بما أن التخلص من الوزن سريعاً يشكل هاجساً اليوم، كثرت بشكل لافت الحميات الرائجة التي يسوق لها على أنها الفضلى لتحقيق هذا الهدف، من دون الإشارة إلى كل ما يترتب عليها من آثار سلبية ومخاطر على الصحة. بين الحميات المنتشرة حديثاً، وعلى الرغم من شيوعها واعتمادها بكثرة، ما يحمل أخطاراً صحية عديدة، ما يستدعي نشر الوعي حولها. في المقابل تبقى بعض الحميات هي الفضلى، لاعتبارها صحية وتستدعي إجراء تغييرات في نمط الحياة، ما يضمن الحفاظ على وزن صحي في المدى البعيد، بحسب ما أكدت اختصاصية التغذية سينتيا جوزيف مخيبر التي تشدّد على أهمية الوعي والابتعاد عن الحميات الصارمة الرائجة لأنها قد تُخفي مخاطر عديدة.
-حمية Keto: مما لا شك فيه أن فاعلية حمية Keto في خفض الوزن سريعاً باتت مسألة محسومة. فقد تكون من الحميات الأكثر فاعلية في التخلص من الوزن الزائد بأسرع وقت ممكن. وتعتبر من الحميات التي تؤمن الطاقة خلال النهار وتساعد على الحفاظ على وظائف الدماغ. وتسمح حمية Keto بخفض الوزن سريعاً، من خلال استبدال النشويات بالأطعمة الغنية بالبروتينات والدهون في الوقت نفسه، ما يضع الجسم في حالة Ketosis التي يحرق فيها الدهون بدلاً من النشويات كمصدر للطاقة.
وأثبتت فاعلية حمية Keto في معالجة الأطفال الذين يعانون داء الصرع، لاعتبار أن الجسم يفرز المادة الكيميائية حمض الـdecanoic حين يكون في حالة Ketosis، ما يحدّ من النوبات.
لكن كأي من الحميات السريعة التي يمكن اللجوء إليها، وفي مقابل أهميتها في الخفض السريع للوزن، ثمة مضاعفات يمكن أن تنتج عنها في المدى البعيد ولا يمكن الاستهانة بها أبداً. لذلك لا يمكن إلا تسليط الضوء على الآثار الجانبية هذه التي قد لا تظهر مباشرةً لكنها تظهر في المدى البعيد، حاملة معها مخاطر صحية تهدد الحياة، مما يدعو إلى التشديد على عدم اتباعها لفترات طويلة: في اتباع حمية Keto مخاطر صحية تظهر في المدى البعيد لقلة معدلات النشويات فيها، وبالتالي نقص الألياف والفاكهة التي يمكن الحصول عليها. ترتفع معدلات البروتينات حيوانية المصدر والكوليسترول والدهون المشبعة التي تعتبر كلها مصادر خطر وعوامل مسببة لأمراض القلب والشرايين والوفاة.
صحيح أن اتباع هذه الحمية قد يكون مفيداً بشكل خاص في حالات السمنة الزائدة، وقد أثبتت فاعليتها في هذه الحالات نظراً لأثرها الواضح على الوزن وقدرتها على خفضه سريعاً، لكن يبقى الشرط الأساسي هو اتباعها بطريقة متوازنة ومدروسة.
-حمية Paleo: تركز حمية Paleo في نظامها الغذائي على الأطعمة كاملة الغذاء. كما تقضي بتناول السمك واللحوم والبيض والخضر والفاكهة والبذور والأعشاب والتوابل والدهون الصحية. وتعتبر في ذلك حمية صحية كونها تشجع على تناول الأطعمة الصحية بشكل عام. الممنوعات: تمنع هذه الحمية تماماً تناول الأطعمة المصنعة بأشكالها والسكر والمشروبات الغازية والحبوب والحليب ومعظم مشتقاته والمحلّيات الصناعية والزيوت النباتية والدهون من نوع trans fats والمرغرين.
يمكن اعتبار حمية Paleo من الحميات الأقرب إلى تلك الصحية، لاعتبارها تستند في مبادئها الأساسية إلى الامتناع عن تناول الأطعمة المصنعة والتركيز على الأطعمة كاملة الغذاء وغيرها من الأطعمة الصحية. لكنها تعتبر من الحميات الصارمة التي يصعب التقيد بها بشكل تام. كما أنها تدعو إلى تجنب الحبوب، ما قد يضر بالصحة في المدى البعيد.
-النظام المتوسطي: تشجع الحمية المتوسطية على استهلاك الأطعمة الصحية الطازجة والمحلية. ويمتاز هذا النظام بارتفاع معدلات الأطعمة النباتية فيه كالخضر والفاكهة الطازجة والمكسرات والحبوب الغذائية، بالإضافة إلى زيت الزيتون. كذلك يشجع النظام المتوسطي على استهلاك السمك والدجاج باعتدال وعلى الحد من تناول الحليب ومشتقاته، خصوصاً اللبن والجبنة، وعلى الحد من تناول اللحوم الحمراء وتلك المصنعة والحلويات. وبالتالي يعتبر من الأنظمة الصحية المتوازنة.
علمياً، هل تعتبر الحمية المتوسطية صحية فعلاً؟ أثبت علمياً أن الحمية المتوسطية تساعد على الحد من معدلات الوفيات ومختلف مسبباتها. كما تبين أن لها فوائد صحية عديدة، بما فيها الحد من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والشرايين والسمنة والسكري من النوع الثاني ومتلازمة الأمراض الاستقلابية. هذا ما قد يجعلها من الحميات الصحية التي يمكن اتباعها من دون مشكلة لاعتبارها حمية متوازنة تدعو إلى تناول مختلف الأطعمة الصحية بشكل متوازن ومعتدل.
المصدر: العربي الجديد