يعد التعليم الإعلامي مجالاً تزداد أهميته يوماً بعد يوم نظراً لحقيقة أن وسائل الإعلام تتغلغل بشكل كبير في الحياة اليومية للأطفال والأسر. يتطلب التثقيف الإعلامي الناجح فيما يتعلق بالتلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت وألعاب الكمبيوتر من الآباء امتلاك كفاءة إعلامية خاصة بهم، إلى جانب المعرفة الكافية حول كيفية تعلم الأطفال لاستخدام وسائل الإعلام.
ويبدو أن المدارس لا تقدم التعليم الإعلامي اللازم للأطفال خلال استخدامهم الإنترنت، لذا تقع هذه المسؤولية على عاتق الأهل.
وترى الخبيرة باتريشيا كاماراتا أنه رغم أن الأطفال حالياً قد نشأوا على العالم الرقمي وألفوه وهم على ارتباط وثيق به، غير أن ذلك لا يغني عن التوعية الإعلامية وولا يعفي الأهل من مسؤولية تعليم أطفالهم وتحذيرهم من المخاطر التي تحيط بهذا العالم وكيفية التعامل معها. على سبيل المثال فيما يتعلق بحماية البيانات ومعلوماتهم الشخصية، أو الأخبار المزيفة وكيفية تمييزها والتعرف عليها، والتعامل مع اتصالات الغرباء في الشبكة العنكبوتية، وحمايتهم من التنمر والاستغلال فهذه الأشياء لا يكتسبها الصغار بمفردهم، لذا من الأفضل تجنب التجارب المؤلمة التي قد يواجهها الأطفال من خلال تعليمهم وتوعيتهم. بحسب ما نشره موقع “مايكروسوفت نيوز”.
ونظراً لتقدم العالم الرقمي والتقنيات بسرعة وبشكل مستمر، يجب على الأهل إيجاد آلية معينة للبقاء على إطلاع ومواكبة التحديثات بقدر المستطاع، إذ أن المجالات كبيرة جداً لهذا السبب ينصح بالبدء بوقت مبكر وليس فقط عندما يبلغ الأطفال سن المراهقة، ليكونوا حاضرين لأي سؤال قد يطرحه الطفل.
ووفقاً لأحدث الأبحاث، فإن تشجيع أطفالك على التفكير النقدي في الوسائط التي يستهلكونها أكثر أهمية من مجرد مراقبتهم ومعرفة ما يستخدمون. كما ينصح الخبراء بتثبيت الأجهزة التقنية في الغرف المشتركة لتظل تحت معاينة الأهل، ووضع قوانين وأوقات محددة لتحقيق التوازن في حياة الطفل. كما يمكن استخدم التكنولوجيا لبناء علاقة مع أطفالك، كإرسال رسائل نصية عبر الفيسبوك إليهم لخلق حوار معهم بين حين وآخر. إذ يحب الأطفال اليوم التواصل عبر التكنولوجيا. والأهم قضاء وقت مع الأطفال وممارسة نشاطات بعيداً عن الشاشات برفقتهم. بحسب ما نشره موقع “أي موم” الأميركي.
المصدر: dw.com