لم يعد يكفي على ما يبدو التحذير، ولا الوقوفُ عندَ هذا الحدِ من التدابير، فاستخفافُ بعضِ الناسِ او استهتارُهم بسلامتِه وسلامةِ الغير، في غيرِ منطقةٍ من لبنان، يُعقّدُ الامورَ ويُصعّبُ المهمةَ على الحكومةِ ووزارةِ الصحةِ وكلِّ الجهاتِ المختصة، ورغمَ أنَ عدّادَ الاصاباتِ اليومَ توقفَ عندَ ثماني حالاتٍ جديدة، لكنَ ما رصدتهُ عدساتُ الكاميراتِ في بعضِ الشوارعِ والاسواقِ ينذرُ بتدحرجِ الامورِ وتضاعفِ الحالاتِ اِن اخترقَ الفايروس الخبيثُ – لا سمحَ الله – بعضَ التجمعاتِ غيرِ المنضبطة، المنتشرةِ بكلِّ أسفٍ في أكثرَ من منطقةٍ لبنانية..
ورغمَ الجرحِ اللبنانيِ الملتهبِ على اكثرَ من صعيدٍ اقتصاديٍ واجتماعيٍ وصحي، فانَ بلسماً، لعلَه يخففُ من الوجع، هو التكافلُ الاجتماعيُ الذي بدأَ يسلكُ مسارَه لمؤازرةِ الحكومةِ بما أمكنَ بوجهِ الازمةِ وتداعياتِها. التكافلُ الاجتماعيُ الانساني، لا ذاكَ الواقفُ على دفةِ اوجاعِ الناسِ مزايداً ومتاجراً، والأَوْلَى بهم الافراجُ عن حقوقِ الناسِ الـمُودَعَةِ اَمانةً لديهم.
وعلى كلِّ حالٍ فانَ حركةً مجتمعيةً نشطةً للاحزابِ والنوادي والجمعياتِ تنشطُ وتتوزعُ في مختلفِ المناطقِ من الجنوبِ الى الشمال، ومن بيروتَ وضواحيها الى الجبلِ والبقاعِ والمتنِ ساحلاً وجبلاً لعلها تخففُ من الاعباء، على انَ تخفيفَ العبءِ الاكبرِ يبقى بيدِ المواطنِ نفسِه، ان التزمَ الحجرَ المنزليَ رغمَ اوجاعِ البعضِ الماديةِ والحياتيةِ وحاجتِهِم للعملِ اليومي، الا انَ السلامةَ تبقى الأَوْلَى.
فبمنطقِ التحذيرِ رَفعت منظمةُ الصحةِ العالميةُ الصوت: كورونا يتفشى بسرعةٍ كبيرة، وتداعياتُه الصحيةُ والاجتماعيةُ والاقتصاديةُ كارثية.. فالامورُ اذاً ليست بالاتجاهِ الصحيحِ يُجمعُ العالمُ القابعُ تحتَ كارثتين: وباءِ كورونا المتفلت، ودونالد ترامب المتوحشِ الذي ما زالَ يمنعُ الادواتِ الطبيةَ عن الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانية ، حتى تلكَ التي اشترتها من اوروبا، في وقتٍ ارتفعَ فيه الصوتُ العالميُ بضرورةِ رفعِ العقوباتِ لتتمكنَ ايرانُ من مجابهةِ كورونا.. اما اوروبا الواقعةُ تحتَ اخطرِ الازمات، فان عدادَ الوفياتِ هو الاكبرُ بينَ دولِها، والمساعداتُ ما زالت متعثرةً اليها الا من روسيا والصينِ الواقفتينِ وحيدتينِ على خطِ المساعدةِ العاجلةِ لكلٍّ من ايطاليا واسبانيا المنكوبتين..
المصدر: قناة المنار