استطاع علماء الفلك أخذ صور ومشاهد مقربة جدا، لأول مرة في التاريخ، لمذنب من خارج المجموعة الشمسية.
وفتح دخول المذنب النجمي الذي يحمل اسم “2I بوريسوف”، نظامنا الشمسي العام الماضي، الأبواب لعلماء الفلك حول العالم لمعرفة الكثير عن الكون والوصول إلى استنتاجات جديدة في علم الفلك.
اعتبر العلماء أن هذا المذنب بمثابة “كبسولة زمنية”، يمنكها إعطائهم معلومات وفيرة حول أماكن أخرى خارج مجرتنا، والكشف عن أصلها وتاريخها.
ومنذ دخول المذنب لأول مرة في عام 2019، النظام الشمسي، تسببت أشعة الشمس في تخلصه من الطبقات الغازية التي كانت تحيط به منذ ملايين السنين، ما كشف عن أسرار كثيرة كانت مختفيه تحت الغاز.
في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، وجه علماء الفلك تلسكوباتهم نحو المذنب الذي يبعد عن الأرض حوالي 190 مليون ميل، لترصد صورا جديدة مخالفة لكل ما سبق من صور في عالم الفلك.
وتم تسجيل هذه المشاهد القريبة جدا بواسطة تلسكوبات تشيلي المعروفة باسم “ALMA”، بحسب “سي إن إن”.
وقال عالم الفلك في مركز “جودارد” التابع لوكالة “ناسا”، مارتن كوردنر، ومؤلف دراسة عن المذنب نُشرت يوم أمس الاثنين: “هذه هي المرة الأولى التي ننظر فيها إلى داخل مذنب من خارج نظامنا الشمسي”، وأضاف “إنه يختلف بشكل كبير عن معظم المذنبات الأخرى التي رأيناها من قبل”.
ورصدت التلسكوبات غاز سيانيد الهيدروجين وغاز أول أكسيد الكربون يخرجان من المذنب النجمي بشكل كثيف، واستطاع العلماء تحديد تدفق الغاز من المذنب، الذي يحتوي على كمية عالية بشكل غير معتاد من أول أكسيد الكربون، وهذا يشير إلى أن المذنب ربما يكون قد تشكل في ظروف مختلفة عن تلك الموجودة في نظامنا الشمسي.
وقالت العالمة ستيفاني ميلام، هي ومؤلفة مشاركة في الدراسة: “يجب أن يكون المذنب مكونًا من مادة غنية جدًا بجليد أول أكسيد الكربون، وهو موجود فقط في أدنى درجات الحرارة الموجودة في الفضاء، تحت -420 درجة فهرنهايت (-250 درجة مئوية)”، وأضافت “أول أكسيد الكربون شائع في المذنبات، ولكن يبدو أن الكمية هنا تختلف”.
يعتقد علماء الفلك أن هذا الاختلاف قد يكون بسبب المنطقة الغامضة التي تشكل بها المذنب، أو عدد المرات التي يقترب فيها المذنب من النجم بسبب مداره. يؤدي هذا النهج “الأقرب” إلى إذابة وإلقاء العناصر الأساسية التي تتبخر منه بسهولة.
وبدوره قال كوردنر: “إذا كانت الغازات التي لاحظناها تعكس تركيبة منشأ 2I / بوريسوف ، فإنها تُظهر أنها ربما تكونت بطريقة مختلفة عن مذنبات نظامنا الشمسي، في منطقة خارجية شديدة البرودة من نظام كوني بعيد”.
يمكن للمذنبات أن تحتفظ بشكل فريد بالمعلومات حول كيفية تشكلها لأنها في معظم الوقت تبقى بعيدة عن النجوم وباردة جدا بما يكفي لتبقى دون تغيير أو تبخر.
المصدر: سبوتنيك