جال الرئيس السوري بشار الأسد اليوم على بعض المناطق التي طالتها الحرائق منذ أيام في محافظة اللاذقية.
وفي النقطة الأولى من جولته التي يرافقه فيها وزيرا الإدارة المحلية والزراعة والإصلاح الزراعي ومحافظ اللاذقية ومدير الزراعة في المحافظة اطلع الرئيس الأسد على الأضرار التي تسببت بها الحرائق في قرية بلوران بريف اللاذقية واستمع الى أهالي القرية وأهم متطلباتهم لتأمين الاحتياجات الأولية التي تساعدهم في تعزيز عوامل تشبثهم بأرضهم وإعادة زراعتها بأسرع وقت ممكن.
وفي ريف القرداحة زار الرئيس الأسد قرية بسوت التي اضطر أهلها لمغادرة منازلهم خلال الحريق وعادوا إليها حالما تم إخماده بالتعاون بين الدفاع المدني والجيش العربي السوري وأهالي القرية ومحيطها.
وأعرب أهالي القرية عن تقديرهم للجهود الكبيرة التي تم بذلها إن كان من قبل مؤسسات الدولة أو أهالي المنطقة وساهمت في تأمين قريتهم وإطفاء النيران قبل أن تلتهمها وما حولها مؤكدين أن عودتهم الفورية إلى منازلهم ما هي إلا تعبير عن تمسكهم بقريتهم وأرضهم بالرغم من كل الصعوبات التي يواجهونها.
وأكد الرئيس الأسد خلال زيارته لقرية بسوت أن”الأضرار كبيرة والتحديات أيضاً كبيرة بنفس الوقت.. لكن أهم شيء نعرفه أن هذه التحديات ليست مستحيلة على الإطلاق فكل المشاكل التي سمعنا عنها قبل الزيارة أو التي رصدناها بالتقارير وسمعناها الآن من المواطنين ومن العائلات المتضررة.. كلها لها حل بكل تأكيد.. هي بحاجة لبعض التنظيم.. طبعاً الدولة ستقوم بحمل العبء الأكبر من هذا الدعم وهو دعم مادي مبدئياً لكي تتمكن هذه العائلات من البقاء في هذه الأراضي واستثمارها”.
وقال:” التحديات موجودة بعدة اتجاهات.. التحدي الأول هو أن معظم العائلات المتضررة خسرت الموسم الحالي وبالتالي بالحد الأدنى أنت تتحدث عن فقدان الموارد لمدة عام وهناك طبعا عائلات فقدت الأشجار بشكل كلي وهذه الأشجار بحاجة لعدة سنوات لكي تصبح منتجة وخاصة الزيتون حسبما قالوا بحاجة من 5 إلى 8 سنوات فهنا نحن أولا أمام تحدي إعادة الإنتاج لهذه الأرض لإبقاء الناس في هذه المنطقة.. في هذه الأراضي من خلال الدعم التقني سواء بالشتول أو بزراعات بديلة خلال السنوات التي نحتاجها لإعادة الإنتاج.. هذا جانب.. جانب آخر ايضا في نفس الإطار هو الدعم الإنساني لأن هذه العائلات فقدت الموارد لفترة بالحد الأدنى هي عام وربما أكثر فلا بد من أن نقوم بحمل الأعباء المادية عن هذه العائلات.. هذا التحدي الثاني.. التحدي الثالث هو بهذه الظروف الصعبة قد يميل البعض لبيع الأرض.. يعتبرها غير منتجة لم يعد هناك أمل هو فقد كل شيء.. فقد الأرض.. الشجر.. فقد أي أمل بأن يعيش في هذا المكان ما يمكن أن يجعله بحاجة لأن يبيع هذه الأرض.. وطبعا هناك اشخاص ينتهزون هذه الفرص ويحاولون استغلال حاجة المواطنين وهذه العائلات من أجل أن يقوموا بشراء هذه الأراضي لتتحول من أراض منتجة إلى أراض لتجارة العقارات كما نعلم”.
وتابع الرئيس الأسد”إذاً هذه النقاط الأولى والثانية والثالثة مرتبطة ببعضها والهدف الأساسي من هذه الزيارة الاطلاع على التفاصيل لكي نتأكد بأن الخطط التي سنضعها خلال الأيام القادمة هي خطط واقعية يمكن تطبيقها وليست خططا نظرية وسمعنا أفكارا مهمة جدا وخاصة أن كل منطقة لديها تفاصيل تختلف عن الأخرى وسبب المعاناة أو طريقة الحل تختلف عن منطقة أخرى”.
وقال الرئيس الأسد: هناك جانب آخر له علاقة بالمناطق الحراجية.. كما أعلم بأن الجزء الأكبر من الحرائق أو من الأضرار أو من الخسائر كان في الأراضي الحراجية.. أكثر من 60 بالمئة.. الخوف هو من انتشار المخالفات أولاً في هذه المناطق فلا بد أن تكون هناك قرارات حكومية من قبل المؤسسات المعنية بقمع زجري لهذه المخالفات من قبل أي شخص.. ولن يبرر الزمن أو تقادم المخالفة وجودها،وهي لن تتحول إلى حالة شرعية مع الوقت ويجب محاسبة البلديات التي تقصر في هذا الموضوع.. هذه ثروة وطنية فصحيح نحن نركز على العامل الإنساني وعلى الجانب المنتج بالنسبة للأراضي المتعلقة بهذه القرى وبهؤلاء الأشخاص الطيبين ولكن أيضاً الحراج هي ثروة وطنية لا تقل أهمية لكل سورية عن الأراضي المنتجة.
وقال الرئيس الأسد:”الكارثة التي حصلت كارثة وطنية بالمعنى الانساني أو بالمعنى الاقتصادي أو بالمعنى البيئي ومن الطبيعي أن نتابع الجولة وسأستمر بهذه الجولة حسب جدول أعمال معين ولكن باعتبار أن من المستحيل أن نزور كل المناطق.. ولكن زيارتي لنماذج من هذه المناطق لا تعني دعم هذه القرى وإنما تعني معرفة الوضع المتشابه لمعظم هذه القرى من أجل دعمها من دون استثناء لأننا نريد أن ندعم كل الأراضي المتضررة.. كل شجرة متضررة وليس كل أرض.. وإنما كل شجرة وليس كل عائلة وإنما كل فرد.. فبكل تأكيد سأستمر بالزيارة وأريد أن أؤكد هي ليست زيارة بسبب الحريق الذي حصل لأن آثار الحريق ستستمر لسنوات فلا بد من التركيز على هذه المناطق لمتابعة الاهتمام بها طالما ان هناك مشكلة لم تحل واعتقد بأنها ستستمر لسنوات”.
المصدر: سانا