ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 25-05-2019 في بيروت على اطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى المقاومة والتحرير والمواقف التي سيطلقها في هذه المرحلة الحساسة وعلى إنتهاء الحكومة اللبنانية نظرياً مشروع الموازنة، على أن يجري بحث ما يلزم في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد الإثنين في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل إصدار مراسيم إحالة الموازنة إلى مجلس النواب.
اللواء :
تسوية جمعة الحسم: قسمة إقتراحات باسيل بين السراي وبعبدا والـ2020
الحريري: مشروع الموازنة يتضمّن رؤية إقتصادية
أسئلة أميركية – فرنسية عن الإستقرار والترسيم وسيدر
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول “ما لم تحسمه الجلسات الـ19 التي عقدت بغالبيتها في السراي الكبير، سيكون على بساط البحث والقرارات في جلسة تعقد عند الحادية عشرة والنصف في القصر الجمهوري، لحسمها، وإحالة موازنة الـ2019 إلى المجلس النيابي، بحيث تكون جلسات ما بعد الفطر السعيد مخصصة لاقرارها، تمهيداً للانتقال إلى موازنة الـ2020، التي تعتبر امتداداً لها، ان لجهة التخفيض وانكماش الحركة الاقتصادية، أو لجهة المس بأماكن هدر، وتهرب مالي وضرائبي.. وذلك قبل سفر الرئيس سعد الحريري إلى المملكة العربية لتمثيل لبنان في القمة العربية الاستثنائية، والقمة الإسلامية، بناء لطلب من المملكة العربية السعودية، للنظر في التهديدات الإيرانية والاعتداءات على منشآت المملكة وأراضيها”.
وهكذا في الجلسة 19، وفي ذكرى التحرير رقم 19، وفي العام 2019، انجزت الموازنة في اجتماعات السراي، وقال وزير المال علي حسن خليل «تمت الموافقة على كل البنود والأرقام». وأعرب وزير الإعلام جمال الجراح عن ارتياحه بالقول: «هلأ الحمد الله خلصنا وانتهت الموازنة» التي تتضمن رؤية اقتصادية وفقاً للرئيس الحريري.
ولكن، وعلى الرغم من ان «اللواء» كانت أوّل من أشار إلى «جمعة الحسم» التي انتهت فعلاً النقاشات في السراي الكبير، ولو على مضض، وفقاً لمعلومات «اللواء»، ومن دون إنجاز سائر البنود، بما في ذلك البنود المتعلقة بالتدبير رقم 3، الذي سيكون مدرجاً على جدول أعمال جلسة الاثنين، في ضوء ما سيتوصل إليه قادة الأجهزة العسكرية والأمنية.
الجلسة 19
وعلى الرغم من الضبابية التي أحاطت بنتيجة ما آلت إليه محصلة الجلسة الـ19 لمجلس الوزراء، بالنسبة إلى مسألة الانتهاء من درس مشروع موازنة العام 2019، أو انه ما يزال هناك تتمة، فإن الثابت ان مشروع الموازنة انتقل رسمياً إلى القصر الجمهوري في بعبدا، في جلسة تقرر ان تعقد عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين المقبل من أجل حسم بعض النقاط في الموازنة، قبل سفر رئيس الحكومة إلى مكة المكرمة للمشاركة في القمة الإسلامية الخميس المقبل.
وفهم من عبارة «حسم بعض النقاط في الموازنة» ان النقاش لم ينته، وان الجلسة التي ستعقد في بعبدا ستكون لاجراء قراءة أخيرة في الأرقام ونسبة العجز التي تحققت جراء التخفيضات التي اجريت عليها، وذكرت مصادر وزارية لـ«اللواء» ان جلسة بعبدا ستخصص لمناقشة بعض الامور التقنية وربما تتوسع الى نقاش بعض البنود او النقاط التي يمكن ان تدخل تحسينات اضافية على الموازنة، او بعض البنود التي لاقت تحفظات بعض القوى السياسية.
لكن مصادر وزارية أخرى أبلغت «اللواء» ان لا عودة الى الوراء في ما اتخذه مجلس الوزراء من قرارات في الموازنة وان انعقاد جلسة في القصر الجمهوري يهدف الى حسم بعض النقاط مع العلم انه ستكون للرئيس ميشال عون مداخلة في الملف برمته.
واشارت الى انه يجوز القول ان هناك عجلة لاقرار الموازنة قبيل سفر الرئيس الحريري للمشاركة في القمة الاسلامية. ولم تخف المصادر خشية من العودة لإثارة موضوع الرواتب مع العلم ان ملاحظات الوزراء رفضت المس بالرواتب وان اي اجراء يجب ان يراعي العدالة فيما كان كلام عن التخوف من ثورة واضرابات.
وكشفت المصادر ان مفاجأة جلسة الامس، كانت ابلاغ وزير الاتصالات محمد شقير المجتمعين ان تحويلات عائدات قطاع الخلوي للخزينة ستنخفض نحو 200 مليار ليرة بسبب تراجع العائدات ورد ذلك الى اقبال المشتركين على استعمال خدمة «واتس اب» للاتصال بدل الاتصالات العادية الاعلى كلفة، لكن الرئيس الحريري وبعض الوزراء استغربوا الامر واشاروا الى انه كان من المتوقع ان تزداد تحويلات الخلوي هذه السنة نحو 190 مليارا فإذا بها تنخفض. وقال الرئيس الحريري انه يمكن نقاش هذا الموضوع في جلسة بعبدا.
وقالت المصادر الوزارية لـ«اللواء» ان مقترحات الوزير جبران باسيل لم تقر كلها، وبقي بعضها للنقاش، فإما يقر في موازنة 2020 واما في جلسات عادية لمجلس الوزراء وتصدر بها مراسيم او مشاريع قوانين في حال جرى التوافق عليها. كما جرى البحث في بعض الامور التفصيلية من باب التوضيح لا التعديل.
واوضحت المصادر ان الجو في الجلسة كان ايجابيا، وكانت هناك رغبة شديدة بالانتهاء من الموازنة في هذه الجلسة، وبرغم النقاشات التي استمرت حول مقترحات باسيل الا ان الامور انتهت والمهم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من خطوات اصلاحية وتقشفية، حتى ننتقل الى ملفات اخرى مهمة لا زالت مطروحة امام الحكومة.
واكد نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني لـ«اللواء» ان وزراء «القوات اللبنانية» تحفظوا على بعض النقاط لا سيما التي ادخلت في اللحظة الاخيرة ولن ندخل في نقاش حولها، فنحن لسنا ضد إقرار الموازنة ولا يمكن ان نعرقل اقرارها لكننا نحتفظ بحقنا في التحفظ وسنعرض وجهة نظرنا في جلسة بعبدا. فإذا قرروا اقرارها لن نقف امامها والمهم تنفيذ ما اتفق عليه من اصلاحات واجراء مزيد من الاصلاحات البنيوية، فالموازنة ليست معادلة حسابية بل يجب ان تركز على امور بعيدة المدى سواء داخل الموازنة او من خارجها.
وذكرت المعلومات ان الوزيرين اكرم شهيب ووائل أبو فاعور طالبا بإعادة النظر بقوانين البرنامج المتضمنة 193 مليارا لبرامج إنمائية في المناطق اللبنانية وبتخفيضها إلى النصف، وخفض رواتب السلطات العامة والقطاع العام وزيادة غرامات الاملاك البحرية، فيما رفض وزراء «حزب الله» المس برواتب القطاع العام.
ولوحظ ان وزير الإعلام جمال الجراح، عمد بعد انتهاء الجلسة إلى ان يزف إلى الصحافيين نبأ الانتهاء من مناقشة الموازنة، قائلاً: «مبروك انتهينا والحمدلله من الموازنة»، لكن عدداً من الوزراء أبدوا اعتقادهم ان المشروع لا يزال يحتاج إلى أكثر من جلسة في بعبدا قبل اقراره بصفته النهائية، لافتين إلى ان هناك بنوداً لا تزال بحاجة إلى درس أو إعادة نظر ومن هنا كان الانطباع العام ان النقاش لم ينته، بخلاف جزم وزير المال بانتهاء أعمال الموازنة بكل موادها وارقامها، مشيرا إلى ان الرئيس الحريري ارتأى عقد جلسة ختامية في بعبدا بالتفاهم مع رئيس الجمهورية لاعلان إقرار مشروع الموازنة بشكل رسمي، لافتا الىانه لم يعد هناك ضرورة لإعادة النقاش بارقام إضافية أو مواد في الجلسة المقبلة.
وأوضح الوزير الجراح، ان الرئيس الحريري استهل الجلسة بالرد على الكلام الذي قيل بأن مشروع الموازنة لا يتضمن رؤية اقتصادية، معتبرا هذا الكلام مجرّد حكي، لأن الرؤية الاقتصادية والإنمائية والاستثمارية موجودة في البيان الوزاري وفي مؤتمر «سيدر»، وخطة ماكيزي والتصحيح المالي، وهذا الأمر يحصل على خمس سنوات.
وتابع الحريري: ليس صحيحاً أيضاً انه لم يكن هناك كلفة للتأخير، اساسا الكلفة حصلت من اول السنة، ومن التأخير بتشكيل الحكومة، وهي مستمرة مع التأخير غير المبرر باعداد الموازنة. اذا اردتم ان نكمل هكذا ليس لدي مانع، وارى اننا أصبحنا على ابواب اعداد موازنة 2020، وانا لدي ايضا سلة اقتراحات ايضا. فإذا كان المطلوب ان نبقى ندور ونغرق بأرقام 2019، ليس هناك من مانع ولكن يجب ان تعرف الناس ان نسبة العجز التي وصلنا اليها مهمة جدا بالنسبة للتخفيض من 11.5% الى 7.5 % وهذا الامر ليس عاديا. علينا الاتكال على الله للانتهاء من موازنة 2019».
إلى ذلك، رجحت مصادر مطلعة ان يعقد اجتماع بين قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، للتفاهم على مسألة التدبير رقم 3 الخاص بالعسكريين، قبل الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء في بعبدا، على الرغم من اعتقاد الوزير خليل بأن التدبير رقم 3 ليس بحاجة إلى الموازنة ولا مجلس الوزراء، وسبق ان أتخذ قرار باحالته الى المجلس الاعلى للدفاع، لكن يبدو ان هناك من يُصرّ على ان يكون جزءاً من صفقة تخفيض النفقات إلى جانب إعادة النظر برواتب الوزراء والنواب واقفال معابر التهريب، حيث طالب وزير الدفاع الياس بوصعب بعقد جلسة خاصة لدرس آلية اقفال المعابر البرية إلى سوريا.
حضور ديبلوماسي اميركي- فرنسي
على ان اللافت للانتباه، مع انتهاء الحكومة من ملف الموازنة، أو أقله الأسبوع المقبل، كان الحضور الديبلوماسي الأميركي والفرنسي إلى بيروت، والذي من شأنه ان ينقل المتابعة الرسمية والاهتمام السياسي من موضوع الأرقام والموازنة، إلى أمور أكثر أهمية تتعلق بمندرجات تطبيق مؤتمر «سيدر»، ومفاوضات ترسيم الحدود البرية والبحرية، إلى جانب تطورات الوضع في المنطقة في ضوء التوتر الحاصل بين إيران والولايات المتحدة، فضلاً عن «صفقة القرن» التي وضعتها واشنطن على نار حامية، من خلال دعوتها إلى المؤتمر الاقتصادي في البحرين لجذب استثمارات بالتزامن مع تسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وسجل في هذا السياق وصول المستشار الديبلوماسي المعاون للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، المستشار اوريليان لو شوفالييه إلى بيروت حيث التقى أولاً الوزير باسيل في الخارجية، ثم الرئيس الحريري في السراي ووزيرة الطاقة ندى البستاني، كما التقى بعيداً من الأضواء مستشارين للرئيس عون ونبيه برّي.
وبحسب المعلومات، فإن البحث تناول في جميع هذه اللقاءات تطبيق مقررات مؤتمر «سيدر»، والمناقشات التي جرت على صعيد الموازنة داخل الحكومة، واستوقف الوزيرة بستاني بشكل خاص عند الإصلاحات التي تحققت في قطاع الكهرباء والذي كان يستنزف نسبة كبيرة في الموازنة، باعتبار ان وقف الانفاق على الكهرباء كان أحد شروط «سيدر».
وعدا عن الموازنة والاصلاحات، لن يغيب عن مداولات لوشوفالييه في بيروت، موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، حيث أفادت معلومات ان مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد سيعود إلى بيروت الثلاثاء المقبل، لاستكمال وساطته لحل الخلاف على ترسيم الحدود الجنوبي بين لبنان وتل أبيب.
لكن الذي استأثر بالاهتمام، كان حضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي اليون انغل إلى بيروت، في هذا الوقت بالذات، وتكمن أهمية، الرجل في الدور الذي لعبه في صنع القرار الدولي 1559 وقبله في قانون محاسبة سوريا في الكونغرس، ولا بدّ ان يكون قد اثار مع الرئيسين عون والحريري، اللذين التقاهما كلا على حده، الأوضاع في المنطقة، والتوتر بين إيران والولايات المتحدة، وبالطبع موضوع «صفقة القرن» الأميركية لتسوية النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، وكذلك موضوع العقوبات الأميركية على إيران واستطراداً على «حزب الله».. إلى جانب ترسيم الحدود مع إسرائيل.
إلا ان المعلومات الرسمية التي وزّعت عن اللقاءين لم تشر إلى كل هذه المواضيع، وتجاهلت بشكل خاص دعوة واشنطن إلى المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في البحرين في 25 حزيران المقبل، من ضمن «صفقة القرن»، والتي ذكرت معلومات خاصة ان باريس حفزت بيروت على المشاركة في هذا المؤتمر، باعتبار ان لبنان يُمكن ان يستفيد منه مالاً واستثمارات، فيما أكدت واشنطن من جهتها على أهمية التمسك بمبدأ النأي بالنفس لمنع أي فصيل محلي وتحديداً «حزب الله» من وضع الساحة الجنوبية والمنطقة الجنوبية خصوصاً تحت تصرف إيران لاستخدامها في الكباش الحاصل مع الولايات المتحدة.
وبحسب المعلومات الرسمية، فإن الرئيس عون أبلغ السيناتور انغل ان «لبنان بلد محب للسلام ويعمل من أجل تحقيقه، لأنه يضمن بذلك الأمان لشعبه ولشعوب منطقة الشرق الاوسط». ودعا الولايات المتحدة إلى المساعدة في إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وكذلك العمل لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطنيين، مؤكدا التزام لبنان تنفيذ القرار 1701 بالتعاون بين الجيش اللبناني و«اليونيفل»، داعياً إلى المساعدة في مسألة ترسيم الحدود الجنوبية البرية والبحرية.
عيد المقاومة والتحرير
وكان الرئيس عون قد اعتبر، في كلمة له، لمناسبة عيد «المقاومة والتحرير» الذي يصادف اليوم، ان إنجاز التحرير «ما كان ليتحقق، لولا الروح الوطنية العالية التي تحلى بها اللبنانيون، والتي جعلت من الشهادة سلاحاً في وجه الطغيان والقوة العسكرية الغاشمة».
ولفت إلى أن المقاومة «هي حق طبيعي لأي شعب تنتهك أرضه، أو مياهه، أو سماؤه، لافتاً إلى أن لبنان قدّم للعالم نموذجاً تاريخياً لفاعلية مقاومة الشعوب مهما كانت قوة العدو وقدراته العسكرية».
وشدد على تمسك لبنان بتنفيذ القرارات الدولية التي تحفظ سلامته وسيادته الكاملة على أرضه، ولاسيما القرار الدولي الرقم 1701، مشيراً في الوقت نفسه إلى خرق اسرائيل المستمر لهذا القرار. ودعا المجتمع الدولي إلى دعم لبنان في مطالبته الدائمة باحترام هذا القرار بكل مفاعيله ومندرجاته.
يُشار إلى ان إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في المناسبة، ستكون عند الساعة الخامسة عصر اليوم، وليس السادسة كما ورد سابقاً، لافساح المجال امام جمهوره لمتابعته عبر الشاشة قبل موعد الإفطار.
ولاحقاً، نفت مصادر ديبلوماسية لـ«اللواء» ان تكون زيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي الى لبنان لها علاقة بمؤتمر البحرين وقالت انه لم يأت على ذكره وان جولته هي استطلاعية .
وافادت انه كما غيره من المسؤولين الأميركيين يستفسر عن الوضع في لبنان والمنطقة وسوريا وإيران معلنا استعداد بلاده لمساعدة لبنان والجيش اللبناني.
واوضحت ان انغل استفسر عن موضوع النازحين وشرح رئيس الجمهورية الوضع وتداعيات النزوح. كما شرح موضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية متحدثا عن متابعة مهمة ساترفيلد في هذا المجال. كذلك استفسر المسؤول الأميركي عن الوضع على الحدود وملف تبييض الأموال حيث اكد الرئيس عون تطبيق لبنان القوانين في مكافحة تبييض الأموال.
ولوحظ ان المسؤول الأميركي ابدى اهتمامه بلبنان ومساعدته ويريد رؤيته مستقرا ومزدهرا والا يتأثر بالتطورات التي تحصل في المنطقة.
اعتصام الجامعة
تربوياً، نفذ أساتذة وطلاب الجامعة اللبنانية اعتصاماً حاشداً في ساحة رياض الصلح، دفاعاً عن الجامعة الوطنية، بمؤازرة طلابية حاشدة، رفضاً لتخفيض موازنة الجامعة اللبنانية، حيث تمّ اقتطاع 80 مليار ليرة، بحسب ما أكّد رئيس الهيئة التنفيذية وللاساتذة المتفرغين في الجامعة الدكتور يوسف ضاهر الذي كانت له كلمة في الاعتصام أكّد فيها الاستمرار في الاعتصام والاضراب وعدم التخلي عن أي مطلب من المطالب، وهي سلّة واحدة، محملا السلطة المسؤولية الكاملة عن مصير العام الجامعي.
كما نفذ اعتصام مماثل لأساتذة وطلاب الجامعة في طرابلس بمشاركة النائب علي درويش.
البناء :
ترامب يرسل 900 جندي و600 احتياط لردع إيران… وطهران تعدّ أيامها للخروج من التفاهم
عون والقومي وأحزاب وشخصيات لتكامل الجيش والمقاومة… واليوم يطلّ نصرالله
الموازنة انتهت نظرياً وتنتقل إلى بعبدا الإثنين… ولجنة المال تبدأ مناقشتها بعد العيد
صحيفة البناء كتبت تقول “تمخض الجبل فولد فأراً، هذا هو أبسط التعليقات على استجابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعوات إرسال وحدات من المشاة تقدّر بمئة وعشرين ألفاً، وفقاً لطلبات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وبطليعة لا تقلّ عن عشرة آلاف جندي وفقاً لوزارة الدفاع الأميركية، فجاء قرار ترامب بإرسال تسعمئة جندي لتشغيل معدات حماية كما قال من المهندسين والفنيين، وبوضع ستمئة جندي في حال استعداد للإرسال إذا دعت الحاجة، بينما وصف خبراء روس القوات الأميركية التي تمّ حشدها في الخليج باللقمة الأولى التي ستلتهمها أول صدمة مواجهة مع إيران ما لم تحشد أميركا لحرب حقيقيّة، مئات آلاف الجنود وألف طائرة على الأقل، وقامت بإجراء تفاهمات تسمح لها التحرك عبر الحدود البرية لتركيا وباكستان والعراق في أي مواجهة مع إيران. وتحدث الخبراء عن القدرة الصاروخية الإيرانية وشبكات الدفاع المضادة للطائرات والصواريخ التي تمتلكها إيران والتي يتم تحضيرها وتعزيزها بالمزيد من التكنولوجيا الروسية، بما يكفي لامتصاص الصدمة الأولى من أي مواجهة يُفترض التحسّب لها إذا انتهت مهلة الستين يوماً التي حددتها إيران للخروج من الاتفاق النووي، ولم يتمّ التوصل لخريطة طريق نحو التهدئة”.
وقال الخبراء إن إيران تنصرف منذ أعلنت المهلة للإعداد لهذه المواجهة، بينما يقف الأميركيون بوضعهم الراهن عسكرياً على أرضية يسهل اهتزازها، فقواعدهم في الخليج مكشوفة، وحاملات طائراتهم أهداف سهلة، وصواريخهم يمكن تشتيتها، وحلفاؤهم في المنطقة وخصوصاً السعودية والإمارات و»إسرائيل» سيكونون على مرمى الصواريخ التي سيشترك فيها حلفاء إيران بلا استثناء إذا بدأت المواجهة. وتوقع الخبراء أن تحتاج واشنطن لسنة ونصف على الأقل لحشد القوات اللازمة لمواجهة جديّة، واستبعدوا أن تنجح واشنطن بتذليل العقبات التي تمنع استخدامها للأراضي التركية والعراقية والباكستانية في المواجهة المتحملة مع إيران.
لبنانياً، أنهت الحكومة نظرياً مشروع الموازنة، وأعلن رئيس الحكومة ومعه الوزراء أن مهمة الحكومة أنجزت، رغم وجود فرص للمزيد، على أن يجري بحث ما يلزم في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد الإثنين في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، قبل إصدار مراسيم إحالة الموازنة إلى مجلس النواب، وبدا أن التفاهم قد احتوى الخلافات والتباينات على قاعدة تضمين موازنة عام 2020 التي ستبدأ عملية الإعداد لها مطلع الصيف عملياً، كل المقترحات والإجراءات التي لم تسمح الفرصة بتضمينها لموازنة العام 2019، وأوحت تصريحات وزير الخارجية جبران باسيل ومثله وزير المال علي حسن خليل ووزراء القوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي أن الانتقال بالموازنة إلى بعبدا ليس نقلاً للمشكلة إلى هناك بل إعلان نهاية مخاض الموازنة قبل إحالتها إلى مجلس النواب، باستثناء بعض النقاط التي تمً التوافق على نقلها إلى اجتماع الإثنين في بعبدا، بينما ينتظر أن تبدأ لجنة المال والموازنة بمناقشة الموازنة وبنودها بعد عطلة عيد الفطر الذي سيحلّ في الأسبوع الأول من الشهر المقبل، ليكون أمام لجنة المال واللجان النيابية الأخرى فرصة ثلاثة اسابيع تقريباً لتجهيز الانتقال بالموازنة مطلع شهر تموز إلى الهيئة العامة لمجلس النواب وفقاً لتقديرات مصادر نيابية مطلعة.
نقاشات الموازنة لم تحجب مناسبة عيد المقاومة والتحرير فتصدّرت المواقف أمس، التحية التي وجّهها رئيس الجمهورية وعدد من الأحزاب والشخصيات وفي طليعتها الحزب السوري القومي الاجتماعي، للجيش والمقاومة في المناسبة واعتبار تكاملهما مع الشعب قد شكل المعادلة الذهبية للتحرير، بينما ينتظر لبنان والعالم الكلمة التي سيطلّ بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالمناسبة مساء اليوم.
يطل اليوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى المقاومة والتحرير وشددت مصادر مطلعة لـ»البناء» على ان السيد نصر الله سوف يتناول في كلمته المتلفزة اليوم جملة مواضيع، فعطفاً عن أنه سيبدأ كلمته بالتأكيد على معنى هذا العيد وهذه المناسبة، وأهمية الحفاظ على المعادلة الثلاثية لتحرير ما تبقى من أرض محتلة وحماية لبنان من الأطماع الإسرائيلية فإنه سيأتي على التطورات في المنطقة والمتصلة بالمواجهة مع «إسرائيل» وما يسمّى بصفقة القرن التي ستكون صفقة فاشلة، حيث سيؤكد في هذا السياق على ضرورة الوحدة والتكاتف في وجه ما يحاك للبنان من خطر التوطين، وسيؤكد جهوزية المقاومة اليوم لمواجهة اي اعتداء. وفي ما خص ملف الترسيم، فان السيد نصر الله سيدعو المعنيين الى التعاطي بحذر مع الوساطة الأميركية، وسيجدّد التأكيد على أهمية الموقف اللبناني الموحد في هذا الملف.
واعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن إنجاز التحرير «ما كان ليتحقق، لولا الروح الوطنية العالية التي تحلى بها اللبنانيون، والتي جعلت من الشهادة سلاحاً في وجه الطغيان والقوة العسكرية الغاشمة». ولفت إلى أن المقاومة «هي حق طبيعي لأي شعب تنتهك أرضه، أو مياهه، أو سماؤه»، لافتاً إلى أن «لبنان قدم للعالم نموذجاً تاريخياً لفاعلية مقاومة الشعوب مهما كانت قوة العدو وقدراته العسكرية».
أما قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي أكد «أننا لن نستكين حتّى تحرير كامل أرضنا من الاحتلال الإسرائيلي، ولن نبخل بعرق أو دم لتحقيق هذه الغاية النبيلة مهما عظُمت التحديات»، بعث برسالة الى السياسيين قائلاً خلال توجّهه الى العسكريين «في زمن ندر فيه الوفاء، وتحوّلت التضحية من أجل الوطن إلى تضحية بالوطن، ما زلتم أوفياء للقسم رغم ما تتعرّض له المؤسسة العسكرية من تنكّر للوعود، تتمسكون بشرف أداء الواجب، وتقدّمون الشهيد تِلْوَ الشهيد والجريح تِلْوَ الجريح بعزيمة لا تلين، مُدركين أنكم بذلك تحفظون العهد وتصونون أمن بلدنا واقتصاده وسلمه الأهلي وصيغة عيشه المشترك». واشار الى ان العسكريين اكتسبوا ثقة الدول الحليفة والصديقة، وثقة الشعب اللبناني الذي يرى فيكم صمام الأمان، نتيجة العديد من الإنجازات، المتمثلة بانتصارهم على الإرهاب، وترسيخ الاستقرار الداخلي في ظل أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين، وانتشارهم عند الحدود الجنوبية تنفيذاً للقرار 1701 ومندرجاته بالتعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وذلك على الرغم من تهديدات العدو الإسرائيلي وخروقاته المتواصلة براً وبحراً وجواً.
ودعا الحزب السوري القومي الاجتماعي كل القوى في لبنان بأن تلتف حول معادلة الجيش والشعب والمقاومة، فهذه المعادلة هي التي تحمي لبنان وتصون وحدته وأمنه واستقراره وسيادته، ومصلحة لبنان بما يمتلك من عناصر قوة.
وقال في بيان أصدرته عمدة الاعلام في ذكرى عيد المقاومة والتحرير: «واهم كل مَن يعتقد أن هناك قوة في العالم تستطيع كسر إرادة المقاومين والنيل من عناصر قوة لبنان. وواهم أيضاً مَن يعتقد أن عقارب الساعة تعود إلى الوراء، يوم كان الاحتلال يعيث إجراماً وقتلاً والعملاء يستقوون به ويرتكبون فعل الخيانة والإجرام». وأضاف: «نوجه التحية لمقاومتنا، بكل أحزابها وقواها، لأنها المشروع الأنقى والأجدى، وأرباح هذا المشروع منسوب لا ينضب من الحرية والكرامة والعز والعنفوان».
وشدد على ان فرح التحرير يكتمل باستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وبوقف كل انتهاك صهيوني لسيادة لبنان، برا وبحرا وجوا، ويكتمل بأن يستعيد لبنان عافيته، وينعم بالأمن الاقتصادي والاجتماعي وبالاستقرار على كل المستويات. وأمل أن تقر موازنة، لا تزيد الفقير فقراً، ولا تقتطع من رواتب العسكريين وسائر الموظفين وذوي الدخل المحدود.
وأكد أن موقف لبنان المتمسك بكامل حقه في حقول النفط والغاز وترسيم حدودها وفقاً لخرائطه وشروطه، يرجع إلى تمتع لبنان بعناصر القوة، لذلك ندعو الجميع إلى أن يلتفوا حول عناصر قوة لبنان لنحمي بلدنا ونصونه، مجدداً رفضه أي دور أميركي يقوم على أساس سياسة ازدواجية المعايير، قائلاً: يتوجب على مساعد وزير الخارجية الأميركي دايفيد ساترفيلد أن يفهم جيداً بأن لبنان لا يكترث بسياسات الترهيب والتهديد، لأنه واجه بوارج الأطلسي وغطرسة العدو الصهيوني وحروبه، والمحصلة معروفة، وما على العدو الصهيوني إلا التسليم للبنان بحقه كاملاً.
وعلى خط الموازنة وبعد نقاش طويل دام 19 جلسة خرجت الموازنة من السراي لتنتقل الى بعبدا بانتظار أن تعقد جلسة صباح الاثنين عند الساعة الحادية عشرة والنصف تمهيداً لإحالتها إلى المجلس النيابي. وفي السياق نفسه أشار الرئيس سعد الحريري في مستهل جلسة امس، الى ان «هناك كلاماً عن أن مشروع الموازنة لا يتضمن رؤية اقتصادية، وهذا الكلام غير صحيح لأن الرؤية الاقتصادية موجودة في البيان الوزاري وفي مؤتمر سيدر وخطة ماكنزي، والتصحيح المالي يحصل».
وبحسب المعلومات التي توافرت لـ»البناء» فان الرئيس الحريري لم يعقد ووزير المالية علي حسن خليل، المؤتمر الصحافي بسبب الخلافات التي خيمت على آخر 3 جلسات لمجلس الوزراء، فخليل اكتفى بدردشة مع الصحافيين جرياً على العادة بعد كل جلسة، معتبرة ان الامور انتهت امس، عند هذا الحد على امل ان يتمكن رئيس الجمهورية في احياء التوافق المفترض بين اطراف الحكومة حول الموازنة، خاصة أن الخلاف بين وزير المال والخارجية علي حسن خليل وجبران باسيل لم يحل، وان ما جرى خلال الاجتماع المصغر قبل جلسة الاربعاء لم يتعد تهدئة النفوس.
وفي السياق ذاته، تشير المعلومات الى ان التوتر الذي خيم على جلسة أمس، وعلى الجلسة التي سبقتها أفضى الى ترحيل الكثير من الاقتراحات والملاحظات الى جلسة بعبدا، لافتة الى ان الامور لا تزال معقدة. واعتبرت المصادر ان النقاش في الموازنة لم ينته ولن ينتهي قبل ان تحال الموازنة الى البرلمان مشيرة الى ان التحفظات بدأت تظهر من أكثر من فريق، حيث ابدى وزراء القوات من جهتهم ملاحظات حول الموازنة باعتبار أنها لا ترقى كما يقولون الى مستوى الموازنة الإصلاحية المنشودة.
واشارت المصادر الى ان توقعات ايرادات الاتصالات خفضت من 1900 الى حوالي 1700 في حين أن وزراء القوات كانوا يطالبون بزيادتها وتم الاتفاق على موضوع منح التعليم 15 في المئة سنوياً وتدريجياً على السنوات المقبلة فضلاً عن زيادة الرسوم على البحص والرمل ورفع الضرائب على اليخوت وفرض إجراءات إضافية على التهرب الضريبي.
وأكد وزير المال علي حسن خليل أن «هناك توجهات عامة جرت مناقشتها ليست مرتبطة بشكل مباشر بالموازنة» وقال: «لا نقاش في مواد أم ارقام اضافية في الجلسة المقبلة أينما كانت. الحريري قال انتهينا ولا أحد قال إنه لديه ما يضيفه». وشدد على أن «تدبير رقم 3 ليس بحاجة الى موازنة بل لقرار مجلس الوزراء»، مشيراً الى أن «الأملاك البحرية أقرت وهي ملحوظة بالموازنة ووزارة المالية بدأت بتكليف المعنيين بهذا الأمر».
قال خليل، في تصريح له عبر موقع «تويتر»، فقال: «لقد أوفينا بما التزمنا به لجهة إقرار موازنة استثنائية تخفّض العجز إلى أفضل نسبة ممكنة، وتعيد الانتظام إلى إدارة المال العام، وتمتّن الثقة بالدولة من مواطنيها ومن العالم، تماماً كما التزمنا بإعداد قطع الحسابات التي كانت عالقة منذ 20 عاماً. سنكمل العمل بشكلٍ متواصلٍ ويومي من أجل استكمال التصحيح الجدّي والكامل للمسارات الاقتصادية والمالية».
وقال: «المهم أنّنا وصلنا إلى نسبة عجزٍ بحدود 7,5 »، و»كان يمكننا خفض العجز بنسبة أكبر لكن ذلك كان سيتطلب فرض أعباء إضافية على الناس، ونحن لم نقبل المساس بالفقراء ومتوسطي الحال، التزاماً بوعودنا وبنهجنا، لأنّ تحسين حياة الناس يهمنا تماماً مثلما يهمنا تحسين أداء الدولة».
وسط هذه الاجواء، يعود مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد الى بيروت الثلثاء المقبل، في إطار وساطته في ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، بين لبنان وكيان العدو الإسرائيلي. وبانتظار ان يصل ساترفيلد، حطّ رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي اليوت انجيل في بيروت امس، فزار رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري عرض معهما آخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد الرئيس عون إن «القوانين اللبنانية تعاقب اي نشاط يعود لتمويل الارهاب او تبييض الاموال جزائياً ومالياً، ويتم تطبيق هذه القوانين بحزم ودقة وتشهد على ذلك المؤسسات المالية الدولية»، داعياً الولايات المتحدة الأميركية الى المساعدة في اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، لان لبنان «لم يعد في مقدوره تحمّل تداعيات النزوح لا سيما في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمرّ به حالياً».
وجال المستشار الديبلوماسي المعاون لرئيس جمهورية فرنسا ايمانويل ماكرون أوريليان لوشوفالييه، على المسؤولين اللبنانيين، فالتقى الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، ووزيرة الطاقة ندى البستاني عارضاً للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وكان بحث في تطبيق بنود مؤتمر «سيدر» وإقرار الموازنة والكهرباء، كما تم التداول في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية والبرية والوضع في المنطقة والتوتر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. وأبدى المسؤول الفرنسي اهتماماً بالغاً بمفاوضات الترسيم.
المصدر: صحف