أحيا حزب الله مراسم يوم العاشر من محرم في مدينة صور، بمسيرة جماهيرية انطلقت من أمام مجمع الإمام الحسين في المدينة، بعد انتهاء الشيخ خير الدين شريف من تلاوة المصرع الحسيني.
وتقدمت المسيرة فرق كشفية لكشافة الإمام المهدي وحملة الرايات والصور والمجسمات، ومواكب اللطم التي شارك فيها الآلاف من الذين يرتدون الأكفان ويعتمرون العصبات الكربلائية، حيث صدحت الحناجر باللطميات الحسينية والشعارات الزينبية وهتافات المقاومة، فضلا عن رفع جدارية ضخمة تبرز رد المقاومة للطائرة الإسرائيلية المسيرة التي أسقطتها بالأمس قرب الحدود اللبنانية الفلسطينية، وأخرى تحمل صورة المسجد الأقصى مع التأكيد على الصلاة فيه موقعة باسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فيما كانت المراكب في عرض البحر قبالة خط المسيرة تجوب الشاطئ، وهي ترفع الرايات الحسينية وأعلام المقاومة.
وشقت المسيرة طريقها عبر الخط البحري، لتختتم أمام مبنى الجامعة الإسلامية، بمشاركة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله” السيد هاشم صفي الدين، وعضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين جشي، مرشح “حزب الله” و”حركة أمل” للانتخابات النيابية الفرعية في قضاء صور الفائز بالتزكية الشيخ حسن عز الدين، وقيادات حزبية، وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، إضافة لعوائل الشهداء إلى جانب عدد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية، وفاعليات وشخصيات، وحشود من المشاركين الذين تقاطروا إلى المدينة من مختلف القرى والبلدات المحيطة.
وألقى السيد صفي الدين كلمة، شدد فيها على أن “المقاومة التي اكتسبت شرفها وعزها وقوتها وانتصاراتها من اتباع النهج الحسيني، ستبقى الوفية لدماء الشهداء قاطبة، ولنهج سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين”.
وأكد “أننا لن نتخل أبدا عن هذا الطريق مهما كانت التضحيات والأثمان، فلا تراجع ولا تردد، بل إقدام وشجاعة وتضحية كما تعلمنا من سيد الشهداء، ومن أصحابه الأوفياء الذين مدحهم الإمام الحسين حينما قال، لا أعلم أصحابا أوفى من أصحابي، هؤلاء الذين قالوا له بعد أن قال لهم، هذا الليل قد غشيكم، فاتخذوه جملا، قالوا له لماذا، أنبقى بعدك يا حسين”.
أضاف: “نقول اليوم للقائد السيد علي الخامنئي، ولأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وللمقاومة وقادتها وشهدائها، نحن لا نتخلى عن ساحة الجهاد، ولماذا نتخلى عنها، ألنبقى بعدكم، لا طيب الله العيش بعدكم، وعليه، فإننا سنبقى المقاومة التي تقاتل في قلب الميدان في مواجهة العدو الإسرائيلي وكل التحديات والعقوبات، وفي وجه الحصار وكل التهديدات والمحاولات الإسرائيلية للنيل من قوتنا وقدراتنا مهما كانت التضحيات”.
وتوجه السيد صفي الدين الى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي “نتنياهو” بالقول: “لقد جربت وجرب من سبقك، ولقد عرفتنا جيدا، وأنت تقول أنك تعرف الكثير عن سلاحنا النوعي، وأنك تتابعنا بطائراتك ومسيراتك وتقصفنا هنا وهناك من أجل أن تحد من قدراتنا، ونحن نقول لك، إن ما عرفته هو القليل القليل، وإن ما خفي عنك هو الكثير الكثير، فإذا أخطأت بحماقة جديدة، سنأتيك بما عرفته وبما لم تعرفه من سلاحنا واقتدارنا، لنصيبك بذل وهوان أكبر من الذل والهوان الذي أصابك وجنودك وضباطك قبل أيام”.
وأكد سماحته أن “المقاومة قوية وصامدة وثابتة وصابرة ومحتسبة، وتتطلع إلى الأمام وإلى الأمل المشرق، ورفع الحيف والظلم عن كل أمتنا وشعوبها، ولأننا في يوم الحسين والعاشر، لا بد إلا أن نكون مع المظلومين والمستضعفين، من فلسطين المظلومة، إلى اليمن والعراق والبحرين وسوريا والمظلومين والمقهورين في سجون آل سعود، وإلى كل مظلوم ومقهور في منطقتنا وعالمنا الإسلامي، وعليه، فإن المقاومة التي وقفت مع هؤلاء المعذبين والفقراء والمحرومين والمظلومين، ستبقى معهم وتدافع عنهم، ولكننا على ثقة تامة أن هذا العصر قد تبدل، وأن هذه الأيام قد تغيرت”.
وشدد على “أننا لسنا في زمن الخنوع والخضوع، ولا في زمن الاستسلام، وإنما نحن في زمن الانتصارات، لأن هذا العصر هو عصر الحسين بن علي، وعصر كربلاء، والإمام المهدي، والإمام الخميني، والمقاومة، وبالتالي، فإن الانتصارات ستكون للمقاومة في الحاضر والمستقبل بإذن الله تعالى”.
وختم سماحته بالقول: “تأكيدنا في نهاية المطاف مع سيد الشهداء أننا سنبقى على هذا الطريق مهما كانت الصعوبات والتحديات في كل الساحات والميادين، ومخطئ وواهم من يظن أن مقاومتنا تتعب أو تتراجع أو أن شعبنا الأبي يمكن أن يفكر يوما في التعب أو التراجع، أو أن هذه المقاومة وجدت لتقف، فهذه المقاومة منذ يومها الأول تأسست على اسم الله وفي سبيل الله، ووجدت لتتقدم ولتنمو وتتطور وتحقق الانتصارات تلو الانتصارات، وهي كذلك بإذن الله تعالى في القادم من الأيام، طالما أنها المقاومة التي تهدد دائما بالفم الملآن والحناجر التي تصدح دوما لبيك يا حسين”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام