قد تُسجّل كل دول العالم تقريباً درجات حرارة عالية قياسية عاماً من كل عامين اعتباراً من 2030، حسب دراسة نُشرت تُشدّد على المسـؤولية الكـبيرة لانبعاثات الغـازات الكـربونية من الملوِّثين الرئيسيين في العالم.
ومن المتوقع أن تسجّل 92% من الدول الـ165 التي شملتها الدراسة درجات حرارة عالية جداً، مرة كلّ عامين.
المؤلّف المشارك في الدراسة، ألكسندر نويلز، من منظمة “كلايمت أناليتيكس” غير الحكومية، قال إنّ هذا الاستنتاج “يؤكّد على مدى إلحاح هذه المسألة ويُظهر أننا نتجه نحو عالم حارّ أكثر بالنسبة للجميع”.
ومن أجل تسليط الضوء على مساهمة أكثر دول ملوِّثة في العالم بهذه الظاهرة، قام الباحثون بنمذجة ما كان ليكون عليه الوضع في غياب مساهمات هذه القوى الملوّثة منذ العام 1991، وتبيّن أن نسبة الدول التي قد تتأثر بسنوات الحرّ الشديد انخفضت على إثر ذلك لتصل إلى 46%.
واعتبرت ليا بوش، من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ “إي.تي.إتش”، أنّ الدراسة تسلّط الضوء على “البصمة الواضحة” للقوى الكبيرة الملوِّثة على مستوى عدة مناطق من العالم.
وسيكون الاضطراب ملحوظاً بشكل خاص في المناطق الاستوائية الأفريقية “نظراً لأنّها مناطق تكون فيها الاختلافات من عام إلى آخر صغيرة بشكل عام، فإنّ الزيادة المعتدلة التي ستشهدها، مقارنةً بالمناطق الأخرى، تُخرجها من نمط مناخها المعروف”، حسب الباحثة.
وتؤثّر الزيادات الأقوى في درجات الحرارة على خطوط العرض العليا في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وهي ظاهرة لوحظت من قبل. وقد يُخفّف تراجع كبير بالانبعاثات من عواقب ارتفاع الحرارة، حسب مؤلّفي الدراسة.
غير أن الأمم المتحدة تعتبر أنّ العالم سيشهد ارتفاع الانبعاثات بنسبة 13.7% مع الالتزامات الحالية للدول بحلول العام 2030، بعيداً من ضرورة خفض الانبعاثات بنسبة 50% من أجل تحقيق الهدف المثالي “لـاتفاقية باريس” التي أبرمت عام 2015، والمتمثل باحتواء ارتفاع درجة حرارة الأرض بـ+1.5 درجة مئوية بالنسبة للعصر ما قبل الصناعي.
المصدر: الميادين