أصبح الطهي وتسخين الطعام وإعداد الوجبات المفرزة باستخدام فرن الميكروويف أمراً مريحاً للغاية، لأنه بسيط وسريع بشكل لا يصدق.
على عكس الفرن التقليدي الذي يسخّن الطعام ببطء شديد، يستخدم فرن الميكرو ويف موجات راديو صغيرة وعالية الطاقة لطهي الطعام بشكلٍ أكثر توازناً.
إلا أن هذه الموجات الدقيقة كانت ولا تزال مصدر قلقٍ بالنسبة لكثير من الناس الذين يعتقدون أنها قد تنتج إشعاعات ضارة لأجسامهم وأنها تخفض أيضاً من القيمة الغذائية في الأطعمة. ما يدفعنا للتساؤل هل هذه الاعتقادات عن أضرار الميكرويف صحيحة علمياً؟ أم أنها مجرد خرافات لا أساس لها؟
يجد الكثير من الناس أن الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي يطلقه الميكرو ويف مثير للقلق بسبب الدلالات السلبية للإشعاع. لكن ما لا يعرفه الكثيرون، أن نوع الإشعاع في الميكرو ويف ليس نفسه المرتبط بالقنابل الذرية والكوارث النووية.
إذ تنتج أفران الميكرو ويف إشعاعاً يشبه ذلك الصادر من هاتفك الخلوي، على الرغم من أنه أقوى بكثير، وضع في اعتبارك أن الضوء هو أيضاً إشعاع كهرومغناطيسي، لذلك من غير الحقيقي أن كل الإشعاعات سيئة.
كما تحتوي أفران الميكرو ويف على دروع معدنية وشاشات معدنية فوق النافذة تمنع الإشعاع من مغادرة الفرن، لذلك لا يوجد أي خطر من حدوث أي ضرر.
كل ما عليك فعله هو ألا تضغط بوجهك على باب الميكرو ويف وأبقِ رأسك على بعد 30 سم على الأقل من الفرن، إذ يتناقص الإشعاع بسرعة مع المسافة.
تأكد أيضاً من أن فرن الميكرو ويف الخاص بك في حالة جيدة. إذا كان قديماً أو مكسوراً، أو إذا لم يُغلق الباب بشكلٍ صحيح، عليك إصلاحه أو تغييره.
ماذا عن تأثير الميكرويف على القيمة الغذائية؟
السلق أو الشوي أو الطبخ بالبخار أو القلي، كل شكل من أشكال الطهي يقلل من القيمة الغذائية للطعام بطريقة مختلفة.
العوامل الرئيسية التي تؤثر على القيمة الغذائية هي درجة الحرارة ووقت الطهي والطريقة. على سبيل المثال، أثناء الغليان والسلق، قد تتسرب العناصر الغذائية القابلة للذوبان في الماء من الطعام. فيما يخص أجهزة الميكروويف، تكون أوقات الطهي قصيرة بشكلٍ عام ودرجة الحرارة منخفضة. بالإضافة إلى ذلك، لا يتم غلي الطعام عادة.
لهذا السبب، فإن أفران الميكرو ويف تحتفظ بالعناصر الغذائية أكثر من طرق القلي والسلق.
وفقاً لدراسة قامت بها جامعة لوسيا الإسبانية عام 2009، فإن فرن الميكروويف لا يقلل من قيمة العناصر الغذائية أكثر من طرق الطهي الأخرى. وأن الطبخ في الميكرو ويف والخبز يحافظان على مضادات الأكسدة بشكل أفضل، في حين أن الطهي بالضغط والغليان كان لهما نتائج أسوأ.
كما أظهرت دراسة أميركية في عام 2020، أن استخدام الميكرو ويف في الواقع يزيد من مستويات مركب “سولفورافان” المضاد للسرطان في البروكلي، وقد توصلت دراسة يابانية تمت في عام 2021، إلى أن تسخين حليب الثدي في الميكرو ويف يجعله فعالاً في الوقاية من عدوى بعض أنواع الفيروسات الضارة بالخلايا.
في كل الأحوال، لا يوجد دليل علمي يثبت أن أفران الميكرو ويف تسبب ضرراً، بل على العكس تشير بعض الأدلة إلى أنها أفضل من طرق الطهي الأخرى في الحفاظ على العناصر الغذائية ومنع تكوين المركبات الضارة.
ومع ذلك، لا يجب عليك أن تقف قريباً جداً من الميكرو ويف عند تسخين أي شيء. وتجنب استخدام أي وعاء بلاستيكي ما لم يكن مكتوباً عليه أنه آمن للاستخدام في الميكرويف، لأنه قد يذوب ويحترق…. تجنب أيضاً استخدام ورق الألمنيوم أو الأكياس الورقية أو البلاستيكية أو أكواب السفر أو علب الزبادي. واحرص على تغطية أي عبوة تضعها لتجنب تناثر الطعام داخل الميكرو ويف.
المصدر: الميادين