كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن أحد الأسباب التي جعلت بداية حملة التطعيم الأميركية ضد فيروس كورونا بطيئة للغاية هو أن العاملين في مجال الرعاية الصحية – وهم من بين أوائل المؤهلين لتلقي اللقاح – كانوا أكثر تردداً في الحصول على اللقاح أكثر مما كان متوقعاً.
ويهتم البعض بحداثة اللقاحات، فيما يشعر آخرون بالقلق من الآثار الجانبية المحتملة. وقد أدى الفشل في السيطرة على الفيروس إلى تآكل ثقتهم في المجموعات التي تحضهم الآن على أخذ الحقنة أي الحكومة الفيدرالية والسياسيون وأرباب عملهم.
لكن المستشفيات ودور رعاية المسنين تعرضت لسقوط عدة آلاف من الوفيات الناجمة عن فيروس “كوفيد-19” وهي في حاجة ماسة لتلقيح موظفيها. وقد توصلت إلى استراتيجيات “الجزرة والعصا” التي قد تحاكيها المنظمات الأخرى للتعامل مع التطعيمات بين الموظفين المترددين.
ووجد مراسلو “نيويورك تايمز” أن بعض أصحاب العمل يقدمون مكافآت مثل المكافآت النقدية وإجازة مدفوعة الأجر وحتى بطاقات هدايا لأولئك الذين يتلقون اللقاح بينما في حالات قليلة على الأقل يقولون إنهم سيطردون أولئك الذين يرفضون التلقيح.
ويشير النقاد إلى أن العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية هم عمال ذوو أجور منخفضة وتعرضوا لسوء المعاملة تاريخياً، ويقولون إنه من غير الأخلاقي إرغامهم بالقوة لأخذ اللقاحات، وخاصةً عندما لا يكون هناك وقت كافٍ لجمع بيانات السلامة على المدى الطويل.
فحالياً، لا تطلب حكومة الولايات المتحدة التطعيمات الفردية ضد فيروس كورونا، لكن لديها تاريخ طويل في السماح بمثل هذه التفويضات. في الشهر الماضي، أصدرت لجنة تكافؤ فرص العمل الأميركية توجيهات سمحت لأصحاب العمل بمطالبة العمال بالحصول على لقاح كوفيد-19، لكن الإرشادات سلطت الضوء كذلك على الأسئلة القانونية الشائكة التي قد تظهر.
ومع ذلك، قد تطلب شركات الطيران وأماكن العمل والملاعب الرياضية من الناس قريباً إظهار حالة التطعيم ضد فيروس كورونا قبل أن يتمكنوا من الدخول. وقال ائتلاف من شركات التكنولوجيا والمنظمات الصحية والمنظمات غير الربحية – بما في ذلك مايكروسوفت Microsoft وأوراكل Oracle ومايو كلينيك Mayo Clinic – إنها تطور معايير تقنية تسمح للناس بإظهار سجلات التلقيح الخاصة بهم على هواتفهم الذكية.
وقال الدكتور براد بيركنز، وهو كبير المسؤولين الطبيين في مؤسسة Commons Project Foundation، وهي منظمة غير ربحية في جنيف تشارك في هذا الجهد، “لبعض الوقت، سيضطر معظمنا إلى إظهار وثيقة اختبار سلبي أو وثيقة تلقيح حديثة لممارسة الروتين المعتاد في حياتنا”.
المصدر: الميادين