ليسَ سليماً في أيِّ منطقٍ ولا بحكمِ التجارِبِ التسليمُ بانَّ صولاتِ الجنونِ الاميركي قد انتهت بوصولِ جو بايدن الى البيتِ الابيضِ او لجوءِ دونالد ترامب الى عَراضاتِ المحاكمِ والشوارعِ رفضاً لخَسارتِه.
السلوكُ الاميركيُ في مختلفِ الاداراتِ السابقةِ والعميقةِ يسيرُ باجندات، واِن بدا وجهُ بعضِها صاخباً ومثيراً للجدلِ والسجالِ كحالِ ادارةِ ترامب، فللديموقراطيينَ باعٌ طويلٌ في اختلاقِ الفوضى وفرضِ اسراتيجياتٍ تخريبيةٍ تَستخدمُ كلَ وسائلِ الحربِ والخراب، ولا تراعي بشراً ولا حجرا ، والادلةُ كبيرةٌ في سوريا ، والعراقِ، واليمنِ وغيرِها ، وهي الساحاتُ التي يَستلمُها بايدن رئيساً بعدما كان منظِّماً لضربِها يومَ كانَ نائباً لباراك اوباما..
امامَ هذه الحقائق، ما يَعني دولَ المنطقةِ ان لا تراهنَ على ايامٍ هادئةٍ معَ بايدن الذي سيَستثمرُ اولاً بمُخلَّفاتِ فوضى ترامب داخلياً وخارجيا ، قبلَ ان يكشفَ اداءَه تجاهَ المواثيقِ والقوانينِ والقواعدِ الانسانيةِ والاخلاقيةِ في التعاملِ معَ كثيرٍ من الملفاتِ القائمةِ والمقبلة.
في لبنانَ، الالتفاتُ الى التحدياتِ التي قد يُخلّفُها الفراغُ الانتقاليُ للسلطةِ في واشنطن باتَ ضرورةً لحمايةِ الفرص المتاحة للملمةِ الوضعِ الداخلي وتأليفِ الحكومة، معَ الثباتِ في المواجهةِ المفروضةِ على الجميعِ عبرَ الدولارِ وغلاءِ الاسعارِ وعُقمِ التدابيرِ المصرفيةِ وكثرةِ المناوراتِ واحياناً الالاعيبِ التي لا تَحجِبُ حقيقةَ المازقِ وحجمَ الازمة..
هي الازمةُ التي سيواصلُ الاميركيُ تعقيدَها، ولن يَألُوَ جهداً من اجلِ ذلكَ بحسَبِ ما حملَه قرارُ فرضِ العقوباتِ على رئيسِ التيارِ الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي كشفَ حجمَ الضغوطِ الاميركيةِ التي مورست عليه حتى الساعاتِ الاخيرةِ قبيلَ سقوطِ ترامب انتخابياً، واسبابُها تبتعدُ عن تهمِ الفسادِ ويتعلقُ احدُها بالعلاقةِ معَ حزبِ الله، بحسَبِ باسيل..
واذ جددَ رئيسُ التيارِ الوطني التشديدَ على مبادئِه في العلاقةِ معَ الداخلِ ونظرتِه الى الخارجِ وعدمِ القبولِ بالعمالةِ للاميركي ، فانه راى في فرضِ العقوباتِ سبباً للتسريعِ بتأليفِ الحكومةِ الى جانبِ احترامِ معاييرَ وركائزَ ثلاثٍ احداها عدمُ احتكارِ تسميةِ الوزراء.
المصدر: قناة المنار