قرب انهياره”، مردفاً أنّ “المسجد الأقصى نموذج للوحدة الإسلامية ورمز لجهاد المسلمين”.
وأشاد سلامي بـ”الفلسطينيين الذين واجهوا بصدورهم دفاعاً عن الأقصى، وأقاموا الصلاة ورابطوا فيه”، مؤكداً أنّ “الدعم الفعلي لفلسطين هو من أساس تعاليمنا، وهذا الدعم للانتفاضة والقضية الفلسطينية مستمر”.
وأشار إلى أنّ “قلوب الأمة الإسلامية تهفو نحو فلسطين، وندعوكم إلى مواصلة الجهاد، وراياتكم تملأ شوارعنا، ونحن نفتخر بها في بلدنا”. وختم بالقول متوجهاً إلى الشعب الفلسطيني “لا تَهِنوا ولا تتعبوا.. فنحن معكم، وندعمكم، وسنبقى إلى جانبكم”.
المصدر: ارنا