يعتبر الفيتامين ضروري لتنظيم كمية الكالسيوم والفوسفات في جسم الإنسان، ولاسيما فيتامين “د” الذي يمكن أن يؤدي نقصه إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك هشاشة العظام أو الكساح أو بعض التشوهات.
وعندما يفكر معظم الناس بفيتامين “د” يفكرون في صحة العظام، لكن هذا الفيتامين يقوم بالكثير للجسم وقد يساعده في محاربة التهابات الجهاز التنفسي العلوي، مثل وباء “كوفيد 19″، حسبما جاء في تقرير لموقع Insider الأمريكي.
لماذا يساعد فيتامين “د” في بناء عظام قوية؟
فيتامين “د” هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، مما يعني أنه يتم تخزينه في الأنسجة الدهنية في الجسم. وتتمثل إحدى وظائفه الرئيسية في أنه يمكّن الجهاز الهضمي من امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الطعام، مما يساعد على الحفاظ على قوة العظام.
في الواقع، بدون فيتامين “د”، يقدر الخبراء أن جسم الإنسان سيمتص فقط حوالي 10-15 ٪ من الكالسيوم و60 ٪ من الفوسفور من الأطعمة التي يتناولها، وبدون كمية كافية من الكالسيوم، ينتج الجسم ما يسمى بالخلايا “الهاضمة للعظام” (Osteoclast) وهي خلايا تعمل على إذابة المعادن في العظام، مما يجعلها ضعيفة وهشة.
يُساعد هذا في تفسير سبب تعرض الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين “د” لخطر أكبر في الإصابة بهشاشة العظام، وهي حالة تؤدي إلى ضعف العظام.
كيف يرتبط فيتامين “د” والاكتئاب؟
يرتبط نقص فيتامين “د” بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، علاوة على ذلك، قد لا ينتج الأشخاص الذين يعانون من اضطراب عاطفي موسمي ما يكفي من فيتامين “د”، مما قد يفسر أعراضهم.
ومع ذلك، فإن هذه الارتباطات والروابط لا تعني أن ما يكفي من فيتامين “د” يمكن أن يساعد في علاج الاكتئاب، فهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما إذا كان نقص فيتامين “د” هو السبب أو إذا كان هناك سبب آخر للارتباط بينه والاكتئاب.
كيف يقلل فيتامين”د” من وفيات السرطان؟
في السنوات العشرين الماضية، ربطت الدراسات القائمة على الملاحظة عددًا من الأمراض بانخفاض مستويات فيتامين “د” ، مثل داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان. لكن التجارب السريرية حتى الآن لم تكشف عن علاقات ذات دلالة إحصائية بين المستويات المنخفضة من الفيتامين وهذه الحالات.
جاءت أكثر الأدلة إقناعاً لفوائد فيتامين “د” خلافا لما يقدمه لصحة العظام من دراسة ضخمة نُشرت في عام 2019 نظرت في تأثير مكملات فيتامين “د” على السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية من خلال تجربة عشوائية على أكثر من 25 ألف شخص، فيما يعتبر أكبر تجربة سريرية عشوائية حول هذا الموضوع حتى الآن.
تقول جوان مانسون، الباحث الرئيسي في الدراسة والأستاذ في جامعة هارفارد الأمريكية ورئيس قسم الطب الوقائي في مستشفى بريغام ومستشفى النساء، إنها وزملاؤها لم يجدوا انخفاضًا كبيرًا في معدل الإصابة بالسرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
ومع ذلك، فإنهم “رأوا أن مكملات فيتامين “د” ارتبطت بإشارة لخفض وفيات السرطان”، بحسب مانسون، ما يعني أن الأشخاص المصابين بالسرطان الذين تناولوا مكملات فيتامين “د” لمدة عامين أو أكثر، قلّ لديهم خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة 25 ٪ من مجموعة السيطرة التي تناولت الدواء الوهمي، بدلاً من ذلك.
كيف يرتبط فيتامين “د” و”كوفيد 19″؟
تقول مانسون: “إن تجنب نقص فيتامين “د” مهم لأسباب لا تعد ولا تحصى، وهو الآن أكثر أهمية لدوره المحتمل في تحسين الوظائف المناعية خلال جائحة كوفيد 19″.
وقد توصلت أبحاث المراقبة الأولية مؤخرًا إلى وجود صلة بين نقص فيتامين “د” و”كوفيد 19″، حيث قارن الباحثون حالات كوفيد 19″ الشديدة في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، وغيرها من البلدان المتضررة بشدة من نقص فيتامين “د”.
وذكروا أن:
“خطر الإصابة بحالات كوفيد 19” الشديدة بين المرضى الذين يعانون من نقص حاد في فيتامين “د” هو 17.3٪ في حين أن الرقم المعادل للمرضى الذين لديهم المستويات الطبيعية من فيتامين “د” هو 14.6٪”.
لم تنشر الورقة البحثية حتى الآن، ومع ذلك، فإنها تشير إلى أن “فيتامين “د” قد يكون له بالفعل تأثير إيجابي على الجهاز المناعي لصد الفيروس وأيضًا لتقليل الاستجابة الالتهابية له”، كما تقول مانسون، والذي يمكن بدوره أن يحمي من العدوى الشديدة.
لا تعتبر هذه أول دراسة تجد صلة بين فيتامين “د” وجهاز المناعة، فقد وجد تحليل، نُشر في عام 2017 ، لـ 10 آلاف و933 مشاركًا في 25 تجربة عشوائية أن مكملات فيتامين “د” ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة.
وكانت الفوائد الوقائية أكبر عندما أخذ المرضى مكملات فيتامين “د” يوميًا أو أسبوعيًا، بدلاً من جرعة واحدة كبيرة، في حين كان أولئك الذين يعانون من نقص فيتامين “د” هم الأكثر استفادة.
كيفية الحصول على ما يكفي من فيتامين “د”؟
يحصل الناس على بعض من فيتامين “د” من أشعة الشمس لأن الجسم يقوم بتكوين الفيتامين عندما يضرب ضوء الأشعة فوق البنفسجية الجلد.
تقول مانسون إنه في حين أن التعرض للأشعة فوق البنفسجية مهم للحصول على فيتامين “د”، فإنها تثبط الناس عن دخول الشمس لفترة طويلة مع الجلد غير المحمي لأنها يمكن أن تؤدي إلى حروق الشمس وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
لا توجد العديد من الأطعمة الغنية بطبيعتها بفيتامين “د”، وتعتبر الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة من أفضل مصادر فيتامين “د” التي يوجد فيها بشكل طبيعي وتوفر حصة واحدة من زيت كبد سمك القد 170٪ من القيمة اليومية للفيتامين.
أظهرت الدراسات أن كبار السن أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين “د” لأن القدرة على توليف فيتامين “د” تتناقص مع تقدم العمر.
معظم الناس ليس لديهم نقص حقيقي في فيتامين “د” ، ولكن ما يزال لديهم أقل من الكمية المثلى في دمهم. إذا كان التعرض لأشعة الشمس محدودًا وكنت قلقًا من عدم حصولك على ما يكفي من فيتامين “د”، يمكنك التفكير في المكمل للتأكد من حصولك على البديل اليومي الموصى به.
المصدر: سبوتنيك