أظهرت صورٌ جديدة اشتعال الحرائق على نطاق واسع من غابات الأمازون البرازيلية بعد عام تقريباً من اندلاع حرائق هائلة في أرجاء المنطقة، مما أثار أزمة دولية مع حكومة الرئيس اليميني جاير بولسونارو.
التُقِطَت الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو خلال رحلة جوية قامت بها منظمة السلام الأخضر فوق مساحة شاسعة من الغابات في ولاية ماتو غروسو جنوب الأمازون يوم 9 يوليو/تموز حسب صحيفة The Guardian البريطانية. ومع ظهور اللقطات بالتزامن مع بداية موسم الجفاف في الأمازون، ازدادت المخاوف بأن حرائق هذا العام قد تكون مدمرة، وربما أسوأ من حرائق 2019.
بعض الصور أظهرت نقاطاً ساخنة في مناطق قريبة من قرى نوفا كانا، بورتو دوس جاوشوس، وإيتانهانغا، ونوفا مارينغا، فضلاً عن مناطق تحولت مؤخراً إلى مراع، وهو ما يعد السبب الأكبر لإزالة غابات الأمازون. وأظهرت صور أخرى تراكم الأشجار المقطوعة لإشعالها واشتعال حرائق بالقرب من جوارا، التي تُعرف بـ”عاصمة الماشية”.
عادة ما يحرق المزارعون المناطق “المُطهرة” من غابات الأمازون خلال موسم الجفاف. وكان عدد الحرائق العام الماضي هو الأعلى منذ 2010.
حكومة بولسونارو أقدمت على تقويض وكالات الحماية البيئية، بإقالة المسؤولين الرئيسيين، وخفض مبالغ الغرامات التي يفرضها المعهد البرازيلي للبيئة والموارد الطبيعية المتجددة على الجرائم البيئية إلى أدنى مستوى لها في 24 عاماً. وفي العام الماضي، أقال بولسونارو رئيس معهد بحوث الفضاء البرازيلي بعدما وصف الأرقام الرسمية التي تشير إلى ارتفاع معدلات إزالة الغابات بـ”الأكاذيب”.
مع ذلك، تعهد بولسونارو بمواجهة الحرائق. ويوم الخميس، 16 يوليو/تموز، حظر بولسونارو حرائق الزراعات والغابات لمدة 120 يوماً. وتولى نائب الرئيس المسؤول مجلس الأمازون في البلاد، هاميلتون موراو، قيادة العملية العسكرية التي تحمل اسم “البرازيل الخضراء” انطلاقاً من 11 مايو/أيار الماضي، والتي تستهدف للعام الثاني على التوالي حرائق وعمليات إزالة الغابات غير القانونية.
موراو قال لمجلس الشيوخ البرازيلي الثلاثاء، 14 يوليو/تموز: “بدأنا مكافحة تلك الحرائق مبكراً ونثق أننا سنحد من هذا النشاط غير المشروع بحلول النصف الثاني من العام”. وقال إن شمال ولاية ماتو غروسو كان من بين أربع مناطق تعرضت لمعدلات عالية من إزالة الغابات، إلى جانب ولايتي بارا وروندونيا، وجنوب ولاية الأمازون. ولم يعلّق مكتب موراو حتى الآن على ما كشفت عنه منظمة السلام الأخضر.
لكن البيانات الرسمية تُظهر حتى الآن فشل الجهود الحكومة البرازيلية في الوصول إلى نتائج. إذ شهدت البرازيل حرائق في منطقة الأمازون خلال شهر يونيو/حزيران هذا العام أكثر من أي عام آخر منذ 2007.
وتتعرض الحكومة البرازيلية لضغوط متزايدة من مستثمرين عالميين وشركات برازيلية.
في شهر مايو/أيار، كتبت أكثر من 40 شركة بريطانية، من بينها شركات مجموعة متاجر عملاقة، إلى المشرعين البرازيليين للتعبير عن مخاوفهم بشأن الحرائق وإزالة الغابات. وقالت منظمة السلام الأخضر إن المستهلكين البريطانيين يريدون إظهار رفضهم القاطع لتدمير غابات الأمازون.
برغم استخدام نائب الرئيس، موراو، لهجة أكثر اعتدالاً، ضاعف بولسونارو من حدة خطابه الناري الذي لجأ إليه العام الماضي إلى درجة اتهام الممثل ليوناردو دي كابريو بتمويل عمليات حرق الغابات بدون أي دليل، ومعارضته العلنية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وخلال البث المباشر الأسبوعي على فيسبوك مساء الخميس، 16 يوليو/حزيران، قال بولسونارو إن التنافس التجاري هو سبب تلك الهجمات التي تتحجج بحماية غابات الأمازون.
وقال: “البرازيل قوة تجارية زراعية، بينما أوروبا مهمومة بقضايا البيئة، وذلك لأنهم ليس لديهم أي ثروات بيئية تتطلب منهم المحافظة عليها، لذا يسهل عليهم توجيه الاتهامات لنا طوال الوقت. لماذا؟ إنها حرب تجارية”.
المصدر: عربي بوست