أكد القائد العام لقوات حرس الثورة الايراني اللواء حسين سلامي أن “الجمهورية الاسلامية الايرانية دفنت احلام اميركا السياسية لتحقيق مشروع الشرق الاوسط الجديد”، مشيراً إلى ان “اميركا تتراجع اليوم وهي تشعر بالارهاق والتهالك والعجز”.
وفي السياق، قال اللواء سلامي، في كلمته صباح الثلاثاء خلال اجتماع مجلس الشورى الاسلامي لمناسبة اسبوع الدفاع المقدس، إنه “لو لم تتعرض اميركا لاستنزاف القدرة ولم تخرج من ملجأها الاستراتيجي وتُرغَم على توسيع عملياتها في الساحة لكانت قد ابتعلت العالم كله، الا ان الثورة الاسلامية وبفضل قائدها وشعبها عملت بحيث ارغمت اميركا على استنزاف القدرة والاضطرار لتوظيف النفقات الا انها لم تحقق مكسبا”.
واضاف القائد العام للحرس الثوري ان “اميركا التي ضغطت لعزل ايران اصبحت هي المعزولة وفقدت تدريجيا نفوذها السياسي في المنطقة والعالم واصبحت على هامش التطورات السياسية ولم تستطع صنع اي انتصار ميداني لنفسها”.
هذا واشار الى دور اميركا في تأسيس تنظيم “داعش”، قائلاً “لقد جاءت اميركا بداعش الى الساحة وهو الامر الذي وفر الفرصة لنفوذ الثورة. لقد قمنا بلا ثمن باحباط وايقاف اميركا في هذه الساحة الكبرى ودفنا احلامها السياسية”. واعتبر في الوقت ذاته أن “القوى الكبرى تشكل خطورة حتى في حال اصابتها بهشاشة العظام والسير في طريق الانحطاط والزوال والاقتراب من عتبة الانهيار”. كما أعلن القائد العام لحرس الثورة أن “حرب النظام البعثي على البلاد كانت أكثر حرب غير متكافئة في التاريخ بعد عاشوراء، لأن كل القوى العالمية وقفت ضد إيران”.
واعتبر اللواء سلامي، “الدفاع المقدس (1980-1988) بداية المقاومة غير المتناهية للشعب الايراني الابي امام عالم الاستكبار وتيار الكفر العالمي”، قائلاً “إننا لا يساورنا الشك بأن الحرب التي فرضت علينا كانت حربا عالمية”. هذا ورأى سلامي أن “الدعم الاقتصادي الذي كان يتلقاه العراق في الحرب هو دعما عالميا”، مضيفاً أنه “لا شك ان جميع القوى الكبرى مثل اميركا والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا والمانيا والنمسا، وضعت كل الاسلحة المتطورة والحديثة الممكنة تحت تصرف العراق”.
وتابع اللواء سلامي “اننا لا شك لدينا بأن نظام الاستخبارات العالمي كان يزود نظام البعث العراقي بالمعلومات الاستخبارية وهاجمنا العالم في ذروة قواه في حين كنا نحن في ذروة قلة الامكانيات”. وصرح قائد الحرس الثوري أن “كل المعادلات المادية الظاهرية للتحالف العالمي كانت تشير الى انهم سيتغلبون علينا سريعا، الا ان هذا الامر لم يحدث بل حققت الثورة الاسلامية والجمهورية الاسلامية الانتصار”، معتبرا ان السبب في ذلك “يعود الى قوة الايمان والمعتقدات”، مشيراً الى دور الامام الراحل (رض) “في تنشئة مثل هؤلاء الافراد”، موضحاً أن “هذا الامر اثبت نظرية ان اي شعب ينهزم فقط حينما ينهزم ايمانيا وعقائديا”.
صمود الشعب الايراني بقيادته الحكيمة امام الحظر الاقتصادي
واشار سلامي الى “صمود ومقاومة الشعب الايراني بقيادة سماحة قائد الثورة الاسلامية الحكيمة وتوجيهاته السديدة امام الضغوط الاقتصادية واجراءات الحظر الظالمة”، مضفاً ان “الشعب الايراني لن يستعيض عن استقلاله وشرفه وحريته وكرامته بأي شيء كان”.
وقال “لقد حددنا عقر دار العدو ونسمع صوت هشاشة عظامه ونرى انهم يستعرضون بمهابة لكنهم مهترئون في الداخل”.
كما رأى ان “اميركا تقترب من تشرنوبيلها (انهيارها) واشار الى عجزها في ادارة مرض كورونا ووجود 30 مليون شخص جائع في اميركا يعتاشون على المنظمات الخيرية”، مضيفاً ان “هذه القوة الاكبر في العالم وبغية الاستعراض السياسي وانقاذ نفسها من العزلة تقوم بتطبيع العلاقات بين انظمة صغيرة وبين الكيان الصهيوني كي تُظهِر نفسها بأنها ما زالت موجودة وهذه هي كل هيبتها التي كانت تريد بها الهيمنة السياسية على العالم كله”.
واعتبر “اوضاع الفارض للحظر بانها اليوم اسوأ من المفروض عليه”، موضحاً انه “لا احد اليوم يتمنى أن يكون مواطنا اميركيا ولا يفخر احد بكونه اميركيا لأن الشعب الاميركي يطلق شعار الموت لاميركا الذي امتد الى اميركا ذاتها وهو ما يعبّر عن نفوذ الخطاب السياسي للثورة الاسلامية الى قلب تلك الاراضي”.
واكد أن “الطرق العسكرية مغلقة امام العدو وان الحرب العسكرية منتفية اساسا”، لافتاً إلى أنهم “فتحوا (الاعداء) زاوية التغلغل السياسي والحرب النفسية.”
وصرح أن “طاقات البلاد هائلة لدحر العدو في الحرب الاقتصادية”، مؤكداً أن “طريق سعادتنا لا يمر عبر التعاطي مع العدو، فغیض اميركا دائم وهذه هي طبيعة هذا النظام الاستكباري ولو تصالحنا معه سنتضرر وسيوجه الضربة لنا ويكسرنا ويقضي على ارادتنا”.
واعتبر “المساومة خدعة سياسية تطرح على الدوام من قبل القوى الشيطانية لزعزعة ارادة الشعوب”، مؤكدا أنه “لا ينبغي للشعب الايراني العمل في جغرافيا خدع العدو”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه “لا نقول بأنه لا توجد مشاكل لدينا لكننا نتحمل الصعاب، والمشاكل قابلة للحل وسنكسر ارادة العدو لأن هذا هو طريقنا ولا طريق غير ذلك”.
المصدر: فارس