يمتلك النحل الطنان قدرة على التعرّف إلى الأشياء التي يراها عبر اللمس حتّى لو كانت في مكان مظلم، تماماً كما البشر، وِفق ما بيّنته نتائج دراسة نشرت في مجلّة “ساينس”.
تنضمّ هذه الحشرات إلى أنواع حيوانية أخرى تستخدم العديد من الحواس للتعرّف إلى الأشياء، على الرغم من كون أدمغتها صغيرة ولا تتخطّى حجم حبّة السمسم ولا تحتوي سوى على مليون خلية عصبية بالمقارنة بمئات المليارات لدى البشر.
في السابق، اكتشفت قدرة التعرّف إلى الأشياء عبر اللمس والبصر لدى الفئران، وتحديد الأماكن عبر الصدى لدى الدلافين، وعبر الإحساس الكهربائي لدى السمك.
أجرت كوين سولفي من “جامعة كوين ماري” في لندن وزملاؤها هذه التجربة على النحل الطنان، وقضت بإطلاق أكثر من أربعين نحلة في غرفة مظلمة، يوجد فيها كوب من الماء وسكر لجذب النحل وآخر يتضمّن سائلاً مرّاً، علماً أن أحدهما لديه شكل مكّعب والآخر شكل دائري.
وتبيّن أن النحل تعلّم في الظلام تحديد الشكلين المكعّب والدائري والتعرّف إلى السائل سواء كان مرّاً أو حلواً. لاحقاً أطلق النحل الطنان في غرفة مضيئة، توجد فيها الأكواب المكعبة والدائرية نفسها لكنها مغطاة بصفيحة زجاجية مثقوبة، ما مكّن النحل من رؤيتها لكن من دون لمسها، بحيث تجمّع النحل حول الماء الذي يحتوي على سكر، وربطت ذاكرتها بصور ناجمة عن لمس الصورة المرئية الجديدة.
وأجريت التجربة بطريقة معكوسة (أي في الضوء ومن ثم في الظلام) وبسوائل مقلوبة، وحصل العلماء على النتائج نفسها.
وشرحت كوين سولفي أنّ “النحل الطنان لديه تمثيل داخلي موحّد للأشياء في العالم. نظرته شاملة، ولا تنحصر بالردّ والتفاعل بشكل آلي”. لا يعني ذلك أن النحل لديه مستوى وعي مماثل للبشر، ولكن، وفقاً للباحثة، هناك الكثير من الأشياء التي تحصل في رأس النحل ولا نتوقّعها.
المصدر: فرانس برس